هولندا تطيح بالبرازيل وتدخل المربع الذهبي لمونديال 2010
٢ يوليو ٢٠١٠بعد ظهر الجمعة (2 يوليو/ تموز 2010) شاهد الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في جميع أرجاء العالم عبر شاشات التليفزيون، إلى جانب حوالي اثنين وأربعين ألفاً في ستاد نيلسون مانديلا باي في مدينة بورت إليزابيث، شاهدوا أول مباراة في دور ربع النهائي لبطولة الفيفا- كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا، وهي المباراة بين المنتخبين البرازيلي والهولندي. وتعد هذه المباراة أول مباراة للمنتخب البرتقالي في دور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم منذ اثني عشر عاماً، ودخلها المنتخب بالتصميم على الفوز فيها أملاً في الحصول على اللقب الذي تتوق إليه هولندا منذ اشتراكها في نهائيات البطولة العالمية، بينما خاض منتخب"سيليساو" هذه المباراة، التي تعد خامس مباراة له في دور ربع النهائي على التوالي، بالعزم على تخطي عقبة هولندا في طريقه إلى اللقب السادس في تاريخ اشتراكه في البطولة. ويضم كلا المنتخبين لاعبين من الطراز الدولي وذوي مهارات عالية، ولهذا توقع المراقبون أن تكون المباراة قوية وحافلة بفنون كرة القدم ومتعة أهدافها.
أداء ضعيف في الشوط الأول رغم الهدف
غير أن كلا من المنتخبين بدأ المباراة بالمحاولات الحذرة للاستحواذ على الكرة وتنظيم اللعب الهجومي، وسرعان ما هيمن التوتر على مجرى اللعب وتعددت الاحتكاكات بين لاعبي المنتخبين. ورغم ذلك حاول لاعبو البرازيل التركيز في لعبهم وتمريراتهم بهدف الوصول إلى مرمى منافسيهم. وفي الدقيقة العاشرة أرسل لاعب الوسط فيليبي ميلو من على حافة منطقة مرماه كرة أمامية طويلة وصلت خلف الدفاع الهولندي ليلحق بها زميله المهاجم روبينيو ويسكنها مباشرة في شباك مرمى المنتخب البرتقالي مسجلاً هدف التقدم للبرازيل.
وأثار هذا الهدف حماس لاعبي هولندا لتعديل النتيجة فأخذوا في الهجوم والضغط على مرمى المنتخب البرازيلي. وبدا أن المباراة ستتحول إلى مباراة مفتوحة مليئة بالألعاب الفنية والرائعة والأهداف المثيرة. بيد أن أداء لاعبي هولندا لم يرق إلى هذا المستوى، بل تحول إلى مجرد تحريك أقدام لاعبيه للكرة بدون خطة واضحة، ما جعل لعبهم يتسم بالعشوائية والتوتر والخشونة، الأمر الذي كان له تأثيره على منافسيهم الذي لم يتمكنوا هم أيضاً، رغم محاولاتهم، من تقديم توقعه المراقبون والمشاهدون، لينتهي الشوط الأول للمباراة خالياً من الأداء الفني والمتعة الكروية، ما عدا هدف التقدم للبرازيل.
لعب مركز وهجوم ضاغط
لكن الأداء في الشوط الثاني جرى مخالفاً تماماً لما كان عليه في الشوط الأول، فقد بدأ المنتخبان هذا الشوط بلعب مركز وهجوم ضاغط، لتشهد الدقيقة الثالثة والخمسون ضربة حرة مباشرة للمنتخب البرتقالي يمين وسط ملعب منتخب البرازيل، تصل منها الكرة يمين منطقة مرمى المنتخب البرازيلي إلى لاعب الوسط المهاجم، آريين روبين، الذي ردها على حافة المنطقة إلى زميله سنايدر الذي سددها بدوره في اتجاه المرمى. وفي الوقت الذي خرج فيه الحارس جوليو سيزار للتصدي لها، قفز زميله لاعب الوسط فيليبي ميلو لإبعادها، لتصطدم بمنكبه وتسكن الزاوية اليمنى للمرمى مسجلة هدف التعادل.
وبعد هذا الهدف شهدت المباراة سجالاً مفتوحاً ومثيراً بين المنتخبين، تبادلا فيه اللعب الدفاعي والهجومي والوصول إلى المرمى. وشهدت الدقيقة الثامنة والستون جملة كروية رائعة من المنتخب البرتقالي، تمثلت في تنفيذ ضربة ركنية أدى إلى إحراز هدف رائع؛ فقد أرسل روبين الكرة من هذه الضربة إلى منطقة مرمى البرازيل ليكملها زميله كويت بمؤخرة رأسه، لتصل إلى زميلهما سنايدر أمام المرمى، فيسكنها برأسه مباشرة على يمين سيزار مسجلاً الهدف الثاني لهولندا.
تألق وفوز ثمين
وزاد هذا الهدف من قوة وإثارة السجال الكفاحي بين لاعبي المنتخبين، إذ حاول لاعبو البرازيل تعديل النتيجة، بينما حاول منافسوهم المحافظة على تقدمهم وتعزيزه. وبينما جرت محاولات المنتخب البرتقالي بأداء جدي، تخلل التوتر أداء لاعبي منتخب الـ "سيليساو"، لدرجة أدت في الدقيقة الثالثة والسبعين إلى طرد لاعبه في خط الوسط فيليب ميلو لأنه تعمد أن يدوس روبين بقدمه بعد أن عرقله. وجرت الدقائق المتبقية من المباراة مثيرة للغاية قبل أن يعلن حكم المباراة، الياباني يويشي نيشيمورا نهايتها بفوز هولندا بنتيجة 2 / 1، والتأهل للدور قبل النهائي لأول مرة في بطولة كأس العالم منذ اثني عشر عاماً، وتوديع المنتخب البرازيلي، الذي كان يعد أقوى المنتخبات المرشحة للفوز بلقب البطولة، لمونديال جنوب إفريقيا 2010 .
الكاتب: محمد الحشاش
مراجعة: عماد مبارك غانم