ماكينة الهجوم الألمانية في مواجهة الحصون الإيطالية المنيعة

لا شك أن مهمة الفريق الألماني في تخطي عقبة الفريق الإيطالي والتأهل إلى نهائي بطولة العالم لن تكون سهلة. هذا ما يُدركه المدرب واللاعبون وخبراء كرة القدم وعشاق الفريق الألماني أيضاً. فالفريق الوطني الألماني لم ينجح حتى الآن في هزيمة نظيره الإيطالي في أي من مباريات نهائيات كأس العالم على الإطلاق. هذه حقيقة ما زالت عالقة في أذهان اللاعبين والمسؤولين الألمان الذين يأملون الآن في تغيير هذا الواقع. أكثر ما يُعول عليه الألمان في لقاء نصف النهائي ( الثلاثاء في الرابع من يوليو ) أمام إيطاليا هو الجمهور الألماني الذي كان دائماً بمثابة اللاعب الـ 12 للفريق، لا سيما الجمهور في ملعب مدينة دورتموند الذي يُخيم عليه الحماس والنشوة لكرة القدم.

ويقول نجم دفاع المنتخب الألماني وفريق بروسيا دورتموند كريستوف ميتسلدر: " أعتقد أن أجواء الحماس والنشوة التي ستسود اللقاء المرتقب أمام إيطاليا ستكون فريدة من نوعها وأن المشجعين سيشاهدون مباراة لم تشهدها ألمانيا من قبل. وهذا ما يُعطينا حافزاً إلى الأمام ويزيد من قوة معنوياتنا التي اكتسبناها من خلال الانتصارات الأخيرة والتي حققناها في إطار المونديال". كما أضاف المدافع النجم أنه على يقين من أن أنصار الفريق الألماني سيقفون وراء فريقهم وقفة رجل واحد، الأمر الذي سيدفع اللاعبين الألمان إلى تقديم أفضل ما لديهم.

ملعب دورتموند حصن منيع للمنتخب الوطني

خاض الفريق الوطني الألماني حتى الآن 14 مباراة دولية على ملعب دورتموند قدّم فيها دائماً عروضاً رائعة وقوية، إذ فاز بـ 13 مباراة وتعادل في واحدة. وهذا ما يرفع من معنويات الألمان بالطبع ويُعزز آمالهم في تخطي الفريق الإيطالي العنيد الذي يتمتع بخط دفاع ربما هو الأقوى في العالم وبحارس مرمى يعتبره الكثيرون أفضل حارس مرمى في العالم، ألا وهو بوفون المحترف في صفوف فريق يوفنتوس تورين الإيطالي.

على الرغم من ذلك يحتاج الفريق الألماني في المواجهة المرتقبة إلى دعم غير محدود من أنصاره لأن الإيطاليين في العادة لا يفقدون أعصابهم بسُرعة. هذا ما بدا جلياً في لقاء ثمن النهائي الذي جمعهم مع الفريق الأسترالي. فعلى الرغم من طرد أحد اللاعبين الإيطاليين، واصل الفريق أداءه بشكل طبيعي وبكل هدوء وتمكن من تخطي الأستراليين الذين قدموا حقيقة أداءً قوياً يستحق التقدير. لكن الخبرة الطويلة التي يتمتع بها الفريق الإيطالي تجعله قادراً على حسم أي مباراة لصالحه حتى لو كان عليه إكمال المباراة بعشرة لاعبين. كما يعطي خط الدفاع الإيطالي القوي خطي الوسط والهجوم ثقة عالية بالنفس تدفعهم إلى الأمام لهز شباك الخصم. لذا يرى ميتسيلدر، الذي ينعم بأجواء دورتموند الحماسية خلال منافسات الدوري الألماني، يرى أن الجمهور الألماني سيلعب دوراً كبيراً في هذا اللقاء الهام الذي سيُحدد هوية الفريق الذي سيخوض المباراة النهائية في الـ 9 من يوليو على أرض الملعب الأولمبي في برلين.

كلينسمان متأكد من استمرار الحُلم الألماني

لا يرى مدرب المنتخب الألماني الشاب يورغين كلينسمان ما يدعو لمجرد التفكير بالهزيمة التي تعني نهاية الحلم الألماني بإحراز لقب بطولة العالم. وقال كلينسمان في مؤتمر صحفي: "لدينا ثقة عالية بالنفس ازدادت بعد كل مباراة خضناها خلال البطولة. علينا أن نكون يقظين طوال الوقت وأن لا نرتكب أي خطأ يُمكن أن يستغله الإيطاليون لحسم اللقاء لصالحهم".

وأعلن كلينسمان أنه سيُواصل أسلوبه الكامن في التركيز على الهجوم انطلاقاً من دفاع قوي ومتين. وامتدح المدرب أداء فريقه القوي أمام الأرجنتين، لا سيما أداء المدافعين الذين صمدوا أمام الهجمات الأرجنتينية الخطيرة ولم يسمحوا لنجوم كرة القدم الأرجنتينية بتشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس الألماني يينس ليمان. وفي ختام المؤتمر الصحفي أكد كلينسمان أنه على يقين من أن فريقه قادرٌ على هزيمة أي فريق آخر، وجدد آماله في أن يُتوّج فريقه بطلاً للعالم في الـ 9 من يوليو/تموز. ولتحقيق الحُلم الألماني بالظفر بلقب كأس العالم 2006 يتعين على كلينسمان ولاعبيه أولاً تخطي العقبة الإيطالية في المربع الذهبي، ومن ثم مواجهة إما الفريق البرتغالي أو الفرسني اللذين يخوضان يوم الأربعاء في الـ 5 من يوليو لقاء نصف النهائي الثاني.

علاء الدين موسى