إسرائيل تواصل هجماتها في إيران وطهران ترد بهجوم كبير

اشتعلت نيران وتصاعد دخان كثيف من مطار مهراباد في العاصمة الإيرانية السبت، وفق مراسل وكالة فرانس برس، في حين أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجار في المنطقة. ونشرت وكالة الأنباء الطالبية "إسنا" فيديو يُظهر تصاعد دخان كثيف من منطقة المطار في غرب طهران، فيما أفادت وكالة مهر للأنباء بوقوع "انفجار" هناك.

فيما قالت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية إنه جرى سماع دوي عدة انفجارات في طهران. 

طهران تتهم واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل في الهجوم

اتهم السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني يوم الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل في الهجمات التي شنتها على إيران. وقال إن "التواطؤ الأمريكي في هذا الهجوم الإرهابي لا شك فيه". وأضاف السفير أن إسرائيل هاجمت إيران "بدعم استخباراتي وسياسي كامل من الولايات المتحدة". وأضاف: "لن ننسى أن مواطنينا فقدوا أرواحهم في هجمات إسرائيلية باستخدام أسلحة أمريكية. هذه الأفعال ترقى إلى إعلان حرب". 

أطلقت إيران دفعة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم السبت (14 يونيو/ حزيران 2025) وفق الإعلام الرسمي الإيراني، بعد أن استُهدفت بضربات مواقع عدة في مختلف أنحاء الجمهورية الإسلامية.

وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني أن الدفعة الجديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية جاءت انطلاقا من طهران وكرمنشاه"، المدينة الواقعة في غرب إيران.

ومن جهته، دعا الجيش الاسرائيليين السبت إلى الاحتماء في الملاجىء بعد رصد إطلاق صواريخ جديدة من ايران باتجاه إسرائيل.

وقال الجيش في بيان "دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران"، مضيفا "حاليا، يعمل سلاح الجو الإسرائيلي على اعتراض وضرب أي تهديد عند الضرورة لإزالته".

وطلب الجيش من المواطنين الاحتماء في الوقت الذي سمع فيه مراسلو وكالة فرانس برس دوي انفجارات عدة في تل أبيب والقدس.

تقارير إعلامية: تدمير 9 مبان في ضاحية بتل أبيب

 وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل أسفرت عن تدمير تسعة مبان في رامات جان، وهي إحدى ضواحي مدينة تل أبيب الساحلية.

وذكرت صحيفة هآرتس أنه تم إخلاء المئات من الشقق عندما ضرب صاروخ أحد المبانى. وأصيب ما لا يقل عن 63 شخصا حتى الآن، اثنان منهم بجروح خطيرة، وفقا لموقع "واي نت" الإخباري.

يذكر أن منطقة تل أبيب هي منطقة كثيفة السكان. وأثناء الهجوم المضاد الإيراني، تم تفعيل التحذيرات من الصواريخ في أجزاء كبيرة من إسرائيل.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إنها تحدثت مع الرئيس الإسرائيلي بشأن الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط، وحثت جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.

وأضافت في منشور على منصة إكس "أكدتُ على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية شعبها. وفي الوقت نفسه، فإن الحفاظ على الاستقرار الإقليمي أمرٌ بالغ الأهمية".

ناشد رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، قوات الأمن في البلاد الانشقاق عن الدولة التي يحكمها رجال الدين، معربا عن أمله في الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية بعد الضربات العسكرية التي شنتها إسرائيل. 
 وحمل رضا بهلوي، الجمعة، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي مسؤولية "جر إيران إلى حرب" مع إسرائيل، واصفا الحكومة في طهران بأنها "ضعيفة ومنقسمة". 
 وقال في بيان "قد تسقط. وكما قلت لأبناء وطني: إيران لكم، وعليكم استعادتها. أنا معكم. ابقوا أقوياء وسننتصر". 
 وأضاف "لقد قلت للجيش والشرطة وقوات الأمن: انشقوا عن النظام. احترموا قسم أي جندي شريف. انضموا إلى الشعب". 

ويقول بهلوي الذي يعيش في المنفى بالقرب من واشنطن إنه لا يسعى إلى استعادة النظام الملكي، بل يريد استخدام اسمه لدعم حراك من أجل ديموقراطية علمانية. 
وترى إسرائيل الجمهورية الإسلامية تهديدا وجوديا، لكنها كانت متحالفة مع إيران في عهد الشاه الراحل محمد رضا بهلوي. 

كما تمتع رضا بهلوي بعلاقات ودية مع إسرائيل التي زارها قبل عامين. 
 

أفادت إيران بأن قسما رئيسيا فوق الأرض لمنشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز قد دُمِر، وفق ما أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي.

