نتنياهو يعلن أن الانسحاب الكامل من لبنان لن يتحقق في موعده
٢٤ يناير ٢٠٢٥قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن تكمل انسحابها من جنوب لبنان بحلول مهلة الـ 60 يوما المحددة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله. وفي أول تأكيد علني لمثل هذا التأخير، بعد أسابيع من التكهنات، قال مكتب نتنياهو في بيان إن "عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل وفعال، بينما ينسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني"، وفقا لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية.
وقال نتنياهو: بما أن لبنان "لم ينفذ بالكامل" التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن "عملية الانسحاب التدريجي ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة". وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن شروط الاتفاق تمت صياغتها "على أساس أن عملية الانسحاب قد تمتد إلى ما بعد مهلة الـ60 يوما".
وينتشر الجيش الإسرائيلي حاليا في عدة قرى في جنوب لبنان، معظمها تقع في القطاع الشرقي. وانتشر الجيش اللبناني في قرى القطاع الغربي في الأسابيع الأخيرة مع انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وأن تسحب جماعة حزب الله مقاتليها وأسلحتها من المنطقة ذاتها مع انتشار قوات الجيش اللبناني هناك، وذلك خلال فترة ستين يوما تنتهي الساعة الرابعة صباح يوم الأحد المقبل. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي اتفقت إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية وفرنسية، مما أنهى قتالا استمر لأكثر من عام بعد أن اندلع على خلفية حرب غزة. وبلغ القتال ذروته مع شن إسرائيل هجوما كبيرا أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص في لبنان وإضعاف حزب الله بشدة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر للصحفيين "هناك تحركات إيجابية حيث حل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل محل قوات حزب الله، مثلما ينص الاتفاق"، في إشارة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وأضاف "أوضحنا أيضا أن هذه التحركات لا تتم بالسرعة الكافية، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به"، مؤكدا أن إسرائيل تريد استمرار الاتفاق. ولم يرد مينسر بشكل مباشر على أسئلة حول ما إذا كانت إسرائيل قد طلبت تمديد الاتفاق، كما لم يوضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستبقى في لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يوما.
وقال حزب الله في بيان إن هناك "بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان... لن يكون مقبولا أي إخلال بالاتفاق والتعهدات".
وأضاف البيان أن حدوث أي تأجيل يستدعي "من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان وبالضغط على الدول الراعية للاتفاق، إلى التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعا". كما جاء في البيان "أي تجاوز لمهلة الستين يوما يُعتبر تجاوزا فاضحا للاتفاق وإمعانا في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلا جديدا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض..".
وتصنف عدة دول حزب الله أو جناحه العسكري كمنظمة إرهابية، ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وعدة دول عربية أيضا. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وكانت إسرائيل قالت إن حملتها على حزب الله تهدف إلى تأمين عودة عشرات الآلاف الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في شمال إسرائيل بسبب نيران صواريخ حزب الله. ووجهت إسرائيل لحزب الله ضربات موجعة خلال الصراع، إذ قتلت أمينها العام السابق حسن نصر الله والآلاف من مقاتلي الجماعة ودمرت جزءا كبيرا من ترسانتها. وتعرضت الجماعة لمزيد من الضعف في ديسمبر كانون الأول عندما أطيح بحليفها السوري بشار الأسد، مما أدى إلى قطع طريق إمداداتها البرية من إيران.
قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن إسرائيل أنهت الأعمال القتالية وتسحب قواتها من لبنان وإن الجيش اللبناني توجه إلى مواقع مخازن الذخيرة التابعة لحزب الله ودمرها. وأشار إلى أنه لا يزال ينبغي بذل المزيد لتعزيز وقف إطلاق النار. وأضاف "هل انتهينا؟ لا. سنحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق النتائج".
وقال ثلاثة دبلوماسيين اليوم إنه يبدو أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في بعض أجزاء جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة الستين يوما. وذكر مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى إن الرئيس جوزيف عون أجرى اتصالات مع مسؤولين أمريكيين وفرنسيين لحث إسرائيل على استكمال الانسحاب ضمن الإطار الزمني المحدد.
وقالت الحكومة اللبنانية للوسطاء الأمريكيين إن عدم انسحاب إسرائيل في الموعد المحدد قد يعقد انتشار الجيش اللبناني، مما سيوجه ضربة للجهود الدبلوماسية والأجواء المتفائلة في لبنان منذ انتخاب عون رئيسا في التاسع من يناير/ كانون الثاني.
ف.ي/ع.ش (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)