قصف إسرائيلي متواصل وصاروخان من غزة باتجاه مستوطنة إسرائيلية
٧ سبتمبر ٢٠٢٥
دمّر الجيش الإسرائيلي السبت (السادس من سبتمبر / أيلول 2025)، برج السوسي في غزة، وذلك غداة قصفه لبرج منتهى وسط استعداد متواصل لتنفيذ هجوم بري على المدينة.
موازاة لذلك، ألقت طائرات اسرائيلية آلاف المناشير فوق الأحياء الغربية للمدينة مطالبة السكان إخلاءها إلى منطقة المواصي جنوبا، وحذرت في الوقت ذاته من الانتقال شمالا.
واتهمت حماس الجيش الاسرائيلي بارتكاب "جريمة (...) النزوح القسري بحق الشعب الفلسطيني"، وتقول إن هدف إسرائيل "تهجير" الفلسطينيين من غزة. بينما قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إنه سيستهدف "بنى تحتية إرهابية" في المدينة، خصوصا الأبراج السكنية، متهما حركة حماس باستخدامها.
ومنذ بداية الحرب، شنّ الجيش الإسرائيلي الكثير من الغارات الجوية على مناطق أعلنها "إنسانية" و"آمنة" للسكان، مشيرا إلى أنّه يستهدف مقاتلي حماس المختبئين بين المدنيين الذين يتضورون جوعا بسبب نقص حاد في المواد الغذائية، وفق الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أعلن بعضها رسميا قطاع غزة "منطقة مجاعة". ويقر مسؤولون إسرائيليون بوجود أزمة جوع في غزة، لكنهم ينكرون أن القطاع يواجه مجاعة.
صواريخ باتجاه إسرائيل
إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتّجاه إسرائيل صباح الأحد، تم اعتراض إحداهما. وقال المتحدث بالعربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" "متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة غلاف غزة وبلدة نتيفوت فالحديث عن اطلاق قذيفتين صاروخيتين من وسط قطاع غزة حيث تم اعتراض احداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة".
وهذه المرة الأولى منذ أشهر تطلق فيها صواريخ باتجاه بلدة نتيفوت الحدودية التي تبعد عن القطاع بعشرة كيلومترات ويسكنها نحو 50 ألف نسمة.
عائلات الرهائن تطالب ترامب بإنهاء الحرب
وجريا على العادة مساء كل سبت، احتشد الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب مساء اليوم السبت، مناشدين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض إنهاء الحرب على غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وتجمع المتظاهرون في ميدان عام خارج مقر الجيش، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية ورافعين لافتات بصور الرهائن. ورفع بعضهم لافتات كتب على إحداها "استمرار الحرب على غزة ينتقص من هيبة ترامب". وكتب على لافتة أخرى "أيها الرئيس ترامب.. أنقذ الرهائن الآن!".
أورنا نيوترا، وهي والدة جندي إسرائيلي كان يحمل الجنسية الأمريكية، وقتل في السابع من أكتوبر / تشرين بينما لازالت جثته محتجزة في غزة، اتهمت الحكومة بالتخلي عن رعاياها، وقالت خلال التجمع "نأمل حقا أن تدفع الولايات المتحدة كلا الجانبين للتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق شامل يعيدهم إلى الوطن".
وتشهد تل أبيب مظاهرات أسبوعية يتزايد حجمها مع تنامي أعداد المطالبين بالتوصل إلى وقف إطلاق النار مع حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن. وقال المنظمون إن مظاهرة السبت شارك فيها عشرات الآلاف. وشهدت القدس مظاهرة موازية.
وأظهر مقطع فيديو نشرته حركة حماس أمس الرهينة الإسرائيلي جاي جلبوع دلال (24عاما) وهو يقول إنه محتجز في مدينة غزة ويخشى أن يقتل بسبب هجوم الجيش على المدينة. وأدانت جماعات حقوق الإنسان مثل هذه المقاطع المصورة للرهائن ووصفتها بأنها غير إنسانية. وتقول إسرائيل إنها حرب نفسية.
"مفاوضات معقدة" مع حماس
وسبق للرئيس الأمريكي أن تعهد بإنهاء سريع للحرب في غزة خلال حملته الانتخابية في السباق إلى البيت الأبيض، لكن بعد مرور نحو ثمانية أشهر على ولايته الثانية، لا يزال التوصل إلى حل بعيد المنال.
وقال أمس الجمعة إن واشنطن منخرطة في مفاوضات "معمّقة للغاية" مع حماس التي طالبها بإطلاق سراح الرهائن جميعا قائلا "أفرجوا عنهم جميعا الآن، أفرجوا عنهم جميعا"، مشيرا إلى احتمال وفاة عدد أكبر منهم. وربط ترامب بين تسليم الرهائن ووقف الحرب، معلنا أن مع تسليمهم "سيتغير كل شيء".
وأعلنت حماس السبت بأنها ستفرج عن جميع الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة. إلا أن الجانب الإسرائيلي يطالب باتفاق لا ينطوي على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة فحسب، بل يطالب أيضا باستسلام حماس.
ح.ز/و.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)