آلاف الألمان على "قائمة الأزمات" - الإجلاء من إسرائيل وإيران
٢٣ يونيو ٢٠٢٥بعد الهجوم الأمريكي على منشآت نووية في إيران، اجتمع مجلس الوزراء الأمني الألماني في برلين من أجل التشاور حول الوضع الجديد. وبعد هذا الاجتماع، قال شتيفان كورنيليوس، المتحدث باسم المستشار فريدريش ميرتس (من الحزب المسيحي الديمقراطي): "الحكومة الألمانية تعتقد أنَّ أجزاءً كبيرة من البرنامج النووي الإيراني قد تضررت من الضربات الجوية. ومن الممكن لاحقًا تقييم الأضرار بشكل دقيق".
وأضاف كورنيليوس أنَّ ميرتس سيواصل التنسيق الوثيق طوال اليوم مع أهم وزرائه وشركائه الأجانب. ودعا ميرتس إيران إلى التفاوض الآن على حل سلمي للصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ردود فعل متباينة في الأحزاب الألمانية
وتتباين حاليًا ردود الفعل الأولى من سياسيي الأحزاب الألمانية الحاكمة: الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي هذا الصدد قال يورغن هارت، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ الحاكم، لصحيفة "تاغس شبيغل" من برلين: "بعد رفض إيران قبول عرض الأوروبيين المفاوضات، كان من المتوقع توجيه ضربة أمريكية للمنشآت النووية الإيرانية". وأضاف هارت أنَّ هذه الضربة تؤخر البرنامج النووي الإيراني على الأقل عدة سنين، لصالح إسرائيل والعالم الحر كله، ولصالح ألمانيا أيضًا".
وقد حاول وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مرة أخرى يوم الجمعة التوصل مع نظيرهم الإيراني إلى حل دبلوماسي للصراع، وانتهت محاولتهم من دون نجاح.
وأعرب خبير السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسينيش، وهو الرئيس السابق لكتلة حزبه البرلمانية في البوندستاغ، عن خيبة أمله. وقال لصحيفة "تاغس شبيغل" أيضًا إنَّ "مساعي تعزيز النظام الدولي من خلال التعاون والرقابة والمعاهدات ستتأخر عقودًا من الزمن". ومؤخرا، تصدّر موتسينيش عناوين الأخبار بصفته أحد واضعي فكرة "بيان الحزب الاشتراكي الديمقراطي". وقد أعرب الموقعون على هذا البيان، وهم نحو 100 شخص، عن أسفهم لتزايد العسكرة العالمية، وطالبوا بحلول دبلوماسية جديدة للحروب والنزاعات.
مزيد من الألمان يغادرون المنطقة عبر الأردن
وفي هذه الأثناء، نقلت الحكومة الألمانية يوم السبت أيضًا مواطنين ألمان من الأردن، الدولة المجاورة لإسرائيل، على متن طائرة مستأجرة. ويعود سبب نقلهم من الأردن إلى إغلاق المجال الجوي فوق إسرائيل منذ بدء الحرب مع إيران قبل أكثر أسبوع. وبحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الألمانية في برلين فقد تمكن 123 شخصًا ألمانيًا من مغادرة البلاد على متن هذه الرحلة الخاصة. وقد اضطر هؤلاء الأشخاص إلى أن ينظموا بأنفسهم رحلة سفرهم الشاقة والخطيرة للوصول إلى الأردن عن طريق البر. وفي الأيام السابقة، وصل بهذه الطريقة 345 شخصًا إلى ألمانيا بطائرات مستأجرة هبطت في مطار فرانكفورت آم ماين.
الجيش الألماني يقوم للمرة الأولى برحلات جوية من إسرائيل إلى ألمانيا
وللمرة الأولى منذ بدء النزاع، حصل الجيش الألماني أيضًا على إذن لنقل مواطنين ألمان مباشرة من إسرائيل بطائرتين. ومن أجل ذلك، كان لا بد من إجراء مفاوضات شاقة مع الإسرائيليين، كما ورد في أوساط الحكومة الألمانية، التي ذكرت في بيان رسمي أنَّ: "الرحلتين تم تنفيذهما خلال وقت قصير وبالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، وقد ركزتا في المقام الأول على عائلات مع أطفال وأشخاص آخرين معرضين للخطر". وأخيرًا هبطت الطائرتان، وعلى متنهما 64 شخصًا، في مطار كولونيا/بون ليل الجمعة/ السبت. وبعد ذلك، وجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) كلمة شكر إلى الجنود: "يمكن الاعتماد على جيشنا الألماني. فبعد فترة إنذار قصيرة فقط، وصلت أطقم سلاحنا الجوي إلى الموقع. ونفّذوا مهمتهم في منطقة الأزمة باحترافية عالية".
5300 ألماني في إسرائيل وإيران مسجلين على قائمة الأزمات
والأشخاص الذين تم إجلاؤهم جوًا سجلوا أنفسهم قبل ذلك في قائمة الوقاية من الأزمات "إيليفاند" (Elefand). وهذا اسم مختصر لعبارة "تسجيل الألمان الإلكتروني في الخارج". وتمنح هذه القائمة موظفي السفارة الألمانية في إسرائيل نظرة عامة علىالألمان الموجودين في إسرائيل. ومع ذلك فقد أفادت مصادر حكومية أنَّه ليس كلهم عازمين على مغادرة إسرائيل أو يريدون مغادرتها؛ والكثيرون منهم يستخدمون القائمة فقط كوسيلة للطمأنينة والاتصال. ويبلغ حاليًا عدد المسجلين في إسرائيل على هذه القائمة نحو 4300 شخص، وكذلك توجد قائمة للمقيمين في إيران. وقد سجّلت السلطات الألمانية نحو 1000 شخص هناك.
لا توجد رحلات جوية من إيران إلى ألمانيا
لقد سحبت الحكومة الألمانية موظفي سفارتها في طهران قبل بدء الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وصرّحت وزارة الخارجية الألمانية بأنَّ الموظفين تم نقلهم إلى الخارج، ولكن السفارة تواصل عملها بشكل متنقل. وأعلنت الوزارة أنَّ ألمانيا تتبع بهذه الخطوة شركاءها الدوليين، الذين اتخذوا إجراءات مشابهة. فقد أغلقت مثلًا بريطانيا وسويسرا بعثتيهما في إيران يوم الجمعة.
بيد أنَّ ألمانيا لا تقدّم رحلات جوية لإجلاء مواطنيها المقيمين في إيران. وقد برّرت ذلك بأنَّ المعابر الحدودية الإيرانية إلى تركيا وأرمينيا مفتوحة، رغم أنَّ السفر عبر إيران صعب وخطير، ومن المؤكد أنَّه أصبح أكثر صعوبة وخطورة الآن بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب. علمًا بأنَّ الحكومة الألمانية كانت قد رفضت قبل ذلك فكرة تنظيم قوافل بالحافلات لإجلاء الألمان من إسرائيل وكذلك من إيران. وحول ذلك ذكرت الحكومة الألمانية أنَّ "هذا سيعني رحلات طويلة إضافية - وأحيانًا فترات انتظار - وسيُشكل بالتالي خطرًا كبيرًا نظرًا لاستمرار الغارات الجوية".
أعده للعربية: رائد الباش/ تحرير: صلاح شرارة