حزب العمال الكردستاني يتجاوب مع دعوة أوجلان ويعلن عن هدنة
١ مارس ٢٠٢٥أعلن حزب العمال الكردستاني السبت (الأول من مارس/آذار 2025) وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة زعيم الحزب من سجنه عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح وحلّ الحزب.
وقالت اللجنة التنفيذية لحزب العمّال في بيان نقلته وكالة فرات للأنباء (إيه إن إف) المؤيدة للحزب: "من أجل تحقيق والمضي قدماً في دعوة القائد آبو (لقب أوجلان) المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، إننا نعلن وقفاً لإطلاق النار اعتبارا من اليوم". وأضافت "نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا"، مؤكدة في الوقت عينه أنّه "لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح".
وتهدف دعوة أوجلان إلى وضع حدّ لنزاع استمرّ أكثر من أربعة عقود مع الدولة التركية.
وبعد عدّة اجتماعات مع أوجلان في سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، نقل حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" الخميس (27 فبراير/شباط) دعوة الزعيم الكردي لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لإعلان حلّ الحزب.
وتعقيباً على دعوة أوجلان، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة (28 فبراير/شباط) إن الخطوة تمثل بداية "مرحلة جديدة.. توجد الآن فرصة لخطوة تاريخية".
وتأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابيا". وأطلق تمردا مسلحا ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة كردية.
ومنذ سجن أوجلان في العام 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
وقد تؤدي دعوة أوجلان إلى إنهاء صراع مستمر منذ 40 عاماً بين الحزب وتركيا وقد تكون لها آثار سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة.
وبعد انهيار آخر جولة محادثات في العام 2015، لم يتمّ إجراء أي اتصال آخر لاستئنافها وصولاً إلى أكتوبر/تشرين الأول عندما بادرت الحكومة التركية إلى هذه العملية عبر حليفها زعيم "حزب الحركة القومية التركية" دولت بهجلي.
وبينما دعم أردوغان التقارب، كثّفت حكومته الضغوط على المعارضة واعتقلت مئات السياسيين والناشطين والصحافيين.
ونقلت فرانس برس عن أنتوني سكينر، مدير الأبحاث في شركة الاستشارات الجيوسياسية مارلو غلوبال، قوله إنه في الوقت الذي "لوّح فيه أردوغان باحتمال حصول السلام، واصل حملة قمعية وأمنية".
وأضاف "أتوقع أن يستمر ذلك حتى يحصل على شروط مواتية قدر الإمكان".
م.ف/خ.س (أ ف ب)