ميونيخ: بدء محاكمة ثمانية مارسوا الدعاية لمنظمات إرهابية

رفضت محكمة ميونيخ العليا اليوم طلب هيئة الدفاع عن ثمانية أشخاص متهمين بدعم منظمات إرهابية في الخارج بتحويل جلسة المحاكمة التي افتتحت اليوم إلى جلسة سرية، بحجة أن بعض المتهمين كانوا قاصرين عند ارتكابهم الجرم. وبرّر رئيس المحكمة القاضي مانفرد نوتسيل رفضه بالقول إنه يرى أن الاهتمام الكبير للرأي العام بالمحاكمة يفوق مسألة حماية المتهمين.

المدعي العام: الدعاية عمود أساس للإرهاب

وعادت هيئة المحكمة إلى متابعة جلستها بعد فترة توقف قليلة وسط إعلان عدد من المتهمين بالرغبة في الرد على الاتهامات الموجهة إليهم من النيابة العامة الاتحادية. وصرّح المدعي العام ميشائيل برونس على هامش المحاكمة بأن الدعاية لمنظمات إسلامية إرهابية "ليست عملية لعب، وإنما عمود أساس للإرهاب".

والمتهمون الشباب الثمانية، وبينهم فتاة، ولدوا جميعا في ألمانيا وتتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة. وتشير التهمة الموجهة إليهم إلى أنهم أعضاء في "الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية"، وقاموا بين أب/أغسطس 2006 وحتى آذار/مارس 2008 بنشر وتوزيع مواد دعائية صادرة عن "القاعدة"، وعن "القاعدة في بلاد الرافدين" و"أنصار الإسلام". وذكر الإدعاء العام أن أحد المتهمين حاول دون نجاح المشاركة في تنفيذ أعمال عنف.

المتهمون من عدة ولايات ألمانية

وقال المدعي العام برونس إن المحاكمة هي الأولى من نوعها في ألمانيا وتتعلق بأعضاء تنظيم إرهابي ينشط إعلاميا في الانترنت. ولفت إلى أن المتهمين يعيشون في ولايات مختلفة مثل بريمن وهسّن وشمال الراين ووستفاليا وبافاريا وبادن ـ فورتمبيرغ، وتعرفوا على بعض في ملتقيات أقامتها الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية في الانترنت، وأنهم لم يلتقوا مع بعض كمجموعة خارج هذا الإطار. وتأسست الجبهة الإعلامية عام 2004 وهدفها مساندة المنظمات الإرهابية في نشر دعايتها.

ولم يتمكن المحققون الألمان بعد من إثبات وجود علاقة هيكلية بين المتهمين وبين المنظمات الإرهابية مثل القاعدة أو أنصار الإسلام. وعمل المتهمون الثمانية أيضا على نشر أفلام فيديو عن انتحاريين وإعدام مخطوفين، ومواد دعائية مطوّرة منهم. وسبق ذلك أيضا ترجمة أفلام فيديو عربية إلى الألمانية.

أفلام فيديو ومشاهد قطع رؤوس

إضافة إلى ذلك أنزل هؤلاء في صفحة "انترنت لينكس" أفلاما تظهر هجمات على جنود أميركيين وشرطة في العراق. وأنزل أحد المتهمين الذي كان في الرابعة عشرة من عمره في الصفحة المذكورة 31 فيلم فيديو تتضمن مشاهد فظيعة عن قطع رؤوس بشر من الوريد إلى الوريد.

وخصصت المحكمة 18 يوما للمحاكمة التي يفترض أن تنتهي في 19 أيار/مايو المقبل. وبسبب وجود متهم يعاني من انفصام في الشخصية تقرر إحداث بعض الاستراحات الإضافية. وقال المدعي العام بورنس إن المتهمين لا يزالون طليقين، مشيرا إلى أن قضيتهم لا تصنف ضمن الجرائم الكبرى.

اسكندر الديك

مراجعة: منى صالح