الأردن يعلن إحباط مخططات للمس بالأمن الوطني "على صلة بحماس"
١٥ أبريل ٢٠٢٥أعلن الأردن اليوم الثلاثاء (15 نيسان/أبريل 2025) إحباط مخططات كانت "تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب داخل المملكة".
وذكرت دائرة المخابرات العامة الأردنية أنه "جرى إلقاء القبض على 16 ضالعاً بهذه المخططات التي تضمنت تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مجهز للاستخدام".
وقال مسؤولون أمنيون إن الوقائع على صلة بالإرهاب استناداً إلى كميات المتفجرات التي عُثر عليها. وقالوا إن المخططات مرتبطة بالجهود السرية لإيران وحلفائها لتجنيد عملاء لتنفيذ أعمال تخريب داخل المملكة لزعزعة استقرار أحد حلفاء واشنطن في المنطقة.
وقال مصدر أمني إن المشتبه بهم على صلة بحركة حماس بحسب ما نقلت رويترز دون أن تكشف عن المصدر، فيما لم يصدر عن السلطات الأردنية أي تأكيد بهذا الخصوص.
وتواجه الحركة، التي تخوض حرباً مع إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، اتهامات بالتحريض على تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في الأردن الذي يشكل الفلسطينيون عدداً كبيراً من سكانه.
وأفادت الدائرة بأن صاروخاً واحداً على الأقل كان مجهزاً للاستخدام ضمن "المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021". وأشارت الدائرة في بيان نُشر على وسائل إعلام رسمية إلى أن المخططات شملت "مشروعات لتصنيع طائرات مسيرة". وأُحيل المشتبه بهم إلى محكمة أمن الدولة.
وقال مصدر أمني إن المشتبه بهم مرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين، أكبر جماعة معارضة في البلاد، بينما كان زعيم الخلية التي دربت بعض أعضائها يقيم في لبنان. وقال المحلل الأمني البارز عامر السبايلة لرويترز: "نتحدث عن تكتيكات جديدة، صواريخ وطائرات مُسيرة. هذا يعني تغييراً جذرياً في طريقة تعامل جماعة الإخوان المسلمين مع الأردن واستهدافها لأمنه".
وخلال العام الماضي، أعلن الأردن إحباط محاولات تهريب أسلحة من قِبل متسللين مرتبطين بجماعات مدعومة من إيران في سوريا.
الجماعة تنفي
ونفت الجماعة في بيان أرسل إلى رويترز أي صلة لها بالمؤامرة المزعومة، وقالت إن الجماعة تنتهج دائماً مساراً سياسياً سلمياً، وإن فرعها في الأردن يعمل بصورة قانونية منذ عقود.
وصار حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للجماعة في الأردن، أكبر تكتل سياسي في البرلمان بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في سبتمبر أيلول الماضي، غير أن معظم المقاعد لا تزال في قبضة مؤيدي الحكومة.
عدة خلايا .. وأربعة قضايا
وفي إيجاز صحافي قال وزير الإعلام والاتصال محمد المومني إن الموقوفين هم عدة خلايا في أربعة قضايا إحداها "تصنيع صواريخ قصيرة المدى مداها ما بين 3 الى 5 كيلومترات فقط، وهذا مؤشر كبير".
وأضاف المومني، وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن القضية تشمل "حيازة مواد متفجرة وأسلحة أوتوماتيكية، واخفاء صاروخ مجهز للاستخدام، ومشروع لتصنيع طائرة مسيرة".
وأوضح المومني ان الخلية الأولى تضم 3 عناصر ضبطت بين أيار/مايو وحزيران/يونيو 2023 وكانت تعمل على "نقل وتخزين مواد شديدة الانفجار من نوع +تي ان تي+ و+سي4+ و+سنتيكس إتس+ واسلحة أوتوماتيكية جميعها مهرب من الخارج".
أما الخلية الثانية فهي من ثلاث عناصر وضبطت في شباط/فبراير 2025 و"كانت تعمل على تصنيع هياكل صواريخ بأدوات محلية"، وأكد المومني أنها تلقت تمويلاً من الخارج وتمكنت من إنتاج نموذج لصاروخ.
وقال إن خلية أخرى من "4 عناصر انخرطوا في مشروع لتصنيع طائرات مسيرة مستعينة بأطراف خارجية، عبر زيارات لدول للحصول على الخبرات اللازمة". وأشار إلى أن الخلية استطاعت انجاز مجسم أولي لطائرة مسيرة. أما الخلية الرابعة فقال إن مهمتها كانت تجنيد وترشيح عناصر وإخضاعهم لـ "دورات تدريبية أمنية غير مشروعة".
وأشار المومني الى ان "هناك انتماءات سياسية لمتهمين في هذه القضايا. منتسبون لجماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب القانون"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن والتي حلت بقرار قضائي عام 2020.
وعرض تلفزيون المملكة الرسمي ما قال إنها اعترافات مسجلة لعدد من المتورطين.
تحرير: محمود حسين