واشنطن تعتبر اتهامات لها بالضلوع في مقتل القذافي "سخيفة"
١٥ ديسمبر ٢٠١١قال الكابتن جون كيربي، المتحدث بلسان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا لفرانس برس إن "القول بأن القوات الاميركية الخاصة كانت ضالعة في قتل العقيد القذافي امر سخيف". وقال المتحدث في بغداد، حيث رافق بانيتا لحضور حفل انزال العلم الاميركي إيذانا بانتهاء الحرب في العراق "تم توثيق مقتل القذافي بشكل جيد جدا على مرأى من العالم بما في ذلك ملابساته والمسؤول عن ذلك". وتابع كيربي "الظروف تتحدث عن نفسها بشأن كيف لقي العقيد القذافي مصيره". واضاف "لم تكن هناك قوات امريكية على الارض خلال العملية الليبية. قدمنا الدعم بالكامل جوا وبحرا".
وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم خلال جلسة اسئلة واجوبة سنوية يجريها مع المواطنين الروس الخميس قوات امريكية خاصة بالضلوع في قتل القذافي, في اول اتهام روسي لواشنطن بذلك. وقال بوتين "من فعل هذا؟ طائرات بدون طيار منها امريكية هاجمت الرتل (الذي كان يتحرك فيه). واستدعت القوات الخاصة، التي ما كان ينبغي لها أن تتواجد هناك اصلا، لاسلكيا من يسمون بالمعارضة والمقاتلين وقتلوه دون محاكمة او تحقيق".
وكان رئيس الوزراء الروسي قد أتهم الولايات المتحدة بتشجيع اندلاع مظاهرات ضد حكومته على مدار أيام، من خلال قول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري "إن الانتخابات لم تكن حرة ونزيهة رغم أنها لم تتلق تقارير من مراقبين" في إشارة إلى تعليقات المسئولة الأمريكية. وذكر" أن ذلك هيأ الاجواء امام بعض الجماعات السياسية في بلادنا، إنها تعطيهم إشارة. تلقوا الإشارة من وزيرة الخارجية الأمريكية وشرعوا في التحرك".
لكن لمتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قال إن إدارة أوباما تسعى للتواصل مع موسكو وتعزيز التعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، لكنه أضاف للصحفيين "عندما تنتهك حقوق الانسان في روسيا أو في بلد آخر نتحدث بوضوح ودون تردد."
توتر بين موسكو وواشنطن
ويسود حاليا بعض التوتر في العلاقات بين واشنطن وموسكو، ظهر على السطح بشكل واضح بعد إعلان نتائج الانتخابات الروسية التي فاز فيها حزب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. في هذا السياق يدرس مجلس الشيوخ الاميركي مشروع قانون يهدف الى معاقبة المسؤولين على انتهاكات لحقوق الانسان جرت في اطار عمليات توقيف معارضين تلت تظاهرات احتجاج على نتائج الانتخابات في روسيا. واعلن السناتور الديموقراطي بن كاردن خلال جلسة استماع أمس الاربعاء حول الفساد ودولة القانون في روسيا "اذا لم نلفت الانتباه (الى تلك الانتهاكات) فانها ستتواصل".
وكان السناتور كاردن من بادر بمشروع قانون يهدف الى فرض قيود على منح تاشيرات دخول اميركية لمرتكبي تلك الانتهاكات وربما حتى تجميد حساباتهم. ويجري بحث المشروع الذي اطلق عليه اسم "سيرغي مانيتسكي" تكريما لمحام روسي توفي في السجن لانه انتقد اعمال فساد في الحكومة الروسية، في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ.
ويهدد التوتر بين واشنطن وموسكو سياسة "اعادة ضبط" العلاقات التي يتبناها الرئيس الامريكي باراك اوباما وقد يتصاعد التوتر في ظل وهج الانتخابات الرئاسية المقبلة في كلا الدولتين. وأشار هجوم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لتشكيكها في نزاهة الانتخابات الى نهاية محتملة لاتجاه تحسن العلاقات الذي وصفه معاونو اوباما بانه أحد انجازاته في مجال السياسة الخارجية.
ويقول محللون إنه مع سعي اوباما لانتخابه لفترة ولاية ثانية في نوفمبر تشرين الثاني وفي ظل التوقعات واسعة النطاق بترشح بوتين لانتخابات الرئاسة الروسية في مارس آذار فمن المرجح ان يتسم الموسم السياسي بلهجة متشددة بين عدوي الحرب الباردة السابقين. وقد يساعد اتباع الولايات المتحدة نهجا اقوى لاوباما في مواجهة اتهامات الجمهوريين بأن سياسته تجاه روسيا تصل الى حد الاسترضاء كما ستعزز موقفه بين اعضاء حزبه الديمقراطي الذين يريدون نهجا اكثر حزما بشأن حقوق الانسان.
(ع.ج.م/ أ ب ب، رويترز، د ب أ)
مراجعة: حسن زنيند