نجل القذافي لا يستبعد حرباً أهلية، وآلاف الأجانب يغادرون ليبيا
٢٦ فبراير ٢٠١١قال سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، اليوم السبت إن الاضطرابات التي تشهدها ليبيا تجعل جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك نشوب حرب أهلية وتدخل أجنبي. وأضاف في مقابلة مع قناة العربية أن ما تشهده ليبيا فتح الباب أمام جميع الخيارات، مشيرا إلى ان مؤشرات على حرب أهلية وتدخل أجنبي ظهرت في الوقت الراهن. وتابع قوله إنه يتوجب التوصل لاتفاق لأن الناس لا مستقبل لهم ما لم يتفقوا سويا على برنامج جديد. وأتهم القذافي الابن مجددا المتظاهرين في البلاد بأنهم „إرهابيون.. إنهم لا يريدون دستورا، ولا يريدون حقوق إنسان، ولا يريدون حرية".
وكان سيف الإسلام قد قال في مقابلة مع فرانس برس إن الأمور "في طريقها إلى الهدوء" في ليبيا/ مضيفا "ليس من مصلحتنا أن نحرق بلادنا ونقاتل بعضنا البعض والذين يربحون في هذه الحالة هم الموجودون في أوروبا وأميركا والخليج" في إشارة إلى المعارضين الليبيين في الخارج بشكل خاص. ونفى حصول مجازر أو قيام الطائرات العسكرية الليبية بقصف التظاهرات الاحتجاجية.
استمرار إجلاء الرعايا الأجانب من ليبيا
من ناحية أخرى يستمر إجلاء الرعايا الأجانب من ليبيا التي تشهد أعمال عنف منذ فقد أعلنت الخارجية اليونانية مساء السبت أنه من المنتظر نقل العديد من مواطني دول الاتحاد الأوروبي إلى خارج ليبيا ليلة السبت / الأحد على متن طائرات نقل تابعة للجيش الألماني. وأشارت الخارجية اليونانية إلى وصول إحدى هذه الطائرات إلى مطار صغير في الصحراء الليبية حيث حملت العشرات من مواطني دول الاتحاد الأوروبي. وقالت الخارجية إن من المنتظر أن تعود الطائرة في الساعات الأولى من صباح الأحد إلى جزيرة كريت. وكانت طائرتا نقل وصلتا بعد ظهر السبت إلى القاعدة العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في جزيرة كريت.
كما وصلت سفينة استأجرتها الولايات المتحدة وعلى متنها أكثر من 300 شخص، مساء الجمعة إلى مرفأ فاليتا عاصمة جزيرة مالطا. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيليب كراو لي أن أكثر من نصف ركابها أميركيون، بينهم ثلاثون دبلوماسيا وعائلاتهم. وأضاف، أن الولايات المتحدة أرسلت طائرة حملت من ليبيا في اتجاه اسطنبول رعايا أمريكيين وأشخاص من جنسيات أخرى. وكانت واشنطن قد أعلنت أمس الجمعة، أنها أغلقت سفارتها في طرابلس جزئيا لأسباب أمنية. وقال كراولي "ستبقى فرق عملنا هناك فعالة لتؤكد لنا انه إذ بقي أميركيون يجب أن نساعدهم".
تدفق عشرات الآلاف إلى تونس
وفر أكثر من 38 ألف شخص معظمهم من التونسيين والمصريين من ليبيا إلى تونس عبر نقطة رأس جدير الحدودية منذ بداية حركة الهروب الجماعي في نهاية الأسبوع الماضي كما أعلنت الحماية المدنية لفرانس برس. وقال العقيد مالك ميهوب، في الحماية المدنية التونسية في راس جدير إن بين هؤلاء 18 ألف تونسي و15 ألف مصري و2500 ليبي و2500 صيني والباقي من جنسيات أخرى. وكانت حركة الهروب من ليبيا، التي قد بدأت في 20 شباط/فبراير الجاري، وارتفعت وتيرتها على مدار الأسبوع وخاصة بعد أن اتهم سيف الإسلام القذافي الاثنين عناصر خارجية بالتحريض على الثورة في بلاده متهما المصريين والتونسيين بالوقوف وراء هذه المؤامرة.
وعلى الحدود التونسية الليبية يتواصل تدفق المصريين الفارين من أعمال العنف. وقال المنجي سليم رئيس فرع الهلال الأحمر التونسي في مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا: "يستمر وصول آلاف المصريين إلى الحدود ويتم إيواءهم في ظروف سيئة حيث لا يوجد ما يكفي من الأغطية وقدرة الإيواء محدودة".
من جهتها تواصل الصين إجلاء نحو 16 ألفا من رعاياها في ليبيا. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية نقلا عن بيان لوزارة الخارجية، أن نحو سبعة آلاف شخص من هذا العدد جرى إجلاؤهم إلى دول أخرى. وأضاف البيان أن السفارات الصينية في اليونان وتونس ومصر تعمل على إيواء سبعة آلاف من المواطنين الصينيين الذين وصلوا إلى هذه البلدان الثلاثة. في الوقت الذي تم نقل نحو 5100 شخص على سفن سياحية استأجرتها الصين.
(هـ د/ أ ف ب/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي