اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في "يوم الأرض"

قتل شاب فلسطيني اليوم الجمعة (30 آذار/ مارس 2012) برصاص الجيش الإسرائيلي قرب معبر إيريز شمال قطاع غزة بينما أصيب المئات في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد يوم من التظاهرات لإحياء الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الأرض. وأكد أدهم أبو سلمية المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في حكومة حماس في بيان مقتل الشاب الفلسطيني محمود محمد زقوت (20 عاما) وإصابة 44 آخرين. وكان عشرات الشبان قد اندفعوا إلى الحدود الشمالية التي تفصل بين قطاع غزة وإسرائيل رغم محاولات شرطة حماس منعهم من الاقتراب من الحدود بحسب شهود عيان. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنوده فتحوا النار، بعد طلقات تحذيرية، على مجموعة من الفلسطينيين كانوا يقتربون "بشكل خطير" من معبر إيريز.

وكانت مواجهات قد اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية بعد ظهر اليوم في تظاهرات لإحياء "يوم الأرض" على حاجز قلنديا العسكري والقدس الشرقية وفق مراسلي فرانس برس. ورشق مئات المحتجين في قلنديا شمال القدس جنودا إسرائيليين بالحجارة وحاولوا التوجه نحو نقطة تفتيش تابعة للجيش هناك. وأطلقت قوات إسرائيلية الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريق المتظاهرين. وقال مراسل فرانس برس بأن الجيش بدأ في استخدام جهاز الظربان الذي يطلق مياه عادمة لتفرقة المتظاهرين. وقال متحدث عسكري لفرانس برس "توجد أعمال شغب حاليا في قلنديا ويقوم المتظاهرون بإلقاء الحجارة وإحراق الإطارات. ويستخدم الجيش وسائل مكافحة الشغب". فيما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن إصابة 30 فلسطينيا من استنشاق الغاز. وفي القدس الشرقية تظاهر مئات الفلسطينيين الذين حملوا الأعلام الفلسطينية قرب باب العمود واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت عددا من المتظاهرين فيما لا تزال تحاول تفريق التظاهرة. ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية في القدس قولها إن "إسرائيل ستدافع عن كرامتها وسيادتها ولن تسمح باختراق حدودها". واعتبرت المصادر الإسرائيلية أن "مسيرة القدس التي تنظمها إيران هي تعبير عن الكراهية والحقد ضد دولة إسرائيل ووجودها".

وتجري تظاهرات أخرى على الحاجز بين مدينتي بيت لحم والقدس وقرى شمال الضفة الغربية التي تجري فيها مظاهرات أسبوعية. ووضعت الشرطة والجيش الإسرائيليان اليوم الجمعة في حال تأهب استعدادا لمواجهة التظاهرات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية في ذكرى "يوم الأرض".

و"يوم الأرض" هو إحياء لذكرى مقتل ستة من العرب على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية عام 1976 خلال احتجاجات على خطط الحكومة الإسرائيلية لمصادرة أراض في منطقة الجليل بشمال إسرائيل. ومرت احتجاجات سابقة في ذكرى الأرض بشكل سلمي بدرجة كبيرة لكن إسرائيل قررت تشديد الأمن بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت العام الماضي وأخذت الجيش فيما يبدو على حين غرة. وكانت إسرائيل أغلقت في وقت سابق اليوم معابر الضفة الغربية المحتلة وشددت الدوريات على حدودها مع سوريا ولبنان قبيل انطلاق المسيرات. ويمنع فلسطينيو الضفة الغربية خلال الإغلاق من دخول إسرائيل عدا للحالات الإنسانية والطبية.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي