ارتفاع عدد قتلى اليوم الأول من الإضراب بسوريا والجامعة العربية تؤجل اجتماعها
١١ ديسمبر ٢٠١١قال ناشطون وشهود عيان إن مئات من المنشقين عن الجيش السوري اشتبكوا مع قوات حكومية اليوم الأحد (11 كانون الأول/ ديسمبر 2011) في إحدى أكبر المواجهات منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية منذ تسعة شهور. وأفاد الناشطون باقتحام قوات الجيش السوري المتمركزة في إزرع (جنوب البلاد) بلدة بصرى الحرير القريبة منها. وأضاف الناشطون أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه، حيث يختبئ منشقون عن الجيش السوري.
وفي ذات السياق أفاد ناشطون بمقتل 25 شخصا برصاص قوات الأمن السورية في مناطق سورية عدة، وذلك حسب الهيئة العامة للثورة السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة مدنيين قتلوا في حمص، كما لقي ثلاثة مصرعهم وأصيب ثمانية آخرين جراء إطلاق قوات الأمن النار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماه وقتل شخصان في محافظة درعا في جنوب البلاد.
وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على مشاركين في موكب تشييع في معرة النعمان في محافظة ادلب ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. وقال المرصد إن ثلاثة شبان من مدينة حرستا، ماتوا تحت التعذيب، بعدما كانوا رهن الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية لمدة ثلاثة أسابيع.
وأعلن المرصد ومصدر طبي لبناني مساء أمس أن امرأة سورية في الثالثة والعشرين من العمر أصيبت برصاصة في بطنها في مدينة تلكلخ السورية ونقلت إلى الأراضي اللبنانية الملاصقة للمدينة حيث توفيت في أحد المستشفيات. كما قتل طبيب سوري برصاص قوات الأمن على مقربة من الحدود بين تركيا وسوريا. وتحدث المرصد عن حملة مداهمات نفذتها قوات الأمن السورية في بلدة هجين في دير الزور وقال إنها ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف و اعتقال 13 مواطنا. وتفيد الأمم المتحدة أن أربعة آلاف شخص قتلوا في سوريا منذ انطلاق الاحتجاجات في آذار/ مارس الماضي.
" إضراب الكرامة"
وتأتي أعمال العنف هذه عشية إضراب عام دعا إليه المعارضون السوريون في إطار حملة عصيان مدني. وقال ناشطون إن العديد من المناطق في سوريا شهدت اليوم الأحد إضرابا عاما تمت الدعوة إليه لتصعيد الضغوط على النظام. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين داخل الأراضي السورية أن الإضراب لقي استجابة بشكل كبير جدا في محافظة درعا وفي جبل الزاوية في ادلب قرب الحدود التركية. وفي المدن نفذ الإضراب في حرستا رغم محاولة الأمن فتح المحلات بالقوة، حسب الناشطين، الذين تحدثوا عن اعتقالات عشوائية في هذه المنطقة الواقعة قرب دمشق.
وقالوا إن الإضراب نجح بنسبة كبيرة تبلغ تسعين بالمائة في دوما قرب دمشق أيضا. وقال المرصد إنه "في الأحياء المعارضة في حمص نسبة نجاح تسعين إلى مئة في المائة. وأوضح أن "الطلاب لم يذهبوا إلى المدارس والموظفين لم يذهبوا إلى وظائفهم والمحلات التجارية مغلقة"، لكن الحركة تتواصل بشكل طبيعي في دمشق، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
وكان الناشطون السوريون قد دعوا الموظفين والعمال والطلاب إلى إضراب عام الأحد في إطار حملة عصيان مدني في كافة أنحاء البلاد. وقال الناشطون إن هذا الإضراب خطوة باتجاه العصيان المدني لقطع الإمكانيات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل أطفالنا، كما جاء على لسانهم. وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن خطوات أخرى ستلي الإضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات وإضرابات في وسائل النقل وغيرها.
في الوقت ذاته حذر المجلس الوطني السوري المعارض من حصول مجزرة في مدينة حمص. وجاء في بيان أصدره المجلس الوطني الجمعة أن "الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الأرض في مدينة حمص تشير إلى أن النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف إخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها".
فرنسا تدعو إلى إنقاذ الشعب السوري
وفي ذات السياق تصاعدت التحذيرات الدولية من مغبة شن هجوم على مدينة حمص التي أصبحت معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن فرنسا "تعرب عن القلق العميق إزاء المعلومات التي تشير إلى استعداد قوات الأمن السورية لشن هجوم عسكري على مدينة حمص".
وأضاف أن فرنسا "إذ تذكر بإدانتها لاستخدام العنف والأساليب العسكرية التي يقع المدنيون ضحيتها، توجه تحذيرا إلى الحكومة السورية وتحمل السلطات السورية مسؤولية كل الأعمال التي قد تستهدف السكان وتداعيات عملية من هذا النوع على مدينة حمص". كما دعا المتحدث أيضا "المجتمع الدولي إلى التعبئة لإنقاذ الشعب السوري". وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد أعربتا الجمعة الماضية عن قلقهما إزاء تدهور الوضع في حمص ودعتا دمشق إلى سحب قواتها على الفور من المدينة.
الجامعة العربية تلغي اجتماعها
من جانبه قال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية إن الاجتماع الوزاري العربي للبحث في الملف السوري الذي كان مقررا السبت في الدوحة ألغي. وأوضح المصدر أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اقترح في الوقت نفسه عقد الاجتماع في السادس عشر أو السابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري في مقر الجامعة في القاهرة. ويفترض أن تجتمع هذه اللجنة لاتخاذ موقف من الشروط، التي وضعتها سوريا قبل التوقيع على بروتوكول مراقبي الجامعة العربية لحماية المدنيين.
( م ا/ ا ف ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو