إميل برنار - نبض في الحداثة
تعيد قاعة الفن في مدينة بريمن اكتشاف الرسام الفرنسي إميل برنار (1868–1941) من خلال معرض (من 7 فبراير حتى نهاية مايو 2015) بعنوان "إميل برنار- في نبض الحداثة". يضم المعرض 120 لوحة من بينها "مدخنو الحشيش".
مقارنة بزملائه الفنانين مثل فان جوخ وغوغان لم يكن إميل برنار مشهورا. رغم ذلك فهو أحد مؤسسي "الرمزية" التي مهدت الطريق للحداثة. تظهر لوحاته المشاعر تجاه الطبيعة بخطوط واضحة وألوان زاهية.
ولد إميل برنار في باريس عام 1868 والتحق في سن 16 عاما بمدرسة الفن الخاصة لفرناند كورمون. تعرف برنار على خبايا الحياة الليلية في باريس فانعكس ذلك على لوحاته.
تُظهر رسوماته المبكرة مشاهد مقربة ومواقف من الحياة اليومية. خلال رحلة له في شمال فرنسا سجل مجموعة من الرسومات التخطيطية الأولية في كتاب يوثق عملية بحثه عن أسلوب فني خاص به.
تعرف برنار على فان جوخ عام 1886 ويعتبر هذا "البورتريه" الذي يحتل مكانة بارزة في معرض بريمن اكتشافا هائلا لأنه إلى جانب البورتريه الذي رسمه فان جوخ لنفسه ليس هناك للفنان الهولندي أعمال شبيهة بهذا الأسلوب الفني.
الناس والطبيعة في "بريتاني" الفرنسية ألهمت برنار في أعماله. والتقي برنار مع غوغان الذي يكبره بـ 20 عاما واعتبرا أن وسائل الرسم التقليدية قد استنفدت، لذا يجب البحث عن أشكال جديدة للتعبير.
صورة رسمها برنار لشقيقته تكشف لغة الرسم التي وضعها برنار بالتعاون مع بول غوغان. وقد حدث نزاع بينهما حول من منهما كان سباقا في إبداع مذهب "الرمزية" بعد نشر مقال نسبت الرمزية فيه إلى غوغان فقط.
بعد نزاعه مع غوغان تحول برنار عن فرنسا غاضبا، ثم انتقل للعيش في القاهرة منذ بداية 1893 على مدى عشر سنوات في القاهرة . وعكست لوحاته مسار اكتشافه للشرق العربي. ومن بين لوحاته الشهيرة لتلك الفترة "مدخنو الحشيش".
الضربات المصيرية التي تعرض لها إميل برنار في حياته تشهد على شجاعته في تحدي التوجهات الفنية في باريس. معرض بريمن يضع برنار في مكانه الصحيح من تاريخ الفن الحديث. اعداد يوهانا تسوبر/ ص ش