إسرائيل والفلسطينيون ينهون في عمان لقاءات بدون نتائج
١٥ يناير ٢٠١٢كشفت الأنباء اليوم الأحد (15 يناير/ كانون الثاني) عن توجه الفلسطينيين إلى إنهاء اللقاءات الجارية مع الجانب الإسرائيلي في الأردن، والبحث عن بدائل في مقدمتها التوجه إلى الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لمطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان، وذلك بعد الاجتماع الثالث بين الفلسطينيين وإسرائيل الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان أمس السبت بين كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومبعوث الحكومة الإسرائيلية اسحق مولخو. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن الاجتماع الذي عقد في مبنى دائرة المخابرات العامة أمس اقتصر على عريقات ومولخو، المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بدون مشاركة ممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية أو الجانب الأردني.
ويتوقع الجانب الفلسطيني أن يتقدم مولخو بأجوبة خطية على ورقة العمل الفلسطينية بشأن الحدود والأمن، والتي سبق تسليمها مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي عند بدء اللقاءات الاستكشافية في الثالث من الشهر الجاري بجهود أردنية. وتفيد مصادر دبلوماسية في عمان، أن عريقات ومولخو سيعودان مجدداً إلى عمان في الـ 25 من الشهر الجاري لعقد لقاء حاسم يقرر مصير تلك اللقاءات وإمكانية نقلها إلى مفاوضات مباشرة أو وقفها وإعلان فشلها.
وقال مسئول فلسطيني رفيع لصحيفة "الحياة" إن اللقاء الذي جرى أمس في العاصمة الأردنية، هو اللقاء قبل الأخير، وأن اللقاءات الجارية برعاية الأردن ستنتهي في 26 من الشهر الجاري. وأوضح المسئول أن الرئيس محمود عباس الذي سيبدأ جولة اليوم الأحد تشمل بريطانيا وألمانيا وروسيا، يتجه إلى تجنيد دعم دولي للضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستيطان، مضيفا أن "الاستيطان هو محور المعركة الدبلوماسية الفلسطينية المقبلة، لأنه يقوض أسس حل الدولتين". وقال الناطق الرئاسي نبيل أبو ردينة :"خلال الأسبوعين المقبلين، ستتبلور كثير من الأمور على الساحة الفلسطينية"، مشيراً إلى الخيارات الجاري بحثها للمرحلة المقبلة بعد انتهاء مهلة الأشهر الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتقديم رؤيتهما للحل في ملفي الحدود والأمن في محاولة لاستكشاف فرصة العودة إلى المفاوضات.
شكوك فلسطينية حول الجدوى من استئناف اللقاءات
وفي الوقت الذي ذكر فيه مسئولون فلسطينيون، حسبما نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن الإدارة الأمريكية طالبت محمود عباس بمواصلة عقد اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي لفترة أطول، رجح فلسطينيون إنهاء هذه اللقاءات بسبب عدم تقديم الجانب الإسرائيلي أي إشارة على نيته وقف الاستيطان. وأبلغ واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الإذاعة الفلسطينية الرسمية اليوم الأحد أن اللقاءات الجارية مع إسرائيل لبحث استئناف مفاوضات السلام "تدور في حلقة مفرغة ولا جدوى من استمرارها". وأشار أبو يوسف إلى أن "الاجتماع الثالث الذي عقد الليلة الماضية بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي برعاية وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة "لم يفض لتحقيق أي تقدم يذكر". وذكر أبو يوسف أن الوفد الإسرائيلي واصل رفض تقديم مواقف خطية بشأن قضيتي الحدود والأمن، وقال إنه يتم التحضير لذلك لتقديمها في شهر آذار/مارس المقبل، باعتبار أن المحادثات يجب أن تنتهي في هذا الموعد وليس في 26 كانون ثان/ يناير الجاري كما يطالب الفلسطينيون. واعتبر أن ذلك " محاولة مكشوفة من إسرائيل من أجل تمديد اللقاءات الجارية في عمان إلى فترة لاحقة وعدم إغلاق الباب أمام فشل هذه اللقاءات. وشدد أبو يوسف على أن البديل عن لقاءات عمان سيكون الإستراتيجية الفلسطينية التي تم الحديث عنها من خلال تحقيق المصالحة الفلسطينية واستئناف التوجه إلى مجلس الأمن الدولي والهيئات الدولية الحقوقية.
في الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الأحد إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية ووقف الاستيطان والعنف ضد المدنيين. وقال بان في خطاب في افتتاح مؤتمر في بيروت حول الإصلاح والانتقال نحو الديمقراطية "يجب ان ينتهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية. وكذلك العنف ضد المدنيين". وأضاف الأمين العام "طال انتظار حل الدولتين والوضع الراهن سيفضي لا محالة إلى نشوب صراع آخر في المستقبل، ويجب أن يقوم كل منا بواجبه من أجل الخروج من حالة الجمود الراهنة وإحلال سلام دائم".
( م أ م / د ب أ / أ ف ب )
مراجعة: يوسف بوفيجلين