20 عاما على انطلاقها.. هذه هي قصة منصة يوتيوب
١٤ فبراير ٢٠٢٥من الصعب اليوم أن نتخيل الحياة الإنسانية خلال القرن الحادي والعشرين بدون منصة يوتيوب التي انطلقت بفكرة من ثلاثة موظفين سابقين في PayPal: جواد كريم وتشاد هيرلي وستيف تشين.
في 23 أبريل/ نيسان 2005 أطلق الثلاثة منصتهم للعموم، دون أن يدركوا أنهم يأسسون لعالم جديد على شبكة الإنترنت.
في خطاب ألقاه في جامعة إلينوي عام 2007، قال كريم، المولود في ألمانيا: "لم نكن نعرف كيف نصف منتجنا الجديد، ومن أجل إثارة الاهتمام به، وصفناه بأنه نوع جديد من مواقع المواعدة".
في البداية، كانت المشاركات بسيطة، واكتفى بعض المستخدمين بمشاركة فيديوهات بسيطة مع حيواناتهم الأليفة أو من لحظات عطلهم. لكن "بحلول يونيو/ حزيران، قمنا بإعادة تصميم الموقع بالكامل، مما جعله أكثر انفتاحا، وقد نجح الأمر"، يقول كريم.
بعد مرور عام واحد فقط على إطلاق النسخة الجديدة، أبدى مستخدمو موقع يوتيوب تفاعلا كبيرا. لقد حظيت فكرة إنشاء المحتوى ومشاركته في جميع أنحاء العالم باستخدام حساب واحد وكاميرا واحدة بالكثير من الإقبال. حينها أيضا، كان من الممكن "الإعجاب" بالمحتوى والتعليق عليه.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، أدركت غوغل إمكانات المنصة، واستحوذت على حصة الأغلبية فيها مقابل 1.65 مليار دولار (حوالي 1.6 مليار يورو).
كيف انطلق اليوتيوب؟
ظهرت فكرة برمجة منصة الفيديوهات بعد أن بحث كريم عن تسجيلات لحدثين عام 2004، ولم يجد لهما أثرا على الإنترنت. أولهما يتعلق بما يطلق عليه الإعلام الأمريكي بفضيحة "نيبلغيت" الشهيرة التي حدثت في مباراة السوبر بول في الولايات المتحدة، لما ظهرت تفاصيل من جسد جانيت جاكسون، أمام الكاميرا.
والثاني، عندما ضرب تسونامي المدمر في المحيط الهندي. الحميع كان يبحث عن هاتين اللقطتين، ولم يتوفرا.
سمكة القرش.. الأشهر على الإطلاق!
الآن، يتم تحميل أكثر من 500 ساعة من محتوى الفيديو إلى YouTube في كل دقيقة. وحققت العديد من الفيديوهات ملايين ومليارات المشاهدات وتركت بصمتها في تاريخ المنصة، ويظل الفيديو الأكثر مشاهدة على يوتيوب حالياً هو "رقصة بيبي شارك""Baby Shark Dance"، الذي حصد أكثر من 15 مليار مشاهدة، وهو فيديو رسوم متحركة للأطفال يظهر فيه أطفال يرقصون مع سمكة قرش صغيرة.
لكن قصة اليوتيوب لا تكتمل دون ذكر جاستن بيبر، ففي عام 2007، قامت والدته باتي ماليت بتحميل مقاطع فيديو لجاستين وهو يغني أغاني مشهورة. وأوضح نجاح بيبر بعدها كيف يمكن لليوتيوب أن يكون بمثابة نقطة انطلاق للمواهب، وهو ما استفاد منه الملايين من الأشخاص لاحقا.
يوتيوب يتعرض للانتقادات
بيد أن موقع يوتيوب يواجه الكثير من الانتقادات، وخاصة فيما يتعلق بتعامله مع المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر، وانتشار نظريات المؤامرة والمحتوى غير المناسب. ولمعالجة هذه القضايا، تم اتخاذ تدابير مختلفة، مثل وضع سياسات محتوى أكثر صرامة وتطوير خوارزميات أفضل لمحو المحتوى غير المناسب.
كما تعرضت المنصة لانتقادات بسبب السماح بنشر معلومات مضللة من المناهضين للقاحات كورونا والمحتوى المتطرف. وتجاوبا مع ذلك، شدد موقع يوتيوب سياساته وعقد شراكة مع منظمات خاصة، لكن الانتقادات مستمرة حول ما يوجد أصلا على المنصة.
ماذا حدث للمؤسسين؟
"أنا في حديقة الحيوانات"، يعتبر أول فيديو تم رفعه على اليوتيوب في 23 أبريل/ نيسان 2005. ويظهر في المقطع الذي تبلغ مدته 19 ثانية، جواد كريم أمام حظيرة الفيلة في حديقة حيوانات سان دييغو.
بعد مرور عشرين عاما على الحدث، يعيش جواد كريم وتشاد هيرلي وستيف تشين اليوم، على عكس العديد من مؤسسي منصات آخرين، حياة منعزلة. منذ مغادرتهم موقع يوتيوب، يعملون على تطوير ودعم الشركات الناشئة.
يمكن أحيانا متابعة أنشطتهم على موقع YouTube حينما يشاركونها، وقد لخص أحد المعلقين الأمر قائلا: "من الجنون الاعتقاد بأن هؤلاء الرجال الثلاثة غيروا العالم بأسره".
أعدته للعربية: م.ب