تواصل احتجاجات ألمانيا ضد تعاون المحافظين مع اليمين المتطرف
٢ فبراير ٢٠٢٥تظاهر آلاف الألمان في برلين اليوم الأحد (الثاني من فبراير / شباط 2025) في ذروة التعبئة الوطنية للاحتجاج على التقارب الذي بدأ هذا الأسبوع بين اليمين المحافظ واليمين المتطرف، وهذا قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية. وذكرت الشرطة المحلية أن عدد المشاركين بلغ 20 ألفا على الأقل عند بداية التظاهرة قرابة الساعة 15,45 مساء (14,45 بتوقيت غرينتش)، لكن "هذا العدد قد يزيد بشكل كبير لأننا نشهد تدفقات من الناس من جميع الاتجاهات"، بحسب ما قالت متحدثة باسم الشرطة.
وتأتي التظاهرة احتجاجا على المرشح المحافظ لمنصب المستشار -والأوفر حظا في استطلاعات الرأي- فريدريش ميرتس الذي أثار صدمة هذا الأسبوع إثر تصويت مشترك لحزبه مع حزب البديل من أجل ألمانيافي البرلمان، كاسرا بذلك أحد المحرمات السياسية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وترفض الأحزاب التقليدية في ألمانيا وفق العرف أي تعاون على المستوى الوطني مع اليمين المتطرف. واعتمد فريدريش ميرتس في خطوة أولى على هذا الحزب القومي المعادي للهجرة لتمرير اقتراح غير ملزم في مجلس النواب يوم الأربعاء ( 29 / 01 / 2025)، يدعو إلى منع جميع الأجانب غير المسجلين من دخول الحدود.
ميرتس مستعد لتكرار الأمر مستقبلا!
ورغم تعرضه أول أمس الجمعة لانتكاسة بعدما فشل في تمرير مشروع قانون يهدف إلى تقييد الهجرة في البرلمان فقد شكلت هذه المبادرة نقطة تحول جديدة، وخصوصا أنه قال إنه مستعد لتكرارها في المستقبل. ورأت منظمة "كامباكت" غير الحكومية اليسارية التي وجهت الدعوة إلى التظاهرة في برلين أن "فريدريش ميرتس يريد خرق الحاجز الصحي ضد المتطرفين اليمينيين". واستجابت العديد من الجهات للدعوة، من بينها نقابات عمالية وجمعيات اجتماعية وحقوقية وكنائس ونشطاء بيئيون، مثل لويزا نُويْباوَر أحد وجوه حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" في ألمانيا.
وتظاهر أكثر من 220 ألف شخص أمس السبت في كبرى المدن الألمانية، مثل هامبورغ ولايبزيغ وكولونيا وشتوتغارت، بحسب أرقام جمعتها قناة "إيه آر دي" التلفزيونية العامة.
ع.م / ع.ج (أ ف ب)