إسرائيل تقصف أطراف مدينة غزة وتتوعد بالمضي في الهجوم
٢٤ أغسطس ٢٠٢٥قال سكان في غزة إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفت الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة غزة مساء أمس السبت وحتى اليوم الأحد (24 آب/أغسطس 2025) ودمرت مباني ومنازل، في الوقت الذي توعد فيه القادة الإسرائيليون بالمضي في الهجوم المخطط له على المدينة.
وأفاد شهود بسماع دوي انفجارات لم تتوقف طوال الليل في حيي الزيتون والشجاعية، وقصفت الدبابات منازل وطرقاً في حي الصبرة القريب، وفجرت القوات الإسرائيلية عدة مبان في مدينة جباليا الشمالية.
وتوهجت السماء بالنيران من مكان الانفجارات، مما أثار حالة من الذعر ودفع بعض الأسر إلى الفرار من المدينة. وقال سكان آخرون إنهم يفضلون الموت على الرحيل.
مدينة "غزة" الحصن الأخير لحماس؟
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن قواته عادت للانتشار في جباليا في الأيام القليلة الماضية لتفكيك أنفاق للمسلحين وتعزيز السيطرة على المنطقة. وأضاف أن العملية هناك "تتيح توسيع نطاق القتال إلى مناطق إضافية وتمنع إرهابيي حماس من العودة لتنفيذ عمليات في هذه المناطق".
ووافقت إسرائيل هذا الشهر على خطة للسيطرة على مدينة غزة، واصفة إياها بأنها الحصن الأخير لحركة حماس. ومن المتوقع ألا يبدأ تنفيذ الخطة قبل بضعة أسابيع مما يفسح المجال للبلدين الوسيطين مصر وقطر لمحاولة استئناف محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأحد بالمضي قدماً في الهجوم الذي أثار قلقاً عالمياً واعتراضات في الداخل. وقال كاتس يوم الجمعة إن مدينة غزة ستسوى بالأرض ما لم توافق حماس على إنهاء الحرب بشروط إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ومن جانبهما، حذر وزيرا الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي ونظيره الألماني يوهان فاديفول اليوم الأحد من الخطورة البالغة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. جاء ذلك في اتصال هاتفي جري بين الوزيرين، وذلك في إطار التشاور الدوري حول التطورات الإقليمية وفي مقدمتها الأوضاع في غزة، وفق بيان للخارجية المصرية نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك. وطبقاً للبيان، تناول الوزيران تطورات الأوضاع الإنسانية الكارثية بقطاع غزة.
ما مضمون اتفاق وقف إطلاق النار المقترح؟
وقالت حماس في بيان اليوم الأحد إن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة تُظهر عدم جديتها في وقف إطلاق النار. وأضافت "تصديق (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على خطة احتلال غزة بعد موافقتنا على مقترح الوسطاء يؤكد إصراره على عرقلة الاتفاق".
ويدعو الاقتراح المطروح إلى وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً والإفراج عن 10 رهائن أحياء محتجزين في غزة وجثث 18 رهينة. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن نحو 200 فلسطيني من المحكوم عليهم بالسجن لمدد طويلة في إسرائيل. وينص الاقتراح على أنه بمجرد بدء وقف إطلاق النار المؤقت، تشرع حماس وإسرائيل في مفاوضات لوقف إطلاق نار دائم يتضمن إعادة الرهائن المتبقين.
وقال نتنياهو يوم الخميس إن إسرائيل ستستأنف على الفور مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائنالمتبقين وعددهم خمسين وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين ولكن بشروط تقبلها إسرائيل. وتعتقد إسرائيل أن نحو 20 من هؤلاء الرهائن ما زالوا على قيد الحياة.
ويعيش حالياً حوالي نصف سكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة في مدينة غزة. وغادر بضعة آلاف منهم بالفعل حاملين أمتعتهم على متن مركبات وعربات. وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، يوم الجمعة إن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني رسمياً من مجاعة من المرجح أن تتفشى. ورفضت إسرائيل هذا التقييم وقالت إنه يتجاهل الخطوات التي اتخذتها منذ أواخر تموز/يوليو للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقالت السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة اليوم الأحد إن ثمانية آخرين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع في القطاع، مما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن هذين السببين إلى 289 شخصا، من بينهم 115 طفلا، منذ اندلاع الحرب. وتشكك إسرائيل في أرقام الوفيات تلك.
تحرير: ع.ج