افتتاح مؤتمر منظمة التجارة العالمية وسط آمال بتجاوز الخلافات
بين أمال الفقراء وتطلعاتهم في أن يجدوا لأنفسهم مكانا بين الكبار، وبين صراع الكبار مع بعضهم من ناحية وبينهم وبين الدول النامية والفقيرة من ناحية أخرى، يبدأ اليوم الثلاثاء (13 ديسمبر/كانون الأول 2005) المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في هونغ كونغ والذي تشارك فيه الدول الأعضاء المنظمة البالغ عددها 149 دولة. المؤتمرون يسعون الى محاولة دفع عملية تحرير المبادلات التجارية بين البلدان. وتواجه المفاوضات خلافات عميقة بين أعضاءها وذلك منذ بدء جولة محادثات الدوحة في أواخر عام 2001. الجهود لإزالة الحواجز أمام حركة التجارة تتعثر أمام عقبة رئيسية تتمثل في دعم الدول الغنية لقطاعها الزراعي حيث تتهم الدول النامية دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بتزييف المبادلات العالمية بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه هذه الدول لمزارعيها الأمر الذي ينعكس على أسعار المنتجات الزراعية عند تصديرها.
جبهتا خلاف
الخلافات تسير على جبهتين إحداهما في إطار الدول الغنية فيما بينها والأخرى فيما بين هذه الدول من جهة والدول النامية والفقيرة من جهة أخرى. وتمثل سياسات الدعم للقطاع الزراعي في الدول الغنية أهم نقاط الخلاف بين هذه الدول. فمثلا في إطار الاتحاد الأوروبي مثل دعم القطاع الزراعي محور الخلاف الفرنسي البريطاني مما تسبب في تأجيل إقرار ميزانية الاتحاد. وفي القارة الأمريكية برزت خلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجيرانها اللاتينيين الذين رفضوا مشروع للرئيس الأمريكي جورج بوش يتعلق في بتحرير التجارة. كما إن سياسات دعم القطاع الزراعي في الدول الغنية عموما وسياسات الحماية التي تنتهجها هذه الدول تحول دون قدرة منتجات الدول الفقيرة على المنافسة والدخول الى أسواق هذه الدول.
عنان للمؤتمرين: "لا تحبطوا آمال الفقراء"
من جانبه قال الأمين العام للأمم كوفي عنان إن الدول الفقيرة في حاجة عاجلة لاتفاق تجارة عالمية. وحث عنان دول منظمة التجارة العالمية على إحراز تقدم في محادثات تحرير التجارة المتعثرة وإلا أحبطوا آمال الملايين الذين "يتطلعون الى انتزاع أنفسهم من ربقة الفقر". وفي كلمة ألقيت باسمه في الجلسة الافتتاحية قال عنان إن الوقت فات لانتهاج سياسة "حافة الهاوية" في المعركة المستمرة منذ أربع سنوات للتوصل الى معاهدة لتعزيز الاقتصاديات ومساعدة الملايين على الإفلات من براثن الفقر من خلال مزيد من التجارة. وقال عنان في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه سوباتشي بانيتشباكدي رئيس وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "اونكتاد" إن عدم تحقيق مكاسب رئيسية هنا سيكون مصدر إحباط حاد للفقراء في شتى أنحاء العالم.
مظاهرات مناهضة العولمة
وكالعادة بدأ آلاف الناشطين بالتجمع لتنظيم مسيرة ضد المنظمة واعدوا لافتات كتب عليها "لتسقط منظمة التجارة العالمية" و"لا لمنظمة التجارة العالمية". من بين عشرات المنظمات المشاركة في التظاهرة عدد كبير من المزارعين الكوريين الجنوبيين الذين كانوا يقرعون الطبول وهم يرددون هتافات معادية للمنظمة. ووعد هؤلاء الناشطون بالتظاهر بشكل سلمي رغم الاتهامات بالتطرف التي وجهتها لهم صحف هونغ كونغ. كما تشارك في التظاهرة منظمة "فيا كامبيسينا" الدولية للمزارعين يمثلها خصوصا الناشط المعارض للعولمة الفرنسي الشهير جوزيه بوفيه الذي واجه صعوبات في الدخول الى هونغ كونغ عند وصوله أمس الاثنين.