إستراتجية جديدة لحلف الناتو لمواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية
١٩ نوفمبر ٢٠١٠في عام 1999 أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن تغيير إستراتيجيته الأمنية التي سادت طوال فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، وذلك لتغير طبيعة التهديدات الأمنية التي تواجه دول الحلف بعد سقوط الكتلة الشيوعية في بداية تسعينات القرن الماضي.
استبدال الأفعى بالتنين
هذه الإستراتيجية لا تزال سارية المفعول إلى اليوم، ولم تعد تستجيب للتهديدات الأمنية التي يواجهها العالم اليوم، كالإرهاب، وفيروسات الإنترنت، أو حتى التغيرات المناخية الناتجة عن التلوث والاحتباس الحراري. اليوم يسعى الحلف إلى تقديم ورقة مستقبلية جديدة تعيد تحديد أهدافه واستراتيجياته في مكافحة تهديدات وقتنا الراهن، وذلك خلال قمة الناتو التي تعقد اليوم في العاصمة البرتغالية لشبونة.
الخطوة الأولى في الإستراتيجية الجديدة هي نتاج تجارب الحلف في أفغانستان، وتتضمن الاعتماد على قوة عسكرية صغيرة يمكن تحريكها بسرعة ومرونة. ويصف الخبير الأمني رولاند فرويدنشتاين من مركز الدراسات الأوروبية هذه الخطوة بقوله "تنانين أقل وأفاع أكثر... التنين يرمز هنا إلى أدوات الحرب التقليدية، بينما ترمز الأفعى إلى الوسائل غير التقليدية التي يمكنها تحقيق نفس النتيجة".
من أجل تحقيق هذا الهدف ينوي الناتو أن يتعاون بشكل أكبر مع منظمات مدنية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى اقتراح شراكة إستراتيجية مع روسيا تضمن مواجهة مثلى لعدد من التهديدات حول العالم، كالقرصنة وانتشار أسلحة الدمار الشامل. ويضيف فرويدنشتاين أن "على الناتو أن يحقق ذلك التوازن بين ضمّ روسيا، ومنعها من السيطرة على هذه الشراكة أو إملاء شروطها على الحلف".
الدرع الصاروخي: قلب الحلف الجديد
هذا وكانت روسيا قد أبرمت قبل أسابيع اتفاقية لخفض عدد الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما ينوي حلف شمال الأطلسي استمالة روسيا لمشروع أهم، ألا وهو الدرع الصاروخي الذي يبنيه الناتو لصدّ هجمات بالصواريخ البالستية. ويتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال السنوات العشرة القادمة.
من جهته أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرز فوغ راسموسن، عن أمله في أن توافق الدول الأعضاء على بناء هذا الدرع الصاروخي لمواجهة هجمات صاروخية من إيران مثلاً، على حد قوله. وأوضح راسموسن: "نتوقع قراراً بخصوص الدرع الصاروخي قبل عقد القمة، وهذا سيكون دليلا واضحاً على استعدادنا لتحسين قدراتنا الدفاعية حتى في الأوقات الاقتصادية الصعبة".
وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قد اقترح أن يتم الجمع بين نزع الأسلحة النووية وبناء الدرع الصاروخي في خطوة واحدة، ما قوبل بالرفض من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، إذ قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس: "لم أسمع عن جمع نزع الأسلحة بالدرع الصاروخي. هناك عدد من المتحدثين الذي يقولون بأن الناتو يجب أن يبقى حلفاً ذا قدرات نووية، طالما نعيش في عالم يمتلك فيه البعض أسلحة نووية".
كارين كايلس/ كريستوف هاسلباخ/ ياسر أبو معيلق
مراجعة. حسن زنيند