وزير الخارجية الفرنسي: أيام نظام الأسد باتت "معدودة"
٢٨ نوفمبر ٢٠١١صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن أيام النظام السوري باتت "معدودة" وذلك غداة فرض الجامعة العربية عقوبات على دمشق. وأقر جوبيه لإذاعة "فرانس اينفو" في الوقت نفسه ب"بطء التقدم" من أجل وقف أعمال القمع، معربا عن أمله في ألاّ يتم "استبعاد" اقتراح إقامة "ممرات إنسانية آمنة" الذي يدعمه. وأضاف الوزير الفرنسي أن "الأمور تتقدم ببطء مع الأسف (...). لكن هناك تقدم منذ اتخاذ الجامعة العربية، التي تتمتع بدور ملموس، قرارا بفرض مجموعة من العقوبات ستزيد من عزلة النظام السوري". وقال "من الواضح أن أيام النظام باتت معدودة فهو في عزلة تامة اليوم".
وأقر وزراء الخارجية العرب أمس الأحد (27 نوفمبر/ تشرين الثاني) مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية على رأسها منع كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين من السفر إلى الدول العربية وتجميد أرصدتهم في الدول العربية. وتابع جوبيه "آمل أن لا يتم استبعاد فكرة إقامة ممرات إنسانية آمنة لأنها ضرورية". وقال "سبق وأقيمت مثل هذه الممرات في أماكن أخرى وهي السبيل الوحيد للتخفيف على المدى القصير من معاناة السكان".
وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى انه لا "علم لديه" برفض الأمم المتحدة للاقتراح. وأضاف "انه طلب قدمه المجلس الوطني السوري وليست فكرتي"، مذكرا بأنه طلب من الأمم المتحدة والجامعة العربية درس الاقتراح. وكانت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أعلنت في بيان أن 1,5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات غذائية، لكنها رفضت إقامة ممرات إنسانية.
ترحيب بريطاني بالعقوبات العربية على نظام الأسد
من جهته، أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الأحد بقرار الجامعة العربية فرض عقوبات اقتصادية على نظام الأسد ودعا الأمم المتحدة إلى دعم قرار الجامعة. وقال هيغ في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأحد: "نرحب بمساعي الجامعة العربية لإنهاء العنف الفظيع في سوريا". وأضاف قائلا: "قرار اليوم غير المسبوق لفرض عقوبات يظهر أن فشل النظام (السوري) المتكرر في الوفاء بوعوده لن يتم تجاهله وأن من يرتكبون هذه التجاوزات الفظيعة سيحاسبون".
وتعهد هيغ بـ "دعم جهود الجامعة العربية في إعادة السلام إلى سوريا" وحذر الأمم المتحدة من أنها "لا يمكن أن تظل صامتة على الوحشية المستمرة" وأضاف "ولهذا نرحب بالتزام الجامعة العربية في الحوار مع الأمين العام للأمم المتحدة في اقرب فرصة للحصول على دعم الأمم المتحدة لمعالجة الوضع في سوريا". وتابع "سنواصل الحفاظ على تركيز المجتمع الدولي على سوريا حتى وقف سفك الدماء". يذكر أن حملة القمع أدت إلى قتل أكثر من 3500 شخص، وفق ما تقول الأمم المتحدة.
مظاهرات في دمشق ضد الجامعة العربية
وفي هذه الاثناء، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين الاثنين في دمشق لإدانة العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل ساعات من مؤتمر صحافي يعقده وزير الخارجية وليد المعلم بشأن هذه القرارات. وفي ساحة السبع بحرات في قلب العاصمة، رفع المتظاهرون أعلاما سورية عملاقة وصور الرئيس الأسد وهم يرددون الاغاني الوطنية.
وتأتي هذه التظاهرات قبيل ساعات من مؤتمر صحافي لوزير الخارجية السوري بعد ظهر الاثنين حول العقوبات الاقتصادية العربية، كما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اعلن ان وزراء الخارجية العرب اقروا خلال اجتماع في القاهرة الاحد مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية. وهذه هي المرة الاولى التي تفرض فيها الجامعة العربية عقوبات اقتصادية ضد دولة عضو فيها.
ومن شأن اتخاذ الجامعة العربية لإجراءات مماثلة خنق سوريا اقتصاديا التي تستوعب الدول العربية نصف صادراتها والتي تستورد قرابة ربع احتياجاتها من هذه الدول كذلك. وصدرت العقوبات في حين تواصل مسلسل العنف في سوريا حيث افاد ناشطون عن مقتل 23 مدنيا الأحد برصاص قوات الأمن السورية.
(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: يوسف بوفيجلين