تحركات دبلوماسية وجولات مكثفة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومكالمات هاتفية طويلة بين مسؤولين أمريكيين وروس، توجت بلقاء قمة في ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في مسعى حثيث من واشنطن لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
قمة ألاسكا التي الإعداد والترتيب لها بدقة انتهت بمؤتمر صحفي مقتضب، أعرب فيها الجانبان عن ارتياحهما عن المحادثات وأثنى الطرفان عن دور كل منهما. الملفت كانت اللهجة الروسية المختلفة وإبداء موسكو مرونة وانفتاحا على المزيد من المحادثات والاجتماعات.
فهل كانت قمة ألاسكا منعطفا تاريخيا ووضعت اللبنة الأولى لاتفاق سلام بين موسكو وكييف؟ الصحافي الموريتاني اداه يعقوب من واشنطن يرى أن القمة كانت فعلا منعطفا تاريخيا، لأنها رسمت "معالم اتفاق بين روسيا وأوكرانيا ولقيت نوعا من الرضا لدى الاتحاد الأوروبي". وأضاف في برنامج ستوديو الحدث بأن القمة "صاغت مبدأ الأرض مقابل الاتفاق الأمني لأوكرانيا" وأن كل تفاصيل القمة كان قد تم الاتفاق عليها مسبقا.
روسيا حصلت على ما تريده من قمة ألاسكا
قمة ألاسكا التي كانت مختلفة عن الاجتماعات واللقاءات السابقة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا وأنعشت الآمال في عقد اتفاقية سلام بين كييف وموسكو، تدفع للتساؤل فيما إذا كان هناك تغييرا في الموقف الروسي؟ الدكتورة ثريا الفرا، أستاذة العلوم السياسية في جامعة موسكو، تجيب على ذلك في برنامج ستوديو الحدث، بأن القمة كانت ناجحة واستطاعت التقريب بين وجهات النظر المختلفة. وأوضحت بأن تفاهمات واتصالات كثيرة سبقت هذه القمة، وبالتالي، "النتائج التي تمخضت عنها كانت قد صيغت من قبل، وتم تثبيتها في القمة... وأسست للتسوية النهائية في أوكرانيا" وأضافت بأن بوتين وترامب، حين توجها إلى ألاسكا، كان كل واحد منهما "يعرف تماما ما يريده الآخر من هذه القمة". وأشارت الفرا إلى أوكرانيا وأوروبا تفاجأت بما صرح به ترامب بعد القمة لقناة فوكس نيوز بأن "على القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني الذهاب لعقد صفقة سلام، دون الإشارة إلى وقف إطلاق النار" مسبقا. وترى أن "وجهة النظر الأمريكية تطابقت مع وجهة النظر الروسية وهو ما كانت تريده موسكو"، وخصلت إلى أن روسيا قد حصلت على ما كانت تريده.
ضيفا الحوار:
- د. ثريا الفرا: أستاذة العلوم السياسية في جامعة موسكو
- أداه يعقوب: صحافي مختص بالشأن الأمريكي في واشنطن
إعداد وتقديم:
- عارف جابو وخلدون زين الدين