وزير الدفاع الألماني يعد العراقيين بتقديم مزيد من المساعدات
وصل وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك اليوم إلى أبو ظبي في زيارة يطلع من خلالها على سير أعمال الجنود الألمان المسؤولين عن تدريب قوات الشرطة العراقية في الإمارات العربية المتحدة. وأعرب الوزير الألماني فور وصوله إلى المعسكر الذي يرابط فيه الجنود الألمان عن استعداد بلاده "لتقديم مساعدات إضافية للعراقيين، إذا طلبوا ذلك." وسبق له أن زار الإمارات في شهر ديسمبر / كانون الأول الماضي لنفس المهمة الاطلاعية. ووفقا لمصادر وزارة الدفاع الألمانية فإن شتروك سينتقل بعد زيارته للإمارات إلى سمرقند في أوزبكستان ومنهالا إلى العاصمة الأفغانية كابول.
دورات تدريبية
تمخضت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي انعقدت في اسطنبول بتاريخ 28 يوليو /حزيران من عام 2003 عن توقيع اتفاقية بين الحكومة الألمانية من جهة والعراق ودولة الإمارات العربية المتحدة من أخرى تنص على تقديم مشروع مساعدات للعراق يختص بالدرجة الأولى في تدريب قوات شرطة عراقية في الإمارات. وبالفعل دخلت الدورات التدريبية هذه في مارس / آذار من عام 2004 حيز التنفيذ. وشارك في الدورة الأولى بين مارس / آذار ومايو / أيار 221 من عناصر الشرطة الجنائية العراقية. علاوة على ذلك تجري في الوقت الحاضر مباحثات بين المسؤولين العراقيين والألمان حول إمكانيات عقد دورات تدريبية في الأراضي الإماراتية في مجالات الهندسة العسكرية وتطهير الأراضي العراقية من الألغام الأرضية وأسلحة الدمار الشامل. وفي ألمانيا ستحتضن أكاديمية الجيش الألماني "بوندسفير" التي تتخذ من هامبورغ مقرا لها ضباطا عراقيين ابتداء من أغسطس / آب المقبل. وسيتم كذلك وابتداء من الخريف المقبل تدريب أطباء عراقيين ورجال إسعاف.
الألغام الأرضية
وقال الوزير قبل توجهه إلى الإمارات إنه يعتقد أن العراقيين "يحتاجون إلى تدريب هندسي خاص على بناء الجسور، وذلك من أجل أعادة بناء بلادهم التي دمرتها الحرب. وأضاف أن الجيش الألماني سيقدم للعراقيين مستشفى عسكري وعربات لنقل المرضي وكذلك سيتم تدريب قوات عراقية خاصة على تقنيات إبطال مفعول الأسلحة الحربية. وعلى صعيد إزالة الألغام الأرضية فإن الحكومة الألمانية تؤكد على أنها عازمة على المشاركة في إعادة إعمار العراق وخلق ظروف حياتية ملائمة للمواطنين العراقيين. وتأتي هذه التأكيدات في إطار التخلص من الألغام الأرضية وبقايا الذخائر التي تهدد حياة المواطنين وتعيق عمليات إعادة البناء. ومن بين المساعدات التي تقدمها الحكومة الألمانية على هذا الصعيد مبلغ 674 ألف يورو لمنظمة الإغاثة الألمانية "هيلب" المتخصصة في إزالة الألغام الأرضية. وسيركز المشروع على إزالة الألغام الأرضية من العاصمة بغداد وضواحيها وسيتم دعمه من قبل الحكومة الألمانية لغاية 2003، حسب مصادر وزارة الخارجية في برلين.
من أبو ظبي إلى كابول
وسيتوجه الوزير الألماني بعد زيارته للإمارات إلى مدينة سمرقند الأوزبيكية ومنها إلى العاصمة الأفغانية كابول، حيث سيزور الجنود الألمان المرابطين في الأراضي الأفغانية في عداد قوة "إيساف" المتعددة الجنسيات. ويبلغ عدد هؤلاء نحو ألفي جندي. وكذلك في أفغانستان تساهم ألمانيا في بناء المؤسسات الأمنية،وذلك بناء على طلب الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية. وتهدف برامج المساعدات الألمانية إلى بناء وتدريب جهاز شرطة مؤهل ومحترف يعمل في المستقبل على حفظ الأمن هناك. تجدر الإشارة إلى أن ذلك يأتي بموجب قرارات المؤتمر الدولي الذي عقد مؤخراً الدوحة بقطر حول أفغانستان. وتمخض المؤتمر الذي أطلق عليه "إعادة بناء الشرطة الأفغانية" عن تعهدات أخذت الدول المشاركه فيه على عاتقها تقديم التزام مالي طويل الأمد وكذلك تقديم المساعدات على الصعيد الدولي والإقليمي للسير قدما على طريق إعادة بناء أجهزة الشرطة المذكورة.
ناصر جبارة