وقال غروسي في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي "في نطنز، دُمر القسم الواقع فوق الأرض من منشأة تجريبية لتخصيب الوقود حيث كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة".

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه تم تدمير كل البنية التحتية الكهربائية ومولدات الطاقة الطارئة بالإضافة إلى جزء من المنشأة كان يتم فيه تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%. وأضاف أن منشأة الطرد المركزي الرئيسية تحت الأرض لم تتعرض لإصابات، إلا أن فقدان الطاقة قد يكون قد أضر بالبنية التحتية هناك.

أعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي إصابة 34 شخصا على الأقل، بينهم امرأة بحال حرجة، بعد أن أطلقت إيران عشرات الصواريخ على إسرائيل.

وأعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي (نجمة داود الحمراء) أنه "تلقى في هذا المساء تقارير تفيد بوقوع إصابات بعد ضربات صاروخية في منطة غوش دان".

وتابع: "هرعت طواقم عدة لنجمة داود الحمراء على الفور... وقدّمت رعاية طبية منقذة للحياة ونقلت 34 مصابا إلى المستشفيات".

قال مسؤولان أمريكيان اليوم الجمعة لوكالة رويترز إن الجيش الأمريكي ساعد في اعتراض صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل. ولم يقدم المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، مزيدا من التفاصيل، بما في ذلك ما إذا كانت طائرات مقاتلة أم سفن حربية هي التي نفذت العملية الدفاعية.

فيما قال مسؤول أمريكي لوكالة أسوشيتد برس إن الجيش الأمريكي يساعد في اعتراض الصواريخ التي أطلقتها إيران ردا على هجوم إسرائيل. وأوضح المسؤول، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة نقلت أصولا عسكرية أقرب إلى إسرائيل بهدف المساعدة في عمليات الاعتراض الصاروخي وتعزيز حماية القواعد الأمريكية في المنطقة بشكل أفضل. وفي الوقت الذي لم يوضح فيه المسؤول تفاصيل كيفية تقديم الدعم، استخدمت الولايات المتحدة، في هجمات سابقة، مقاتلات تابعة لسلاح الجو ومدمرات بحرية مزودة بأنظمة دفاع صاروخي لاعتراض الصواريخ.

فصائل عراقية تطالب بمغادرة القوات الأمريكية

وفي وقت سابق اليوم طالبت فصائل عراقية مسلحة موالية لطهران بمغادرة القوات الأمريكية المنتشرة في البلد ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما حذّرت كتائب حزب الله خصوصا من "مزيد من الحروب في المنطقة" بعد هجمات إسرائيل على إيران.
 وتجمّع مساء الجمعة قرب مدخل المنطقة الخضراء حيث تقع مؤسسات حكومية وبعثات دبلوماسية بينها السفارة الأمريكية في بغداد، نحو مئتين من مناصري هذه الفصائل حملوا أعلام إيران وحزب الله اللبناني وسط انتشار أمني كثيف، وفق ما أفاد مصوّر وكالة فرانس برس.
وطالبت الكتائب الحكومة العراقية بـ"إخراج هذه القوات العدائية بشكل عاجل من البلاد تجنبا لمزيد من الحروب في المنطقة ودرءا لسفك دماء شعوبها".

حضّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة ، مساء الجمعة، وجّهها إلى الشعب الإيراني بعد تنفيذ إسرائيل ضربات على الجمهورية الإسلامية، على رص الصفوف ضد "النظام القمعي والشرير"، وقال إن بلاده تشن "إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ".

وقال نتنياهو في كلمة مصورة بعد قصف إسرائيل أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي في إيران "حان الوقت لكي يتوحّد الشعب الإيراني حول علَمه وإرثه التاريخي، بالانتفاض من أجل تحرركم من النظام القمعي والشرير". وتابع "نحن في خضم إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، عملية الأسد الصاعد".

نتانياهو يتوعد إيران بمزيد من الضربات

كما توعد نتنياهو إيران بمزيد من الضربات وقال في كلمته المصورة: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قضينا على كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين البارزين، أهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه البالستية"، مضيفا "المزيد آت. النظام لا يعرف ما لحق به، أو ما سيلحق به. لم يسبق له أن كان ضعيفا الى هذا الحد"

توعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في رسالة مسجلة وجهها للشعب الإيراني مساء الجمعة، بالانتقام من الهجمات الإسرائيلية ، وذلك بالتزامن مع إطلاق وابل من الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل.

