ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال كامل للمساعدات إلى غزة
٢ أغسطس ٢٠٢٥بعد زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى المنطقة يومي الخميس والجمعة، أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس في بيان اليوم السبت (الثاني من آب/ أغسطس 2025) أن برلين "لاحظت تقدما أوليا محدودا في (إيصال) المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ومع ذلك، لا يزال غير كافٍ لتخفيف وطأة حالة الطوارئ". وقال كورنيليوس إن "إسرائيل تظل ملزمة بضمان إيصال كامل للمساعدات".
كذلك أعربت الحكومة الألمانية عن "قلقها إزاء تقارير تُفيد باستحواذ حماس ومنظمات إجرامية على كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية".
وأكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أن برلين تنظر إلى حقيقة أن عدد شحنات المساعدات الإنسانية التي تسمح بها إسرائيل "ازداد بشكل كبير"، حيث تصل "حوالي 220 شاحنة يوميا" إلى غزة، وأن "ما بين 50 و100 بالمئة من هذه الشحنات" يتم الاستحواذ عليها لأغراض عسكرية من قبل أعداء إسرائيل.
وتنتقد برلين، حليفة إسرائيل المقربة، الحرب في غزة والوضع في الضفة الغربية المحتلة بشكل متزايد. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إنه في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني للحكومة السبت "نوقشت الخيارات المختلفة المعروفة لممارسة الضغط (على إسرائيل) من دون اتخاذ قرار". ومن بين هذه الخيارات وقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل جزئيا، ما يثير انتقادات في ألمانيا.
الجيش الألماني يستأنف إسقاط المساعدات جوا
وبدأ الجيش الألماني الجمعة على غرار دول أخرى هذا الأسبوع، إسقاط إمدادات فوق قطاع غزة، حيث حملت أول رحلتين حوالي 14 طنا من المواد الغذائية والإمدادات الطبية. وقام الجيش مجددا بإسقاط مساعدات إنسانية فوق قطاع غزة. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قال متحدث باسم سلاح الجو الألماني في برلين اليوم السبت إن طائرة نقل أسقطت 22 منصة تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية، بلغ إجمالي وزنها 9,6 طن. وكانت الطائرة، وهي من طراز "ايه 400 إم"، أقلعت من الأردن. ومن المقرر أن يستأنف الجيش عمليات إسقاط المساعدات فوق القطاع غدا الأحد في حال توفرت الظروف المناسبة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن قطاع غزة يقف على شفا مجاعة. وتسيطر إسرائيل على جميع مداخل ومخارج هذا الشريط الساحلي المطل على البحر المتوسط، وكانت إسرائيل منعت، على مدى عدة أشهر، دخول المساعدات أو سمحت بدخول كميات قليلة فقط. ومنذ يوم الأحد الماضي - وبعد تزايد الانتقادات الدولية بسبب الوضع الإنساني المروع للسكان المدنيين الفلسطينيين - سمحت إسرائيل مجددا بإدخال كميات أكبر من المساعدات عبر الطرق البرية، كما دعمت عمليات إسقاط المساعدات جوا من قبل دول حليفة مثل الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتشارك ألمانيا في هذه الجهود بطائرتين يتم تحميلهما في قاعدة عسكرية بالأردن، وتقومان بإسقاط مواد غذائية ومعدات ضرورية فوق قطاع غزة. وتعتبر منظمات دولية أن إسقاط المساعدات جوا غير فعال ومكلف، نظرا للكميات المحدودة التي يمكن نقلها بهذه الطريقة. فبالمقارنة مع شاحنات الإغاثة البرية، لا يمكن إيصال سوى كميات ضئيلة من الأغذية إلى الشريط الساحلي عبر الجو. كما يشير العاملون في مجال الإغاثة إلى أن إسقاط المنصات في منطقة مكتظة بالسكان قد يؤدي إلى إصابة أو مقتل أشخاص على الأرض.
المزيد من ضحايا الجوع
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الصحية في غزة، اليوم السبت، تسجيل سبع حالات وفاة جديدة بينهم طفل واحد بسببالمجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال 24 ساعة الماضية. وقالت السلطات في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم :"يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 169 حالة وفاة، من بينهم 93 طفلا". وأكدت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
تحرير: صلاح شرارة