ألمانيا في مقدمة الدول المتميزة بالألعاب الجماعية
٣١ أكتوبر ٢٠٠٧بلغ إنفاق المجتمع الألماني على الألعاب الجماعية وألعاب القطع التركيبية (Puzzle) عام 2007 أكثر من 400 مليون يورو، إذ لا يوجد في العالم شعب متحمس بشدة لهذه الألعاب كالشعب الألماني. وقد أدركت الشركات الأجنبية مؤخراً هذا الأمر فاتجهت شركات الألعاب من شتى أنحاء العالم إلى ألمانيا لتراقب عن كثب كل ما هو جديد وما يمكن أن يُعتبر "صيحة الموسم" في هذا المجال. وقد بات معروفاً بأن ألمانيا بلد الاختراعات التقليدي فيما يخص هذا النوع من الألعاب.
الحظ وحده لا يكفي
وقد تم تأسيس شركات متخصصة في نقل كل ما هو جديد من عالم الألعاب الجماعية الألمانية إلى السوق الأمريكية وغيرها. فعلى الرغم من كثرة الألعاب الجماعية المصممة في أمريكا، إلا أنها بالمجمل العام لا تحفز ذكاء اللاعبين كنظيراتها الألمانية.
ومن أهم شروط معظم الألعاب الجماعية في ألمانيا أن يفكر اللاعب أثناء بل وحتى قبل اللعب. أما الألعاب الأمريكية فترتكز بشكل رئيس على عامل الحظ. وعادة ما تتيح الألعاب الألمانية أن يكون للاعب إمكانية انتقاء خيارين أو ثلاثة في كل خطوة من اللعبة، أما الألعاب الأمريكية فلا تتيح للاعب أي خيارات يمكنه القيام بها، فعلى سبيل المثال يرمي اللاعب النرد ويحرك الحجر تبعاً للرقم الذي يشير إليه النرد، وما على اللاعب إلا تنفيذ ما يمليه الحقل الذي يقع عليه الحجر.
الألعاب الجماعية سوق واعد
ورغم أن عدد الأشخاص الذين يلعبون الألعاب الجماعية في الولايات المتحدة لا يزال محدودا، إلا أن العدد في طريقه إلى الازدياد. وازدادت مبيعات سوق الألعاب الأمريكية من الألعاب الجماعية والتركيبية في 2006 بنسبة بلغت 3 في المائة. ويتوقع أن تواصل المبيعات في الصعود خلال السنوات المقبلة.
ومع أن الألعاب الجماعية الألمانية تتميز بالتطور والمتعة أثناء اللعب إلا أنها غير مؤهلة دائما للتصدير بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة أو حتى إلى دول الجوار. فلا تكفي ترجمة قواعد الألعاب الجماعية الألمانية إلى اللغات الأخرى لجذب اللاعبين غير الألمان.
لكل مجتمع تقاليده في اللعب
ويقول جان بول دورلو الذي يعمل مصمما لدى إحدى شركات الألعاب في هولندا التي تتبنى الألعاب الألمانية وتنقلها إلى السوق الهولندية: إن "بعض ألوان الألعاب الألمانية كاللون الأسود والأخضر لا يلائم الذوق الهولندي الأمر الذي يستوجب تغيير هذا اللون". وحسب رأيه يتوجب على المروّج تغيير بعض الأشياء عن الطبعة الألمانية كتغير التصميم مثلاً، "فبعض الألعاب الألمانية تبدو وكأنها لوحة فنية، ولكنها رغم روعتها لا تناسب ذوق زبائننا، فألمانيا تُعتبر موطن الألعاب الجماعية وتراعي نوعية وشكل اللعبة بشكل دقيق". ويتابع قائلاً "باعتقادي يفضل اللاعبون الهولنديون التركيز على اللعب بدلاً من الاهتمام بتصميم اللعبة".