مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع وتصعيد العنف في الفاشر
١ فبراير ٢٠٢٥أدان مجلس الأمن الدولي "بشدة" أمس الجمعة 31 / 01 / 2025 تكثيف الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر في دارفور، ودعا إلى وقف "فوري" لإطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في البلاد. وأعرب أعضاء مجلس الأمن في بيان مساء الجمعة عن "قلقهم العميق إزاء تصعيد العنف، بما في ذلك في مدينة الفاشر ومحيطها". وعبروا خصوصا عن "إدانتهم الشديدة للهجمات المستمرة والتي تتكثف ضد الفاشر في الأيام الأخيرة من جانب قوات الدعم السريع، وأيضا للمعلومات المتعلقة بهجوم على المستشفى السعودي (...) بالفاشر في 24 كانون الثاني/يناير 2025 والذي أدى إلى مقتل أكثر من 70 مريضا كانوا يتلقون رعاية". وكان هذا آخر مستشفى يعمل في أكبر مدن دارفور.
كما دعا المجلس قوات الدعم السريع إلى "إنهاء حصار الفاشر"، وهو ما سبق أن دعا إليه دون جدوى في قرار اعتمده في 2024. كذلك دعا المجلس مرة أخرى إلى "وقف فوري للأعمال العدائية" وطلب من جميع أطراف النزاع ضمان حماية المدنيين، معربا عن قلقه بشكل خاص إزاء الوضع الإنساني لسكان الفاشر ومخيم زمزم المجاور الذي يضم نازحين.
ودعا بيان المجلس الذي نشر الجمعة جميع الدول الأعضاء إلى "الامتناع عن أي تدخل خارجي يهدف إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار" والى احترام حظر الأسلحة المفروض على دارفور. ويتهم الجيش السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع، خاصة عبر تزويدها أسلحة، وهو الاتهام الذي ترفضه أبوظبي وقوات الدعم السريع.
تنديد بتقارير عن إعدامات ميدانية نفذها الجيش
من جانبه أبدى المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة فولكر تورك الجمعة (31 / 01 / 2025) "انزعاجه الشديد" إزاء تقارير أفادت بحصول عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين في شمال الخرطوم ارتكبها عناصر من الجيش السوداني وميليشيات متحالفة معه.
وقال تورك في بيان إن "هذه التقارير عن عمليات إعدام بدون محاكمة، في أعقاب حوادث مماثلة وقعت في وقت سابق من هذا الشهر في ولاية الجزيرة، مقلقة للغاية"، محذرا من أن "قتل أي مدني، أو أي شخص لا يشارك أو لم يعد يشارك بشكل مباشر في الأعمال العدائية، هو جريمة حرب".
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وأدى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
ع.م / ع.ج (أ ف ب)