إسرائيل ولبنان يوافقان على وقف إطلاق النار ابتدءا من صباح الإثنين
١٣ أغسطس ٢٠٠٦أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن زعماء لبنان وإسرائيل وافقوا على وقف لإطلاق النار إعتبارا من صباح يوم الاثنين (14.8.2006) الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، الساعة 500.َبتوقيت جرينتش لإنهاء الحرب الدائرة منذ شهر بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله. وقال عنان في بيان له : "يسعدني أن أعلن أن الزعيمين وافقا على يدخل وقف العمليات الحربية وإنهاء القتال حيز التنفيذ في 14 أغسطس في الساعة 500.َبتوقيت جرينتش . كان يفضل ضرورة وقف القتال الآن لاحترام روح وهدف قرار المجلس والغرض منه إنقاذ حياة المدنيين لتفادي الألم والمعاناة التي يمر بها المدنيون من الجانبين." وحث الجانبين على وقف القتال فورا وأكد لهما أن قوة الأمم المتحدة على الأرض ستعمل معهما لمراقبة الالتزام بقرار مجلس الأمن.
موافقة إسرائيلية على وقف إطلاق النار
وأيد اولمرت القرار الذي أجازه مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الجمعة والذي حدد شروط وقف إطلاق النار . ومن المتوقع أن يطلب اولمرت من مجلس وزرائه الموافقة رسميا على قرار الأمم المتحدة اليوم الأحد. وقال رئيس الوزراء اللبناني إن الحكومة اللبنانية وافقت بالإجماع على القرار خلال جلسة عقدت أمس السبت. كما أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن مقاتليه سيلتزمون به فور التزام القوات الاسرائيلية به.
نصر الله: "سنلتزم بقرار الأمم المتحدة"
وقال الأمين العام لحزب الله نصر الله ان مقاتليه سيلتزمون بقرار الأمم المتحدة الذي صدر الجمعة ويطالب "بالوقف الكامل للأعمال القتالية" بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن التوقيت والتزام القوات الإسرائيلية أيضا به. وقال نصر الله في كلمة بثتها قناة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله: "فيما لو حصل اتفاق على توقيت معين بمسعى من الأمين العام للأمم المتحدة وبالتنسيق بين لبنان وحكومة العدو فان اي وقت يعلن لوقف الأعمال الحربية المقاومة ستلتزم به دون اي تردد." وأضاف "طالما أن هناك تحركا عسكريا إسرائيليا واعتداء ميدانيا اسرائيليا وان هناك جنودا إسرائيليين يحتلون أرضنا فمن حقنا الطبيعي أن نواجههم وان نقاتلهم وان ندافع عن أرضنا وعن ديارنا وعن انفسنا." ومضى يقول إن حزب الله سيتعاون مع القوات اللبنانية وقوات الأمم المتحدة المقرر نشرها في جنوب لبنان بموجب قرار لمجلس الأمن تم تبنيه الجمعة لإنهاء الحرب المستمرة منذ شهر."
ومن جانبه رحب الرئيس الامريكي جورج بوش بقرار الأمم المتحدة قائلا إن حزب الله وراعييه إيران وسوريا جلبوا للمنطقة حربا "غير مرغوب فيها". وقال بوش "هذه الخطوات تهدف إلى منع حزب الله من التصرف على انه دولة داخل الدولة ويضع نهاية لجهود إيران وسوريا لجعل الشعب اللبناني رهينة لبرنامجهما المتطرف." ويفوض قرار الأمم المتحدة ارسال 15 ألف جندي من قوات الأمم المتحدة الى جنوب لبنان لتنفيذ وقف إطلاق النار. ويتوقع على نطاق واسع إن تقود فرنسا القوة التي ستوسع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان /يونيفيل/ الموجودة حاليا في لبنان لكن سيكون لها تفويض اقوى.
بيريز: إسرائيل "حققت نوعا من الانتصار"
رأى نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شيمون بيريز اليوم الأحد إن بلاده "حققت نوعا من الانتصار" في الحرب عشية موعد دخول اتفاق وقف الاعمال الحربية حيز التنفيذ, معتبرا ان حزب الله خرج "خائبا" منها. وصرح بيريز لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "حزب الله لم يخرج بطلا وانما خرج خائبا من الحرب. لقد استمعت امس (السبت) بانتباه كبير الى كلمة (الامين العام لحزب الله) حسن نصر الله. ستوجه اليه ايضا اسئلة حول الاسباب التي دفعته الى شن الحرب التي اوقعت اكثر من الف قتيل لبناني وادت الى نزوح نصف مليون شخص". واضاف بيريز "في رأيي انتهت الحرب بتحقيقنا نوعا من الانتصار على الصعيدين السياسي والعسكري. لقد بدأنا ببطء ثم عمدنا الى تسريع وتيرة عملياتنا في حين بدأ حزب الله الحرب بقوة شديدة والان اصبح منهكا نسبيا". وتابع "لقد شهدنا تجربة غير مسبوقة في مواجهة منظمة ارهابية تمتلك هذا الكم من الصواريخ والقذائف". واوضح "ليس من السهل مواجهة مثل هذا الوضع كما اثبت الحال مع الاميركيين في العراق حيث ينشرون 150 الف جندي وتقدر تكاليف الحرب فيه بمليار دولار يوميا ومع الروس في مواجهة الشيشان".
الانسحاب من جنوب لبنان خلال أسبوع؟
أما ميدانيا فأعلنت إسرائيل، التي وسعت هجوما في جنوب لبنان قبل الهدنة أن 19 من جنودها قتلوا في اشتباكات وقعت أمس السبت ويخشى الآن أن يكون خمسة جنود آخرين قد قتلوا بعد إعلانهم في عداد المفقودين عقب إسقاط مروحيتهم. ونقل موقع واي نيت الإخباري الإسرائيلي على الانترنت عن مسئول كبير في مكتب ايهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل قوله إن القوات الإسرائيلية ستبدأ في الانسحاب من جنوب لبنان خلال أسبوع او أسبوعين عندما تصل قوة الأمم المتحدة والجيش اللبناني إلي هناك. وقتل ما لا يقل عن 1061 شخصا في لبنان و143 إسرائيليا من بينهم 104 جنود في الحرب التي اندلعت عقب اسر حزب الله جنديين إسرائيليين في غارة عبر الحدود في 12 يوليو تموز. كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية اجزاء من لبنان اليوم الاحد. وقالت مصادر في الدفاع المدني ان شخصا أصيب بجروح عندما استهدفت غارة جوية موقعا لحركة فتح الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب مدينة صيدا بجنوب لبنان. وفي غارات اخرى استهدف طريق في منطقة عكار الشمالية كما أصيب جسر في منطقة سكانية قرب موقع للجيش اللبناني. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات . ونقلت المروحيات مئات الجنود الإسرائيليين الى جنوب لبنان امس السبت في اطار هجوم موسع وقال اللفتنانت جنرال دان حالوتس رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية إن إسرائيل ضاعفت قواتها في لبنان منذ يوم الخميس الى ثلاثة أمثال ما كانت عليه .