محادثات أمريكية روسية وموسكو ترفض التفاوض حول مناطق أوكرانية
٢٧ فبراير ٢٠٢٥التقى دبلوماسيون روس وأمريكيون في تركيا، الخميس (27 فبراير/شباط 2025)، لإجراء محادثات لحل خلافات حول عمل سفارتيهما في واشنطن وموسكو، في أول اختبار لقدرتهما على إعادة تشكيل العلاقات والعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ووصف الكرملين العام الماضي العلاقات بين البلدين بأنها "تحت الصفر" في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي مد كييف بالمساعدات والسلاح وفرض مجموعة عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. لكن الرئيس دونالد ترامب غير هذه السياسة تماما وتحرك بسرعة منذ توليه المنصب الشهر الماضي لبدء محادثات مع روسيا، وتعهد بالوفاء بوعده إنهاء الحرب سريعا.
تأتي المحادثات في إسطنبول بعد مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير/شباط، وعقب اجتماع لمسؤولين كبار من البلدين في السعودية بعد ذلك بستة أيام. ووصل الوفد الروسي إلى مقر إقامة القنصل العام الأمريكي في إسطنبول لبدء الاجتماع. وقال التلفزيون الروسي الرسمي إن من المتوقع أن تستمر المحادثات من خمس إلى ست ساعات.
وتشعر أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون بالقلق من احتمال أن يؤدي التقارب السريع بين الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لإنهاء الحرب يهمشها ويقوض أمنها. ويقول ترامب إنه يريد إنهاء إراقة الدماء بوقف إطلاق النار سريعا. وعبر بوتين هذا الأسبوع عن توقعه التوصل إلى اتفاق سريع، وشدد على أهمية إعادة بناء الثقة بين روسيا والولايات المتحدة قبل إنجاز أي شيء.
وفي سيا متصل أعلن الكرملين الخميس أن "غير مطروحة للتفاوض"، في وقت تتكثف الجهود بحثا عن تسوية للنزاع في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي حضرته وكالة فرانس برس إن "الأراضي التي أصبحت تابعة لروسيا الاتحادية مدرجة في دستور بلادنا، وهي جزء لا يتجزأ من بلادنا. هذا أمر لا جدل فيه وغير مطروح للتفاوض".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن محادثات الخميس ستتناول أمورا مثل مستوى الموظفين والتأشيرات والخدمات المصرفية للدبلوماسيين. وذكر متحدث باسم الوزارة عشية الاجتماع "لنكون واضحين، لا قضايا سياسية أو أمنية على جدول الأعمال. أوكرانيا ليست على جدول الأعمال". وأضاف "سيتضح بسرعة كبيرة إلى أي مدى هذه المحادثات بناءة، إما أن تحل القضايا أو لا.
وسنعرف قريبا ما إذا كانت روسيا مستعدة حقا للمشاركة بحسن نية". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن نتيجة الاجتماع "ستظهر مدى السرعة والفعالية التي يمكن أن نتحرك بها". وأقر لافروف بأن روسيا "خلقت ظروفا غير مريحة" للدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو، فيما قال إنه رد على معاملة الولايات المتحدة للدبلوماسيين الروس.
قمة أوروبية خاصة بالدفاع بحضور زيلينسكي
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور قمة خاصة للاتحاد الأوروبي حول الدفاع تعقد في السادس من آذار/مارس، وذلك لمناقشة "ضمانات أمنية" لأوكرانيا. وسيلتقي قادة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لمناقشة تعزيز الدفاع الأوروبي وفي محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة عسكرية جديدة لكييف. وقال كوستا في رسالة الدعوة الموجهة إلى رؤساء الدول والحكومات، "في ما يتعلق بأوكرانيا، هناك ديناميكية جديدة يجب أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم. لذلك، من المهم بالنسبة إلينا أن نتبادل وجهات النظر بشأن سبل دعم أوكرانيا والمبادئ التي يجب احترامها في المستقبل".
وأضاف أنّ الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء "على استعداد لتحمّل مسؤولية أكبر عن الأمن الأوروبي". وتابع "يتعيّن علينا بالتالي أن نكون مستعدّين لمساهمة أوروبية محتملة في الضمانات الأمنية التي ستكون ضرورية لضمان السلام الدائم"، مؤكدا أنّه دعا زيلينسكي لـ"مناقشة آخر التطوّرات".
واقترحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن تلتزم الدول الـ27 توفير أسلحة جديدة في أقرب وقت ممكن، بما في ذلك صواريخ وأنظمة دفاع جوي وقذائف مدفعية. وقالت إنّ "التفاصيل، خصوصا المبالغ، سيتمّ تحديدها ومناقشتها في القمة الأوروبية الاستثنائية في السادس من آذار/مارس المقبل".
ولطالما واجهت المناقشات بهذا الشأن صعوبات بسبب معارضة المجر لأي مساعدات عسكرية جديدة لكييف، في وقت حافظت بودابست على علاقة جيدة مع موسكو. كما تأتي المناقشات حاليا في ظل بدء محادثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا. وقدم الأوروبيون لأوكرانيا مساعدات بقيمة حوالي 134 مليار يورو، من بينها حوالى 50 مليار يورو من الدعم العسكري. وخلال القمة الخاصة، ستناقش الدول الأعضاء تعزيز الدفاع الأوروبي، "بهدف اتخاذ قرارات أولى على المدى القصير حتى تصبح أوروبا أكثر سيادة وأكثر قدرة وأفضل تجهيزا"، وفق لرئيس المجلس الأوروبي.
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)