أمريكا: احتجاجات "لا ملوك" ضد استعراض ترامب العسكري

تتواصل أكبر الاحتجاجات في لوس أنجلوس خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولا يزال الناس يتظاهرون في لوس أنجلوس وما حولها ضد سياسة ترامب الصارمة في مجال الهجرة وضد وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة ICE. وعلى الرغم من أن معظم التظاهرات لا تزال سلمية، إلا أن ترامب أرسل في البداية   الحرس الوطني ثم حوالي 700 من مشاة البحرية إلى المدينة الواقعة جنوب كاليفورنيا.

ومن المتوقع أن تخرج المظاهرات في جميع أنحاء البلاد السبت (14 حزيران/يونيو 2025). ومع أن مقاومة حملات الترحيل واسعة النطاق التي يقوم بها ترامب هي محور الحدث، ولكنها ليست كل القصة: تقف وراء الاحتجاجات مجموعة تطلق على نفسها اسم "لا ملوك". شعارها: لا نريد "عروشاً ولا تيجان ولا ملوك" في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومن المقرر أن تخرج المظاهرات اليوم السبت في كل ولاية من الولايات الأمريكية الخمسين، بما في ذلك ولاية ألاسكا النائية وولاية هاواي الجزرية. وحسب المنظمين من مجموعة "لا ملوك" من المتوقع خروج ما يقرب من 2000 تظاهرة احتجاجية.

ما هي مظاهرات "لا ملوك" المزمع تنظيمها يوم السبت؟

أجج استخدام ترامب للجيش ضد المتظاهرين في لوس أنجلوس الاحتجاجات الأخيرة. ولكن حركة "لا ملوك" موجهة بشكل عام ضد سياسات حكومة ترامب. ويذكر الموقع الإلكتروني لحركة "لا ملوك": "لقد تحدوا محاكمنا، ورحّلوا الأمريكيين، واعتقلوا الناس من الشوارع، واعتدوا على حقوقنا المدنية وألغوا مساعداتنا". وتدعم الحركة مبادرة 50501. يرمز الاسم إلى 50 ولاية، و50 تظاهرة احتجاجية، وحركة واحدة.

ينظر أنصار ترامب له على أنه الرئيس القوي الذي سيخلق النظام في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال عن طريق جعل البلاد أكثر كفاءة من خلال تقليص المؤسسات الحكومية أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المهاجرين غير المرغوب فيهم. بينما يرى معارضو الرئيس الأمريكي مثل حركة "لا ملوك" أن الطريقة التي يتحايل بها على المحاكم والكونغرس تشكل تهديدا للركائز الديمقراطية للولايات المتحدة الأمريكية.

ليس من قبيل الصدفة أن تجري احتجاجات "لا ملوك" يوم السبت؛ فهي تهدف إلى موازنة العرض العسكري الكبير الذي ينظمه ترامب في العاصمة الأمريكية في ذلك اليوم.

كيف سيبدو العرض العسكري الذي سينظمه ترامب في واشنطن؟

مناسبة العرض العسكري هو الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي. وسيقام في 14 حزيران/يونيو، عيد ميلاد ترامب الـ79. ولكن من الناحية الرسمية سيكرم الرئيس القوات الأمريكية في العرض العسكري وليس نفسه.

موضوع العرض هو "حروب الولايات المتحدة الأمريكية". الهدف هو إحياء ذكرى جميع النزاعات العسكرية الكبرى في تاريخ البلاد: من الكفاح من أجل  الاستقلال إلى الحربين العالميتين وحرب فيتنام. سيتم تمثيل كل حرب من هذه الحروب بجنود يرتدون أزياء تاريخية، يليهم 400 فرد من نفس الوحدة بزيهم العسكري الحديث. وسيتخلل العرض مجموعة متنوعة من المركبات العسكرية المختلفة بالإضافة إلى طائرات مقاتلة ومروحيات عسكرية من مختلف العصور.

وقال ترامب: "سنحتفل باستعراض عسكري مذهل لا مثيل له في واشنطن العاصمة"، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية. وسيكون هذا الحدث "أفضل وأكبر من أي عرض عسكري شهدناه في هذا البلد".

في 8 حزيران/يونيو 1991 في عهد الرئيس جورج بوش الأب، أقيم آخر استعراض عسكري في الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة التدخل للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة في حرب الخليج لطرد الجيش العراقي من الكويت.

وكان ترامب قد أراد بالفعل تنظيم عرض عسكري كبير في واشنطن خلال فترة رئاسته الأولى من 2017 إلى 2021. في ذلك الوقت تم إحباط المشروع من قبل  سلطات العاصمة التي رفضته بسبب التكاليف الباهظة والأضرار المتوقعة على الطرقات بسبب الآليات العسكرية الثقيلة من بين أمور أخرى.

وربما أصبحت الذكرى الـ250 للجيش الأمريكي الآن مناسبة كبيرة لدرجة أنها لا يمكن أن تلقى أي معارضة. وتقدر تكلفة العرض العسكري بـ 45 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك 16 مليون دولار أمريكي لإصلاح الأضرار التي ستلحق بالطرق بعد العرض العسكري.

لماذا لن تكون هناك مظاهرة "لا ملوك" في واشنطن؟

تجري احتجاجات "لا ملوك" في جميع أنحاء البلاد، ولكن ليس في المنطقة المجاورة مباشرة لاستعراض ترامب العسكري. وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن مسبقا أنه لن يتم التسامح مع المظاهرات المضادة في احتفاله. وقال الرئيس يوم الثلاثاء: "إذا أراد المتظاهرون المجيء، فسوف يقابلون بعنف كبير".

لذا فمن ناحية هي مسألة أمنية. لكن منظمي "لا ملوك" يقولون أيضا إنهم يريدون الحيلولة دون التركيز على واشنطن فقط يوم السبت. "السلطة الحقيقية ليست في واشنطن. إنها في كل مكان"، كما يذكر الموقع الإلكتروني للحركة. فبدلا من جعل "موكب عيد ميلاد ترامب" محور كل شيء، يريدون أن يكون مركز الحدث حول ما يحدث في بقية أنحاء البلاد أي حول احتجاجاتهم.

أعده للعربية: م.أ.م