استخبارات أوروبية: روسيا تكثف استخدام الكيماوي في أوكرانيا
٤ يوليو ٢٠٢٥تزيد روسيا من استخدامها للأسلحة الكيماوية في أوكرانيا، وفقا لوكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي) ووكالتين استخباريتين هولنديتين. وجاء في بيان مشترك للاستخبارات الخارجية الألمانية وجهاز الاستخبارات العسكرية الهولندي (إم آي في دي) وجهاز الاستخبارات الهولندي (إيه آي في دي): "أصبح استخدام القوات الروسية للغاز المسيل للدموع والكلوروبكرين ممارسة شائعة ومنتشرة على نطاق واسع".
مواد حرب رئوية
ويذكر أن الكلوروبكرين، المعروف أيضا باسم ثلاثي كلورو نيترو ميثان، هو مادة كيماوية حربية تنتمي إلى مجموعة مواد الحرب الرئوية. وقد استخدم أيضا في الحرب العالمية الأولى تحت اسم "الصليب الأخضر-1"، حيث كانت تحمل القنابل المعبأة بهذه المواد الكيميائية آنذاك علامة صليب أخضر.
وجاء في البيان أن الكلوروبكرين قد يكون قاتلا بتركيزات عالية في الأماكن المغلقة. وأكدت وكالات الاستخبارات الثلاثة أن استخدام الكلوروبكرين يمثل انتهاكا أكثر فداحة لاتفاقية الأسلحة الكيماوية، التي تحظر استخدام هذه المادة في الحرب تحت أية ظروف. كما أن استخدام الغاز المسيل للدموع ينتهك الاتفاقية.
ووفقا لملاحظات أجهزة الاستخبارات الثلاثة، فإن القيادة الروسية وقواتها الدفاعية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية تدعم وتعزز بنشاط الاستخدام المحظور لهذه المواد. وأشار البيان إلى أنه من المرجح للغاية أن هذا لا يزال يشكل تهديدا، كما تستثمر روسيا بكثافة في برنامجها للأسلحة الكيماوية، حيث يجري توسيع نطاق البحث في هذا المجال، وتجنيد علماء جدد من أجله.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا للمرة الأولى باستخدام مادة الكلوروبكرين، وهي مركب كيميائي أكثر سمية من مواد مكافحة الشغب، في أيار/مايو من العام الماضي. ووفقا لبيان، صرح وزير الدفاع الأوكراني بأن روسيا استخدمت بالفعل مواد كيميائية ضد القوات الأوكرانية أكثر من 9000 مرة في حربها العدوانية. ووفقا لأوكرانيا، يمكن أن تعزى ثلاث وفيات على الأقل بشكل مباشر إلى آثار الأسلحة الكيماوية.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من استخدام أي من الطرفين مواد كيميائية محظورة في حرب أوكرانيا.
وتتحدث أوكرانيا عن وجود آلاف الحالات من استخدام روسيا أسلحة كيميائية. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب للتعليق على ما ورد في هذا التقرير. وتنفي روسيا استخدام ذخائر غير مشروعة وتتهم أوكرانيا بالقيام بذلك.
إخراج جنود من مخابئهم
وعلى نحو غير مباشر يؤدي استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية إلى خسائر بشرية أكبر بكثير، حيث تجبر الأسلحة الكيميائية الجنود الأوكرانيين على مغادرة مخابئهم، وعندها يطلق عليهم النار ويقتلون بالذخائر التقليدية. وفقا لبيان صادر عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية، خلال فعالية إعلامية لـ 35 ملحقا عسكريا في كييف نهاية مايو/أيار الماضي 2025، استخدمت روسيا الغاز المسيل للدموع في الحرب ضد أوكرانيا، إلا أن الجيش الروسي لم يستخدم بعد عوامل حرب كيميائية مميتة.
كما أشار البيان إلى أنه على الرغم من أن العوامل التي استخدمتها روسيا لم تصنف رسميا على أنها أسلحة كيميائية، إلا أن استخدامها في الحرب يشكل انتهاكا لاتفاقيات جنيف. وفي يونيو/حزيران الماضي 2025 أبلغت أوكرانيا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها وثقت ما يقرب من 9700 حالة استخدمت فيها القوات الروسية ذخائر تحتوي على عوامل حرب كيميائية خطيرة كسلاح حرب خلال الفترة من فبراير/شباط 2023 ويونيو/حزيران 2025.
استهداف روسي جديد لكييف
من جانب آخر أفاد منسق حركة العمل السري الموالية لروسيا، سيرغي ليبيديف، اليوم الجمعة (الرابع من يوليو/تموز 2025) ، بأن الجيش الروسي قصف أنظمة دفاع جوي ومستودعات ذخيرة في مقاطعة كييف. وقال ليبيديف: "في مقاطعة كييف... كانت الضربة الرئيسية موجهة ضد المرافق اللوجيستية والدفاع الجوي والمستودعات ومنشآت الوقود ومواد التشحيم"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
بالإضافة إلى ذلك قصفت المقاتلات الروسية مستودعات في مقاطعة تشيركاسي، وفي منطقة دنيبروبيتروفسك، مستودعات قطارات ومعدات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية وقواعد إصلاح. وأعلن عن حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء أوكرانيا، اليوم الجمعة، وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات في بافلوغراد وكييف. وتضررت البنية التحتية للسكك الحديدية في عاصمة البلاد، وفقا للتقرير.
زيلينسكي: إحدى أكبر هجمات روسيا
وأعلنت سلطات كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة أن العاصمة الأوكرانية تعرضت لهجوم بعشرات المسيرات القتالية الروسية. ونُقِل اليوم الجمعة أن موجات من الهجمات بمسيرات وصواريخ استهدفت كييف طوال الليل حتى اليوم الجمعة، في أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، مما أدى لإصابة 23 شخصا وإلحاق أضرار بالعديد من المناطق في العاصمة، وأن روسيا أطلقت 550 مسيرة وصاروخا بمختلف أنحاء أوكرانيا الليلة الماضية، طبقا لما ذكره سلاح الجو الروسي. ومعظمها كانت طائرات مسيرة، طراز شاهد ، بينما استخدمت روسيا 11 صاروخا في الهجوم.
وأعلن الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني أعلن أن الضربات التي شنتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل الماضي هي الأوسع منذ بدء الحرب في 2022. وقال يوري إيغنيات للتلفزيون الأوكراني "هاجم العدو بعدد كبير جدا من المسيّرات (..) وهو العدد الأكبر الذي يستخدمه العدو في هجوم واحد".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إن الهجوم الذي شنته روسيا على بلاده خلال الليل كان من بين أكبر الهجمات التي تتعرض لها حتى الآن، وشدد على أن موسكو لن توقف هجماتها ما لم تتعرض لضغوط مكثفة. ووصف في منشور على منصة إكس الهجوم بأنه "هائل ومتعمد بشكل لا إنساني". وتابع "روسيا تظهر مجددا أنها لا تنوي إنهاء الحرب والإرهاب".
تحرير: خالد سلامة