وقال خامنئي إن الجيش الإيراني مستعد للرد العسكري، مضيفا: "لا تظنوا أنهم ضربوا وانتهى الأمر... كلا. لقد بدأوا العمل وبدأوا الحرب ... لن نسمح لهم بالإفلات بسلام من هذه الجريمة الكبرى التي ارتكبوها".

دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية مجددا في تل أبيب. وأكد الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت عشرات "الصواريخ الإضافية".

وأعلن التلفزيون الرسمي مساء الجمعة بدء "هجمات صاروخية إيرانية" على إسرائيل ردا على الضربات التي نفذتها الدولة العبرية. وأتى هذا الإعلان بعيد كلمة متلفزة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أكد فيها أن "قوّاتنا المسلّحة متأهّبة، ويقف خلفها مسؤولو البلاد وكلّ أبناء الشعب...".

وأكد الحرس الثوري الإيراني: "نفذنا هجمات على عشرات الأهداف في إسرائيل". وقال مسؤول إيراني كبير: "بدأنا للتو الرد على الهجوم الإسرائيلي وسيدفعون ثمنا باهظا لقتل قادتنا وعلمائنا وشعبنا".

 

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستشارك في "عمليات حماية ودفاع" عن إسرائيل في حال تعرضها لـ"أعمال انتقامية" من إيران، في حين تواصل إسرائيل ضرباتها على إيران.

وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحفي "أبديتُ استعدادنا للمشاركة في هذا الصدد"، مضيفا أنه "في المقابل ليس لدي أي خطط للمشاركة في أي عملية هجومية على الإطلاق. هذا ليس دورنا".

وأضاف ماكرون في المؤتمر أن المعلومات لدى فرنسا بشأن البرنامج النووي الإيراني كانت مثيرة للقلق، مضيفا أن البرنامج كان يقترب من مرحلة حرجة.

وأوضح ماكرون أن فرنسا لم تكن توصي بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، مؤكدا أنه لا يزال هناك "مسار دبلوماسي" لحل القضية.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن موسكو تندد بأفعال إسرائيل ضد طهران، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة منفصلة أن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني لا يمكن حلها إلا من خلال الدبلوماسية.

وذكر بيان للكرملين أن بوتين أبلغ بزشكيان بأن روسيا "تندد بأفعال إسرائيل التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة" وقدم تعازيه في القتلى. وأضاف البيان أن بوتين أكد خلال محادثته مع نتنياهو "أهمية العودة إلى عملية المحادثات وحل جميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية فقط". وأفاد بيان الكرملين بأن روسيا ستبقى على اتصال وثيق مع كل من إيران وإسرائيل.

أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته بدأت في الانتشار والتمركز في "جميع ساحات القتال" في أنحاء البلاد، مع استمرار هجومه على إيران واستعداده لرد محتمل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه بصدد استدعاء جنود الاحتياط من وحدات عسكرية مختلفة، وذلك "في إطار الاستعدادات للدفاع والهجوم".

وتأتي هذه الخطوة في وقت تستعد فيه إسرائيل لرد محتمل من جانب إيران أو من جماعات موالية لها على حدودها.

وأثار هجوم إسرائيل على إيران احتمال اندلاع حرب شاملة بين البلدين، ودفع المنطقة -التي تعيش أصلا على صفيح ساخن- نحو مزيد من الاضطراب.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تم إبلاغه هو وفريقه مقدما بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران، بحسب ما صرح به لصحيفة وول ستريت جورنال.

وأضاف ترامب لدى سؤاله في مقابلة هاتفية عن نوع الإخطار الذي تلقته الولايات المتحدة قبل الهجوم: "إخطار؟ لم يكن هناك إخطار. كنا نعلم ما الذي يجري".

وبحسب التقرير، قال ترامب إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس، وإنه يعتزم مهاتفته مجددا اليوم الجمعة. وقالت وول ستريت إن ترامب وصف الهجوم بأنه: "هجوم ناجح للغاية، على أقل تقدير".

كما أعرب ترامب عن تفاؤله بالتأثير الاقتصادي على المدى البعيد ، قائلا إن ذلك سيكون مفيدا في النهاية للاقتصاد لأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا.

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة في نيويورك في وقت لاحق اليوم الجمعة (13 يونيو/حزيران 2025) وذلك في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المكثفة على إيران، وفقا لمصادر دبلوماسية. 

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الساعة 3 مساء بتوقيت نيويورك (1900 بتوقيت غرينتش)، بناء على طلب من روسيا وبتأييد من جانب الصين. وكانت إيران قد تقدمت، في وقت سابق اليوم الجمعة، بطلب رسمي لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

ويعجز المجلس عادةً عن اتخاذ قرارات بشأن قضايا الشرق الأوسط بسبب حق النقض (الفيتو) الذي تملكه الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.