إدانات دولية لقصف مشفي بغزة وإسرائيل "تأسف للحادث المأساوي"
٢٥ أغسطس ٢٠٢٥أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين (25 أغسطس/آب 2025) عن أسفه لـ"الحادث المأسوي"، في أعقاب غارات إسرائيلية على مستشفى في جنوب قطاع غزة أسفرت عن مقتل 20 شخصا بينهم خمسة صحافيين.
وقال نتنياهو في بيان إنّ "إسرائيل تأسف بشدّة للحادث المأسوي الذي وقع اليوم في مستشفى ناصر" في خان يونس، مؤكدا أنّ "إسرائيل تولي أهمية لعمل الصحافيين وكذلك الطواقم الطبية وجميع المدنيين".
وأضاف أنّ "السلطات العسكرية تجري تحقيقا معمّقا. حربنا ضدّ إرهابيي حماس. أهدافنا المشروعة هي هزيمة حماس وإعادة رهائننا إلى ديارهم".
وفي وقت سابق أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن مقتل 20 شخصا بينهم خمسة صحفيين وعنصر في الدفاع المدني في ضربتين إسرائيليتين استهدفتا مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع.
وتقول منظمات حقوقية مدافعة عن الصحفيين إن نحو 200 صحافي أو عامل في الإعلام قتلوا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من 22 شهرا.
وبعد الإعلان عن مقتل الصحفيين الأربعة في الضربتين، أكد المستشفى والدفاع المدني وفاة الصحافي الخامس متأثرا بجروح أصيب بها في القصف ذاته.
ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قوله إن المبنى استُهدف بغارتين جويتين إسرائيليتين.
من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بأنه هاجم في وقت سابق اليوم الإثنين في محيط مستشفى ناصر بخان يونس. وأكد أنه سيجري تحقيقا أوليا بشأن الغارة "في أقرب وقت"، موضحا أنه "يعرب عن أسفه إزاء أي إصابة طالت أشخاصا غير متورطين"، ومؤكدا أنه "لا يستهدف الصحفيين".
الصحفيون الخمسة الذين لقوا حتفهم
ووصفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الغارتين بأنهما "جريمة اغتيال" لأربعة صحافيين هم محمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه وحسام المصري.
وقالت النقابة إنهم قتلوا "أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية العدوان المتواصل على قطاع غزة"، موكدة في بيان لاحق مقتل الصحافي أحمد أبو عزيز متأثرا بجراحه".
وذكرت قناة "الجزيرة" إن محمد سلامة مصوّر لديها.
أما وكالة أنباء "رويترز" فقالت إن "أحد الصحافيين القتلى وأحد الجرحى يعملان معها كمتعاقدين".
وقالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن الصحافية مريم أبو دقة كانت "صحافية مستقلة" تتعاون مع الوكالة، لكنها "لم تكن في مهمة" لصالح الوكالة لدى استهدافها.
وفي أعقاب ذلك، أعربت الوكالتان عن حزنهما لمقتل الصحافيين المتعاونين معهما.
وجاء في بيان لمتحدث باسم رويترز "نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد مع رويترز حسام المصري وإصابة متعاقد آخر معنا هو حاتم خالد بجروح في الضربتين الإسرائيليتين على مستشفى ناصر في غزة اليوم".
من جانبها عبّرت أسوشيتد برس عن شعورها بـ"الصدمة والحزن" لعلمها بمقتل مريم أبو دقة (33 عاما) والتي تتعاون مع الوكالة منذ بدء الحرب.
وطالبت جمعية الصحافة الأجنبية الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بتقديم "توضيح فوري". وقالت الجمعية التي تتخذ من القدس مقرا وتمثّل الصحافيين العاملين من إسرائيلوالضفة وغزة مع وسائل إعلام أجنبية، في بيان "نطالب بتوضيح فوري من الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. ونحث إسرائيل، وبشكل نهائي، على وقف ممارستها المشينة والمتمثلة في استهداف الصحافيين".
برلين: "نشعر بالصدمة"
وفي برلين قالت الخارجية الألمانية "نُعرب عن صدمتنا لمقتل عدد من الصحفيين وعمال الإنقاذ ومدنيين آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مستشفى ناصر في غزة. يجب التحقيق في هذا الهجوم".
وأضافت في منشور على منصة إكس "إن عمل الصحفيين أساسي لنقل صورة عن الواقع المدمر للحرب في غزة. وقد طالبنا الحكومة الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا بمنح الصحفيين حق الوصول وتوفير الحماية لهم في غزة".
"الصحفيون ليسوا هدفا. والمستشفيات ليست هدفا"
ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الهجوم على مستشفى ناصر "بالمروع".
وقال في تغريدة على منصة إكس إنه "يجب حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية الصحفيين. نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار."
من جانبها، شدّدت الأمم المتحدة على وجوب عدم استهداف الصحفيين والمستشفيات بتاتا.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان "ينبغي أن يشكل قتل الصحافيين في غزة صدمة للعالم، لا تدفعه إلى صمت مطبق بل إلى التحرّك للمطالبة بالمحاسبة والعدالة".
وشددت على أن "الصحفيين ليسوا هدفا. والمستشفيات ليست هدفا" في أي حرب.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإجراء "تحقيق سريع ونزيه في عمليات القتل هذه"، مذكرا أن "العاملين في المجال الطبي والصحافيين يجب أن يكونوا قادرين على أداء واجباتهم الأساسية من دون تدخل، ومن دون ترهيب ومن دون أذى".
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ القصف الإسرائيلي على مستشفى ناصر "غير مقبول"، داعيا إسرائيل إلى "احترام القانون الدولي". وقال ماكرون في منشور عبر منصة إكس "يجب حماية المدنيين والصحافيين في كلّ الظروف. ويجب أن تتمكن وسائل الإعلام من أداء مهمّتها بحرية واستقلالية لتغطية حقيقة الصراع".
وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان "تشعر كندا بالفزع إزاء القصف الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مستشفى ناصر في غزة، والذي أسفر عن مقتل خمسة صحفيين وعدد كبير من المدنيين، منهم رجال إنقاذ ومسؤولون صحيون. إن مثل هذه الهجمات غير مقبولة".
القاهرة والرياض تطالبان بتدخل المجتمع الدولي
وأدانت مصر بأشد العبارات استهداف إسرائيل لمجمع ناصر الطبي في خان يونس، وبحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية، أعربت مصر عن "استنكارها الشديد تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين والعاملين في المجال الطبي والإنساني، ورفضها ما يقوم به من جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وطالبت مصر مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسئولياتهما لوضع حد لهذا النهج الخطير، والتدخل بصورة فاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن "إدانة المملكة لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للطواقم الطبية والإغاثية والإعلامية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس". وشددت على "رفض المملكة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية".
وجددت الخارجية السعودية "مطالبة المملكة للمجتمع الدولي بوضع حد لهذه الجرائم الإسرائيلية، ومؤكدة ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجالات الطبية والإغاثية والإعلامية".
تحرير: ع.ج.م