أفغانستان تتصدر جدول أعمال قمة الناتو في لشبونة
١٩ نوفمبر ٢٠١٠
يعقد رؤساء دول وحكومات الدول ال28 الأعضاء في حلف الناتو في العاصمة البرتغالية لشبونة قمة تستمر اليوم الجمعة (19 نوفمبر/تشرين ثاني) وغدا السبت. ومن المقرر أن يتصدر أجندة أعمال الاجتماع موضوعان هما مناقشة إستراتجية أمنية جديدة وبحث جدول زمني لبدء تسليم المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية والشروع في سحب قوات الحلف من أفغانستان. وقبيل انطلاق قمة الناتو تعالت الأصوات المنادية بتحديد موعد لسحب قواتهم المتواجدة من أفغانستان في أجل قريب. وفيما يتفق الأعضاء على تحديد جدول زمني للشروع في تسليم المسؤولية الأمنية إلى الأفغان، تباينت المواقف حول الفترة الزمنية المحددة لذلك. برلين أعلنت من جهتها الشروع في تخفيض عديد قواتها بداية من عام 2012. كما أوضحت إسبانيا أنها قد تبدأ في سحب قواتها المتواجدة في إقليم بادغيس، غربي أفغانستان خلال 18 شهرا، وفق ما تناقلته صحيفة "إل بايس" الإسبانية في عددها الصادر أمس الخميس.
"بريطانيا: 2015 موعد نهائي"
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم أمس الخميس أن تاريخ 2015 لسحب معظم القوات البريطانية البالغ قوامها عشرة آلاف من أفغانستان هو موعد نهائي قاطع مع انه حتى بعد ذلك التاريخ ستقدم بريطانيا معونات مالية وتساعد في تدريب القوات الأفغانية. وقال كاميرون في اجتماع لجنة برلمانية "بحلول عام 2015 سنكون قد لعبنا دورا هائلا وقدمنا مساهمة كبيرة وتضحيات كبيرة من أجل أن تصبح أفغانستان أفضل وأكثر أمنا وقوة واعتقد أن المواطن البريطاني يستحق أن يعرف إن لهذا نهاية."
يذكر أن بريطانيا ثاني أكبر مشارك في قوات إيساف الدولية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الجنود. وقد قتل نحو 344 جنديا بريطانيا في أفغانستان منذ عام 2001 كثير منهم في معارك ضارية مع مقاتلي حركة طالبان في إقليم هلمند الجنوبي. وقال كاميرون إنه حان الوقت لشركاء بريطانيا في الحلف أن يبذلوا المزيد من الجهد. وشدد رئيس الحكومة البريطانية بالقول: "أعطينا الكثير وأنفقنا الكثير وفقدنا الكثير من الأرواح لتشجيع الآخرين في حلف الناتو".
هل القوات الأفغانية قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية؟
من جهته، أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أنه يريد تسليم الجيش والشرطة في بلاده المسؤولية الأمنية بحلول عام 2014. وفيما اعتبر البنتاغون الأمريكي أن هذا الهدف بأنه مجرد "مطمح" وقد لا يكون تحقيقه ممكنا في كل أنحاء البلاد، وصفه وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنه واقعي. وكان مارك سدويل، أكبر ممثل مدني لحلف الناتو في أفغانستان، قد صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن عملية نقل المسؤولية قد تمتد إلى عام 2015 أو ما بعده وأن البلاد قد تشهد "مستويات عنف تفطر القلب" بعد أن تنهي القوات الدولية أدوارها القتالية في أفغانستان. ومن المنتظر أن يجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات مع الرئيس الأفغاني حمدي كرزاي، الذي يشارك في قمة الناتو يوم غد السبت.
على صعيد آخر، يسعى الحلف إلى إعداد استراتيجية جديدة للتعامل مع التهديدات العالمية على غرار الإرهاب والقرصنة الالكترونية والقرصنة البحرية. كما يناقش الأعضاء المشروع الأمريكي لنشر درع صاروخية في أوروبا مع القيام بخطوات للتقارب من روسيا بهدف إشراكها في هذا المشروع، الذي تسعى واشنطن إلى جعله مشروعا لحلف الناتو.
(ش.ع / د.ب.أ / رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم