مقترح فرنسي لتسريع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان
١٣ فبراير ٢٠٢٥ أعلنت باريس اليوم الخميس (13 شباط/ فبراير 2025) أنّها اقترحت أن ينتشر جنود من قوة حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل)، بمن فيهم جنود فرنسيون، في مواقع ما زال الجيش الإسرائيلي يحتلّها في جنوب هذا البلد، وذلك لإتاحة "انسحاب كامل ونهائي" للقوات الإسرائيلة المتواجدة هناك.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو خلال مؤتمر صحافي في باريس في ختام المؤتمر الدولي حول سوريا إنّ "وقف إطلاق النار تمّ تمديده حتى 18 شباط/فبراير، وهو التاريخ المتوقّع للانسحاب الإسرائيلي النهائي".
لكنّ إسرائيل أعلنت أنّها تريد إبقاء قواتها في خمسة مواقع في جنوب لبنان بعد 18 شباط/فبراير، وهو مطلب رفضته بيروت بشدّة.
وأضاف بارو "لقد عملنا على صوغ مقترح يمكن أن يلبّي التطلّعات الأمنية لإسرائيل التي تخطّط للبقاء لفترة أطول".
وتابع "لقد اقترحنا أن تحلّ قوات معيّنة من اليونيفيل، بما في ذلك قوات فرنسية، في نقاط المراقبة تلك"، مشيرا إلى أنّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش "وافق" على المقترح الفرنسي.
ولفت بارو إلى أنّ "الأمر يعود إلينا الآن لإقناع الإسرائيليين بأنّ هذا الحلّ يتيح تنفيذ انسحاب كامل ونهائي".
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل ولبنان والساري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، كان مقررا أن ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بينما كان مقررا أن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يوماً، تمّ تمديدها لاحقاً حتى 18 شباط/فبراير.
وينصّ الاتفاق أيضا على أن يفكّك حزب الله خلال هذه الفترة بنيته التحتية العسكرية في جنوب لبنان، قرب الحدود مع إسرائيل، وأن ينسحب من كلّ المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني.
لبنان يرفض بقاء قوات إسرائيلية في خمس نقاط
وأبلغ لبنان الخميس الوسيط الأمريكي رفضه المطلق لمطلب إسرائيل إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في 18 شباط/فبراير، وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري.
وبعد استقباله الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز والسفيرة الامريكية لدى بيروت ليزا جونسون، قال بري "الأمريكيون أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 شباط (فبراير) من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط". وأضاف، في حديث لصحافيين، وفق ما نقل مكتبه الاعلامي، "أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك"، مضيفاً "رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة الانسحاب ومسؤولية الأمريكيين أن يفرضوا الانسحاب".
وكان رئيس الجمهورية جوزيف عون أكد في وقت سابق الخميس أن لبنان "يتابع الاتصالات لإلزام إسرائيل بالانسحاب" ضمن المهلة، و"يتواصل مع الدول المؤثرة ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا للوصول إلى الحل المناسب".
وتشرف الولايات المتحدة وفرنسا على آلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار في إطار لجنة خماسية تضم كذلك لبنان وإسرائيل وقوة الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
ما موقف الأمم المتحدة؟
وفي نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الخميس، خلال إيجاز صحافي: "نواصل حضّ اسرائيل ولبنان على الوفاء بالتزاماتهما في ما يتعلق بتفاهم وقف الأعمال العدائية". وشدّد على أن "التقدم المستمر في إعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية وانسحاب القوات الإسرائيلية أمر ملح"، معتبراً أنه "يتعين على الطرفين تجنب أي عمل من شأنه أن يزيد من التوترات ويعرض المدنيين للخطر ويزيد من تأخير عودتهم إلى مدنهم وقراهم" على جانبي الحدود.
وأضاف "تواصل الأمم المتحدة حضّ الجانبين على التنفيذ الكامل للقرار 1701"، الذي وضع حدا للأعمال القتالية بعد حرب مدمرة بين إسرائيل وحزب الله صيف 2006. ونصّ على بنود عدة منها ابتعاد الحزب من الحدود ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة وحصره بالقوى الشرعية.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ليل الثلاثاء إنّ البيان الوزاري لحكومته سيتضمن "تأكيداً على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وعلى تفاهمات وقف اطلاق النار والالتزام بعملية إعادة الاعمار" للمناطق التي تعرّضت للتدمير خلال الحرب لا سيما في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
وطوال الأسابيع الماضية، أكد المسؤولون اللبنانيون التزامهم التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار والعمل من أجل بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـمنظمة إرهابية.
خ.س/ ص.ش (أ ف ب)