إتمام ثالث عملية تبادل بين حماس وإسرائيل في إطار الهدنة
٣١ يناير ٢٠٢٥أُطلق سراح ثلاث رهائن إسرائيليين وخمس تايلانديين ومعتقلين فلسطينيين الخميس (30 كانون الثاني/يناير 2025)، في ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة في قطاع غزة.
وتخلّلت عملية تسليم سبعة رهائن في خان يونس جنوبي القطاع مشاهد فوضى عارمة ما أثار تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودفعه الى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين إلى حين تلقّى من الدول الوسيطة "ضمانة" بـ"إفراج آمن" عن الرهائن المتبقين في القطاع.
وعلى الإثر، انطلقت حافلتان تقلان معتقلين فلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة تتقدّمهم سيارة تابعة للصليب الأحمر، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أنّها أفرجت الخميس عن 110 معتقلين فلسطينيين من بينهم 32 معتقلاً محكوماً بالسجن المؤبد، سيتم إبعاد 18 منهم، و48 معتقلاً صدرت بحقهم أحكام بالسجن لفترات متفاوتة و30 معتقلا قاصرا.
وظهر المعتقل زكريا الزبيدي ( 49 عاماً) وهو يلوّح بإشارات النصر من داخل الحافلة التي أقلّته من السجن. والزبيدي هو أحد أشهر قادة كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين، وقد قاد عملية الهروب الشهيرة في سجن جلبوع الإسرائيلي في 2021.
وأطلقت إسرائيل سراح هؤلاء المعتقلين بعدما تسلّمت ثمانية من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة هم ثلاثة إسرائيليين وخمسة عمال تايلانديين.
وبدأت عملية التبادل صباح الخميس بإطلاق الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر البالغة 20 عاماً والتي خُطفت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، بينما كانت تقوم بخدمتها العسكرية قرب قطاع غزة. وأطلق سراحها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة الذي شهد خلال الأشهر الأخيرة معارك ضارية.
وبعد ساعات على ذلك، سلّمت حركة الجهاد الإسلامي كلا من أربيل يهود البالغة 29 عاماً والتي خُطفت في هجوم حماس على كيبوتس نير عوز، وغادي موزيس (80 عاماً)، في خان يونس في جنوب القطاع. ويحمل الاثنان الجنسية الألمانية أيضاً.
كما أُفرج عن خمس رهائن تايلانديين من خارج إطار الاتفاق. وكانوا خطفوا خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل والذي تلته حرب مدمّرة في قطاع غزة.
ويشار إلى أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية تصنف على أنها منظمة إرهابية، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
وكان حشد من الفلسطينيين تجمّع في خان يونس على مقربة من المنزل المدمّر الذي نشأ فيه يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة حماس الذي قتلته إسرائيل في معركة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وراح المحتشدون يهتفون ويصرخون ويتدافعون للاقتراب من السيارات التي نقلت الرهائن، وسط العشرات من عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وبعد تسلّم إسرائيل المفرج عنهم، قال نتنياهو: "أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل إضافي على قسوة حركة حماس الإرهابية التي لا توصف". وعلى الإثر، أمر نتنياهو بـ"إرجاء" الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، "إلى حين ضمان مغادرة رهائننا بشكل آمن في المراحل المقبلة". لكن سرعان ما أعلن مكتب نتنياهو في بيان أنّ الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر) "قدّموا التزاما بضمان الإفراج الآمن عن رهائننا الذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المراحل التالية".
من جهتها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إدخال "تحسينات" على أمن عمليات تسليم الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة إلى إسرائيل. وقالت رئيسة اللجنة ميريانا سبولياريتش "إن ظروف اليوم تؤكد أهمية التزام جميع الأطراف باتفاقياتها وضمان تنفيذ العمليات بطريقة آمنة ورصينة"، مضيفة "يجب ضمان أمن هذه العمليات، ونحن نحض على تحسينها في المستقبل".
ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع الجاري.
وكانت حماس اتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها "كاذبة".
وأُطلق سراح سبع رهائن في وقت سابق مقابل 290 فلسطينيا في 19 كانون الثاني/يناير في اليوم الأول من الهدنة ثم في 25 منه.
وفي حين نزح جميع سكان القطاع بسبب الحرب، بدأ مئات الآلاف منهم العودة إلى الشمال منذ الاثنين، واجتازوا كيلومترات سيراً على الأقدام وسط الأنقاض.
ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية من الاتفاق الممتدة على ستة أسابيع على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماماً. أما المرحلة النهائية، فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز.
حماس تعلن قتل محمد الضيف وقادة آخرين
وعلى صعيد متّصل، أعلنت كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس أنّ قائدها العام محمد الضيف قُتل إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة.
وقال المتحدّث باسم القسّام، أبو عبيدة، في مقطع فيديو "نزفّ شهيد الأمة الكبير القائد محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب القسّام، والقائد مروان عيسى، نائب قائد أركان كتائب القسام، والقائد غازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، والقائد رائد ثابت، قائد ركن القوى البشرية، و القائد المجاهد البطل رافع سلامة، قائد لواء خان يونس".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في مطلع آب/أغسطس أنّه قتل الضيف بضربة نفّذها قبل ذلك بنحو ثلاثة أسابيع. ولم تؤكّد حماس نبأ مقتل الضيف إلا الخميس.
ترامب يواصل الدفع بخطته لنقل الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة
وفي ملف ذي صلة، لايزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتمسك بفكرة إمكانية قبول مصر والأردن لفلسطينيين من قطاع غزة، حتى بعد أن رفض زعماء البلدين هذه الفكرة بشكل قاطع. وقال ترامب للصحفيين يوم الخميس، عندما سئل عما إذا كان يمكنه إجبار مصر والأردن على استقبال الفلسطينيين من القطاع الذي دمرته الحرب: "هم سيفعلون ذلك. نحن نفعل الكثير من أجلهم، وهم سيفعلون ذلك".
وكان ترامب قد طرح الفكرة لأول مرة الأسبوع الماضي، قائلاً إنه سيحث زعماء البلدين العرب على استقبال سكان غزة الفلسطينيين الذين أصبحوا حالياً في الغالب بلا مأوى، بحيث "نقوم بتطهير هذا المكان بالكامل". وأضاف أن إعادة توطين معظم سكان غزة الذين تقدر أعدادهم بحوالي 2.3 مليون نسمة يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة. وقد اتهمت جماعات حقوق الإنسان بالفعل إسرائيل بالتطهير العرقي.
خ.س/و.ب (أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز)