"مرحبا بكم في الوطن": دراما تجسد المعاناة النفسية لأفراد قوة حفظ السلام الألمانية
٢٤ ديسمبر ٢٠٠٧سوف يكون الجنود المعاصرون، الذين لم يكونوا من الناحية العملية موضوعا لبرامج فترة ذروة المشاهدة في التلفاز الألماني، مادة لعمل درامي من المقرر عرضه في فصل الخريف العام القادم. وقد يجد المشاهدون من أنصار السلام الذين يمثلون شريحة كبيرة من جمهور المشاهدين، الموضوع مشوقا ويدور حول حالة اضطراب تحدث بعد الإصابة بصدمة لأحد أفراد القوات الألمانية التي تحافظ على سلام هش في كابول وشمال أفغانستان.
وقد يؤدي عرض مسلسل "مرحبا بكم في الوطن"، الذي تنتجه شركة تيم وريكس، وهى شركة مقرها بالقرب من برلين تعمل لحساب التليفزيون العام ايه ار دي، إلى تجدد النقاش عما إذا كان يتعين علي برلين أن ترسل جنودها إلى الأماكن المحفوفة بالإخطار.
.
مسلسل "مرحبا بكم في الوطن"
و تتميز الدراما في التليفزيون الألماني عادة بطابع الهروب من الواقع، ولا يشاهد معظم المشاهدين المسلسلات الدرامية البريطانية والأمريكية الحديثة التي تتناول الصدمات النفسية في فترة ما بعد الخدمة في العراق لان ألمانيا ليس لها قوات فى ذلك البلد.
ويقول نيك هوفمان، الرئيس التنفيذي لشركة تيم وركس، إن الأمر المذهل والمثير للدهشة هو أنه لا يستطيع أن يتذكر أي دراما محلية تتعامل مع الآلام التي يشعر بها الجنود. وبدأ تصوير المشاهد الخارجية في برلين وفي جميع أنحاء ألمانيا في الشهر الماضي. وفى القصة الخيالية، يفقد الجندى "بين "، الذي قام بتجسيد شخصيته الممثل كين دوكين، صديقا في هجوم أفغاني بقنبلة ويعود إلى ألمانيا وهو مضطرب للغاية ولا يستطيع التكيف مع مجتمعه.
يذكر أن القوات الألمانية قد بدأت في الخدمة في الخارج منذ 15 عاما، مما أنهى حظرا فرضته ألمانيا على نفسها وسط الخجل من الغزو النازي لأوروبا في الحرب العالمية الثانية. ويخدم حاليا 7600 من البحارة والجنود والطيارين الألمان خارج البلاد بينهم 3300 في أفغانستان.
مسلسل تجسيد لقصة واقعية
وقال مؤلف الرواية كريستيان فاينينشميت إن مسلسل "مرحبا بكم في الوطن" سوف يتجنب اتخاذ أي موقف سياسي بشأن المهمة "ولكننا نأمل في أن يشجع المسلسل على إجراء مناقشات". وقال فاينينشميت إنه قام بقدر كبير من الأبحاث، لكي يجعل القصة تبدو حقيقية بقدر الإمكان. وأضاف أنه تلقى مساعدة من كارل هاينز بيسولد، الضابط الطبيب بالجيش في المستشفى العسكري في هامبورج والمتخصص في علاج الاضطراب الناتج عن الضغوط، وهذه حالة حظيت باهتمام الأطباء لأول مرة تحت مسمي "صدمة القذيفة" خلال الحرب العالمية الأولى.
وقال الكولونيل بيسولد فى موقع التصوير، حيث كان يسدى النصائح للممثلين"نحو 100 شخص يسعون إلى العلاج كل عام من الاضطرابات"، إلا أن التأثير الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، وأوضح الكولونيل بيسولد أن "معظم الأشخاص لا يتحدثون عن الاضطرابات التي تصيبهم لأنه لا يوجد أي شخص يمكنهم أن يأتمنوه على أسرارهم". وتميل الأسرة والأصدقاء إلى اعتبار العائد إلى أرض الوطن بمثابة مغامر يمكنه أن يمتعهم بقصص البطولة وبقصص عن ثقافة أفغانستان والأنشطة الأخرى التي تبعث على النشوة مثل تدخين النرجيلة خلال حفلات السمر في المعسكر.
"بين" شخصية متداخلة الأبعاد
ويخفي "بين" بطل المسلسل الدرامي مخاوفه الداخلية عن صديقته وأسرته ويصبح عدوانيا، حتى يصل الأمر لأن يضرب صديقا له بوحشية. وتساعد طبيبة محلية تدعى لونا التي تجسد شخصيتها اورليك فولكيرتس "بين" على أن يدرك أنه يحتاج إلى مساعدة مهنية. ويقول هوفمان إنه يأمل أن تساعد هذه الدراما علي تحول الدراما التليفزيونية الألمانية بعيدا عن الدراما الهابطة التي تهرب من الواقع بعرض شخصيات جميلة وطيبة إلى الدراما "الأكثر أمانة" في تصوير الحياة
والروايات ذات الطبيعة الحقيقية والوثائقية.
وعرضت الدراما السابقة للمنتج هوفمان بعنوان "مقديشيو" الموضوع نفسه ، حيث كانت معالجة خيالية تقوم على أساس قصة حقيقية لإرهابيين قاموا باختطاف طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا الى الصومال في عام 1977.