احتجاجات بإسرائيل للمطالبة بإطلاق الرهائن وسط تواصل قصف غزة
٢٦ أغسطس ٢٠٢٥نُظمت اليوم الثلاثاء (26 أغسطس/ آب 2025) مظاهرات في شوارع عدة مدن إسرائيلية للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حركة حماس، وذلك قبيل جلسة لمجلس الوزراء الأمني يرجح أن تبحث الحرب في القطاع. وشاهد صحافيون متظاهرين يقطعون طرقا في تل أبيب، رافعين أعلاما إسرائيلية وصورا للرهائن المحتجزين منذ هجوم حمانس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية من جهتها أن محتجين آخرين تجمعوا قرب فرع للبعثة الأميركية في الدولة العبرية، وقرب منازل وزراء في أنحاء البلاد.
وبينما لم يُعلن جدول أعمال الاجتماع الأمني، ذكرت وسائل إعلام محلية أنه سيناقش استئناف المفاوضات بشأن الهدنة وإطلاق سراح الرهائن في غزة. ومطلع آب / أغسطس، أقرّ المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي خطة للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع، ما أثار موجة جديدة من الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات الآلاف في الأسابيع الأخيرة.
نتنياهو وإطلاق سراح الرهائن
بدوره أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي توجيهات بإجراء محادثات فورية للإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين في قطاع غزة، تزامنا مع تشديده على المضي قدما في خطة السيطرة على كبرى مدن القطاع.
وأتى إعلان رئيس الوزراء بعد أيام من موافقة حماس على مقترح جديد تقدم به الوسطاء لوقف إطلاق النار، يتضمن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين على دفعتين خلال هدنة أولية مدتها 60 يوما مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة في هجوم عام 2023، لا يزال 49 في القطاع، وقال الجيش إن 27 منهم لقوا حتفهم.
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا متزايدة لإنهاء الحرب في غزة، وسط تزايد القلق من الأزمة الإنسانية وغضب في أوساط الإسرائيليين بشأن مصير الرهائن المتبقين. واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم إرهابي شنّته حركة حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 62744 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس. كما تسببت الحرب بدمار هائل في القطاع الفلسطيني المحاصر، وأزمة انسانية حادة تطال سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية
من جانب آخر قُتل 20 مواطنا فلسطينيا وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الثلاثاء، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة. وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بمقتل "طفل وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرات الأباتشي منزلا في شارع الصفطاوي شمال غربي مدينة غزة". وذكرت أن "سبعة مواطنين قتلوا وآخرين أصيبوا ، جراء استهداف طيران الاحتلال منزلا في حي الصبرة جنوبي غزة، مع وجود خمسة مفقودين تحت الأنقاض".
وأضافت الوكالة أن "خمسة مواطنين ارتقوا، جراء قصف الاحتلال خيمة في مواصي بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس"، مشيرة إلى مقتل "مواطن وفقدان آخرين حت الأنقاض بينهم أطفال، جراء استهداف الاحتلال منزلا في مخيم البريج".
ردود فعل دولية منددة بمقتل صحفيين
والاثنين، قُتل 20 شخصا على الأقل في ضربتين إسرائيليتين على مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، بحسب الدفاع المدني في غزة. وكان من بين هؤلاء خمسة صحافيين فلسطينيين، منهم مريم أبو دقة المصوّرة المستقلة المتعاونة مع وكالة أسوشيتد برس، والمصور المتعاقد مع وكالة رويترز حسام المصري، ومصوّر قناة الجزيرة محمد سلامة، الى الصحافيين معاذ أبو طه وأحمد أبو عزيز.
من جهته، أعرب نتنياهو عن أسفه لما وصفه بـ "حادث مأساوي"، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه سيفتح تحقيقا. وأثار هذا الهجوم انتقادات واسعة من الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وبلدان عدة بعضها حليف لإسرائيل.
والثلاثاء، أعربت الصين عن صدمتها إزاء الضربتين. وعبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غو جياكون عن "صدمتنا وإدانتا لأن أفراد طواقم طبية وصحافيين لقوا مجددا للأسف حتفهم في النزاع"، مقدما تعازيه لأقاربهم. وكانت لجنة حماية الصحافيين ومنظمة "مراسلون بلا حدود" أفادتا في وقت سابق من آب/أغسطس عن مقتل نحو 200 صحافي في غزة خلال الحرب.
وأكدت الأمم المتحدة الثلاثاء ضرورة الوصول الى "نتائج" في التحقيق الذي أعلنت إسرائيل فتحه الاثنين إثر مقتل 20 شخصا بينهم خمسة صحافيين في قصف لقواتها على مستشفى ناصر في قطاع غزة.
تحرير: عماد غانم