اعتزام ألمانيا والهند تعزيز تعاونهما تجاريا وتوسيعه دفاعيا
٣ سبتمبر ٢٠٢٥أعلنت ألمانيا والهند أنهما تعتزمان تعزيز التعاون بينهما في ظل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجالي الجمارك والتجارة، والتي تنظر إليها برلين ونيودلهي باعتبارها سياسة عدوانية. وخلال لقائه بنظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم الأربعاء (الثالث من سبتمبر/أيلول 2025): "نريد أن نواجه التحديات التي تواجه بلدينا معا وأن نعزز التعاون بيننا".
وأضاف الوزير الألماني المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي أن الهند، باعتبارها قوة اقتصادية صاعدة، وأكثر دول العالم سكانا، وأكبر ديمقراطية على وجه الأرض، تتمتع بأهمية جيوسياسية خاصة. وتابع فاديفول: "يمكن لبلدينا أن يحققا الكثير خصوصا في المجال الاقتصادي، إذا وسعنا نطاق تعاوننا". وأعرب فاديفول وجايشانكار عن أملهما في مضاعفة حجم التجارة الثنائية. وأعرب الوزيران الألماني والهندي عن اعتقادهما بأن اتفاق التجارة الحرة المزمع بين الاتحاد الأوروبي والهند، سيسهم في ذلك أيضا.
ألمانيا: "دفاع عن النظام الدولي بمواجهة الصين"
ورأى فاديفول أن تصاعد السلوك "العدواني" للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يقلق كلا البلدين ألمانيا والهند، وأردف: "بشكل عام، نريد توسيع تعاوننا أكثر في مجالات الدفاع والأمن والتسلح". من جانبه، قال جايشانكار: "أنا أشارك الوزير الألماني رغبته - بل يمكنني القول حتى تفاؤله - في أننا سنتمكن خلال الأيام المقبلة من التوصل إلى اتفاق حاسم بشأن اتفاقية التجارة الحرة". وأوضح أن مثل هذا الاتفاق سيساعد أيضا في استقرار الاقتصاد العالمي. ويأمل الطرفان في إتمام الاتفاق هذا العام. ويهدف مثل هذا الاتفاق إلى تحقيق أهداف من بينها تقليل الرسوم الجمركية وتسهيل سلاسل التوريد.
وعلى خلفية مشاركة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قبل أيام في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، قال فاديفول إن ألمانيا ترحب دائما بأن تجد أي دولتين طريقا إلى تفاهم أكبر بينهما. وأضاف: "ومع ذلك، أنا متفق مع الهند والعديد من الدول الأخرى على وجوب الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد، وأن هذا الدفاع يجب أن يكون أحيانا في مواجهة الصين".
استغلال علاقة الهند مع روسيا من أجل سلام أوروبا
وقال فاديفول إنه جدد خلال لقائه بجايشانكار دعوته للهند لاستغلال علاقاتها مع روسيا من أجل إعادة السلام إلى أوروبا. وأكد أن إشارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال لقائه الأخير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرورة تحقيق السلام السريع في أوكرانيا "أمر مهم". وتابع وزير الخارجية الألماني: "أعلم أن مواقفنا لا تتطابق دائما بنسبة مئة في المئة مع الهند في جميع القضايا، لكن ذلك ليس مشكلة إطلاقا، لأننا نتفق بشكل كامل في معظم المجالات الأخرى". يذكر أن الحكومة الهندية تحتفظ بعلاقات جيدة مع كل من روسيا والغرب، بينما تتبنى نيودلهي موقف الحياد تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا.
تحرير: حسن زنيند