مطالب بتشديد قوانين استهلاك الكحول في ألمانيا
٧ مايو ٢٠٠٨صدر يوم الاثنين(5 مايو/ايار) في برلين تقرير العقاقير المخدرة والإدمان لعام 2008 والذي قدمته سابينه بيتسينغ مفوضة الحكومة الألمانية لمكافحة المخدرات. وقد أثارت نتائج التقرير الألماني مخاوف بعض الخبراء في ألمانيا من تزايد حالات الإدمان في البلاد وارتفاع معدلات تناول الشباب المشروبات الروحية. وطالب الخبراء بتشديد قوانين استهلاك المشروبات الكحولية في المجتمع.
ضعف الرقابة الاجتماعية
وقد انتقد كلاوس هوريلمان، الباحث في قضايا الشباب بجامعة بيلفيلد الألمانية في تصريحات لصحيفة "نويه بريسه" "Neue Presse" الصادرة أمس الثلاثاء(6 مايو/ايار)، الإسراف في تناول المشروبات ا لكحولية وقال إن السماح بتناولها في كل زاوية في الشارع وأمام المدارس والمستشفيات "انتهاك للعادات الاجتماعية". مُرجعاً سبب تزايد عدد الأطفال والشباب المدمنين للمشروبات الكحولية إلى غياب الرقابة الاجتماعية في المنزل مقارنةً قبل عشر سنوات، إذ "كان تناول الشاب للمشروبات الكحولية في منزل الوالدين لأول مرة في حياته أمر ملفت للنظر، وكان الآباء ينصحون أبناءهم ويطلبون منهم الامتناع عن تناول هذه المشروبات حينما يزيد الأمر عن حده، فقد كانوا يمارسون نوعاً من الرقابة الاجتماعية داخل المنزل".
وأشار التقرير إلى أن واحداً من بين أربعة شباب يفرط في تناول الكحول لدرجة فقدان الوعي مرة كل شهر على الأقل. فخلال العام الماضي فقط تم نقل 19500 طفل وشاب إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بالتسمم الكحولي. حيث أن أكثر من نصف الحالات كانت ما بين سني 15 و20 عاماً. في حين أن العدد في عام 2000 وصل إلى 9500 فقط. ووفقاً للبيانات الواردة في التقرير يتناول نحو 9,5 مليون شخص في ألمانيا المشروبات الكحولية بشراهة، من بينهم 1,3 مليون مدمن.
ولم يغفل التقرير التطرق لموضوع تناول الكحول في فترة الحمل. فقد أورد أن حوالي 10 آلاف حالة ولادة حملت معها آثار سلبية على المولودين من جراء تناول أمهاتهم للكحول. 4000 حالة منهم في وضع حرج.
انخفاض عدد المدخنين
كما أظهرت بيانات التقرير ارتفاع حالات الوفيات بسبب تعاطي المخدرات في ألمانيا التي حصدت أرواح 1394 شخصاً أي بزيادة 98 شخصاً عن العام الماضي. ويعزو التقرير سبب ارتفاع عدد ضحايا الإدمان إلى ارتفاع عدد المدمنين بجانب عدة أسباب أخرى متنوعة.
كما أشار التقرير إلى تراجع استهلاك العقاقير المخدرة غير القانونية في المجمل خلال العام الماضي ، إلا أنه في المقابل أشار إلى أكثر من ثلث البالغين في ألمانيا يدخنون. وقد سجل التقرير تراجعاً في عدد المدخنين الشباب إلى 18 في المائة بنسبة 2 في المائة مقارنة بالعام الماضي. مما يثبت –حسب بيتسينغ- أن الحملة التي قامت بها الحكومة للحد من خطر التدخين كمنع بيع التبغ لمن هم دون الثامنة عشرة ومنع التدخين في الأماكن المغلقة قد أتت ثمارها.