إشادة فرنسية أمريكية.. حكومة لبنان تتجه لنزع سلاح حزب الله
٨ أغسطس ٢٠٢٥خلال اجتماع في القصر الجمهوري في بيروت الخميس (السابع من أغسطس/ آب 2025)، امتد لأكثر من أربع ساعات ، ناقشت الحكومة اللبنانية مذكرة أمريكية حملها المبعوث توم باراك، تتضمن جدولاً زمنياً وآلية لنزع سلاح حزب الله، الذي كان قبل حربه الأخيرة مع إسرائيل يُعد القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان. وزير الإعلام بول مرقص أعلن الموافقة على مقدمة الورقة دون الخوض في تفاصيل الجدول الزمني.
وكان عضو الكونغرس الأمريكي داريل عيسى قد التقى الرئيس اللبناني جوزاف عون في قصر بعبدا، مشيداً بجهود الحكومة نحو توحيد القرار العسكري تحت سلطة الجيش اللبناني، مؤكداً أن إسرائيل ستدرك أن لبنان دخل مرحلة جديدة من السيادة.
مضمون مذكرة باراك
تتضمن المذكرة التي حملها باراك 11 نقطة تحت عنوان "الأهداف"، أبرزها ضمان وقف الأعمال العدائية، وإنهاء الوجود المسلح لجهات غير حكومية، ونشر الجيش في المناطق الحدودية، وانسحاب إسرائيل من خمس نقاط تقدمت إليها خلال الحرب.
وفق نصّ نشرته صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية الخميس، تشمل بنود المذكرة وقف تحركات حزب الله، نقل سلاحه، انتشار القوات اللبنانية في مناطق نفوذه، وتعزيز مراقبة الحدود. كما تنص على ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا، وتوفير ضمانات أمريكية وفرنسية لإعادة إعمار لبنان.
وأوضح بول مرقص أن الحكومة تنتظر خطة الجيش التنفيذية قبل نهاية الشهر، على أن يُبحث تطبيق الورقة الأمريكية لاحقاً، بشرط موافقة الدول المعنية.
وفي منشور على منصة "إكس"، هنّأ باراك السلطات اللبنانية على "القرار الجريء والتاريخي" نحو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي نصّ على حصر السلاح بأجهزة أمنية رسمية.
انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة
وانسحب الوزراء الشيعة من الجلسة في القصر الجمهوري قبل انتهائها، احتجاجاً على قرار الحكومة، ورفضاً لمناقشة ورقة باراك، وفق قناة "المنار". ويضم التشكيل الحكومي خمسة وزراء شيعة، بينهم اثنان من حزب الله واثنان من حركة أمل، إضافة إلى الوزير فادي مكّي الذي اختاره رئيس الجمهورية جوزاف عون، لكنّه انسحب أيضا من الجلسة الخميس.
كتلة حزب الله البرلمانية اعتبرت أن الحكومة "انزلقت لتلبية الطلبات الأمريكية".
وقد يفتح انسحاب الوزراء الشيعة الباب أمام الطعن بـ"الميثاقية" في نظام لبنان الطائفي.
وليلاً، خرج مئات من مناصري حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، احتجاجاً على القرار، رافعين رايات الحزب.
فرنسا تهنئ على القرار
وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو وصف القرار اللبناني بـ"الشجاع والتاريخي"، معتبرا أنّ هذا القرار سيتيح لبلد الأرز "التقدم نحو السيادة الكاملة".
وفي منشور على منصة إكس، "رحّب" بارو بقرار صادر عن "دولة قوية، تحتكر القوة الشرعية، قادرة على ضمان حماية جميع الطوائف، وإعادة بناء بلد دمّرته الحرب والأزمة الاقتصادية، وضمان وحدة أراضيه ضمن حدود متّفق عليها مع جيرانه".
وأضاف بارو: " نحن بالتأكيد سنضغط بقوة، وهذه المسألة سأعمل عليها مع الإسرائيليين أيضا، كي يحصل انسحاب كامل مقابل انتشار الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية وإظهار قدرتها على تحقيق السلام على كل الأراضي اللبنانية".
تحرير: ف.ي