وفاة رئيس ألمانيا الأسبق كولر.. أول رئيس دون حزب سياسي
١ فبراير ٢٠٢٥توفي الرئيس الألماني الأسبق هورسْت كولَر في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت (الأول من فبراير / شباط 2025) عن عمر ناهز 81 عاما بعد صراع قصير مع المرض، بحسب ما أعلن المكتب الرئاسي في برلين. وانتُخب كولر رئيسا اتحاديا للدولة في 23 مايو / أيار عام 2004، وتمت إعادة انتخابه لفترة ثانية بعد خمس سنوات، إلا أنه استقال فجأة في 31 مايو / أيار عام 2010.
وفي رسالة تعزية إلى أرملته إيفا لويزه كولر أشاد الرئيس الألماني الحالي فرانك-فالتر شتاينماير بكولر ووصفه بأنه "حالة حظ لبلدنا"، وكتب: "لا يسعنا إلا أن نكون ممتنين للغاية لأننا تمكنا من تجربة هورست كولر باعتباره الرئيس التاسع لجمهورية ألمانيا الاتحادية. لقد أعطى الكثير لهذا البلد".
من موظف بوزارة الاقتصاد إلى رئيس دولة
وكان كولر أول رئيس يتولى منصبه دون انتماء سياسي. وبدأ حياته المهنية كموظف في وزارة الاقتصاد عام 1976 بعد دراسة الاقتصاد، وترقى إلى منصب وزير دولة في وزارة المالية عام 1990. شغل كولر منصب كبير المفاوضين الألمان في الفترة التي سبقت معاهدة ماستريخت عام 1992 التي أدت إلى إنشاء عملة اليورو. وفي عام 1993 انتقل إلى القطاع الخاص، فشغل منصب رئيس الاتحاد الألماني للبنوك، وذلك قبل تعيينه رئيسا للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في لندن. وفي عام 2000 أصبح المدير الإداري لصندوق النقد الدولي.
وتم انتخاب كولر خلفا ليوهانس راو كرئيس اتحادي، وهو دور شرفي إلى حد كبير في ألمانيا، وأعيد انتخابه في عام 2009 وجاءت استقالته بعد عام بمثابة صدمة وحدثا فريدا من نوعه في تاريخ ألمانيا الحديث. وجاء ذلك بعد تصريح مؤسف في مقابلة إذاعية بشأن مشاركة ألمانيا في الصراع في أفغانستان، حيث ربط نشر الجيش الألماني بالمصالح الاقتصادية للبلاد. وتعرض كولر لانتقادات لتبريره انتشار الجيش الألماني في أفغانستان على أسس اقتصادية، وهو ما نفاه. ومع ذلك رأى أن منصبه قد تضرر بشكل لا يمكن إصلاحه، ما دفعه للاستقالة.
وخلال فترة توليه المنصباتخذ كولر قرارات مثيرة للجدل، ورفض في بعض الأحيان التوقيع على تشريعات كما هو مطلوب بموجب الدستور. وكان دوره في المناورة لحل البرلمان بإيعاز من المستشار آنذاك غيرهارد شرودر في عام 2005 مثيرا للجدل في ذلك الوقت. وكان كولر مدافعا متحمسا عن أفريقيا خلال حياته المهنية وكان مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية بين عامي 2017 و2019. وبعد استقالته، ابتعد كولر عن السياسة الداخلية، لكنه ترأس مجلسا خاصا بمكافحة تغير المناخ.
ع.م / ع.ج (د ب أ)