لوكاشنكو يعبر عن ارتياحه لافشاله "خطط التوسع الاوروبي"
٢٦ مارس ٢٠٠٦عبر رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو في حديث لمحطة تلفزيونية روسية عن ارتياحه لنجاحه في افشال "خطط التوسع الاوروبي" بفوزه في الانتخابات التي جرت في 19 آذار/مارس, مشددا على العلاقات الوثيقة بين موسكو ومينسك. وقال رئيس بيلاروسيا لمحطة "ان تي في" مساء السبت ان الاوروبيين يرون ان "لوكاشنكو دمر كل خطط التوسع الاوروبي وتوجه الى الاتحاد مع روسيا". وقد دان لوكاشنكو باستمرار دعم الاتحاد الاوروبي لمرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية الكسندر ميلينكيفيتش المؤيد لاوروبا معتبرا انها محاولة لزعزعة نظام مينسك لاخراج بيلاروسيا من دائرة النفوذ الروسي. وقال لوكاشنكو "هل هناك في العالم مثال لدولتين متقاربتين مثل روسيا وبيلاروسيا؟ لا تبحثوا كثيرا. ليس هناك مثل هذا الوضع". واضاف "نعيش في دولة واحدة فعليا"، مؤكدا انه يضمن علاقات جيدة مع روسيا التي تدعم الى حد كبير الاقتصاد في بيلاروسيا عبر استيراد منتجاتها بدون رسوم جمركية ومدها بالغاز باسعار تفضيلية. وقال لوكاشنكو انه اذا واجهت روسيا "مشكلة وكان علينا مساعدتها فستقدم لها كل ما نستطيع".
استمرار المواجهات
استمرت المناوشات وان خفت حدتها بين المعارضة وقوات الشرطة في روسيا البيضاء. فقد فرقت الشرطة بعنف مستخدمة الهراوات مجموعة من المتظاهرين في مينسك أمس السبت واعتقلت احد قادة المعارضة الكسندر كوزولين حسبما ذكر مصور لوكالة فرانس برس وشهود عيان، مثيرة بذلك انتقادات حادة من الغرب. وقد نجحت المعارضة في جمع سبعة آلاف شخص رغم ضغط الشرطة بعد اسبوع من اعادة انتخاب الرئيس الكسندر لوكاشنكو. وقد حاول كوزولين وعدد من المتظاهرين الوصول الى سجن يعتقل فيه مؤيدون للمعارضة اوقفوا في الايام الاخيرة. ووصلت قوات مكافحة الشغب على متن عشرات الحافلات واوقفوا تقدم التظاهرة في شارع جيرجينسكي. وبثت التلفزيونات لقطات بدا فيها كوزولين يتقدم من قائد الشرطة وهو يحمل وردة، الا ان رجال الشرطة قاموا بدفعه وفرقوا المتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع واعتقلوا عددا منهم. وقال فالنتين (55 عاما) احد سائقي الحافلات ان "التحرك كان عنيفا جدا. لقد ضرب رجال الامن الناس باقدامهم وبالهراوات". من جهته، روى الكسندر اوتروشنكوف الذي ينتمي الى منظمة للشباب لوكالة فرانس برس ان "الكسندر كوزولين طلب من الناس التراجع ففعلوا ذلك (...) اطلقت الشرطة قنابل دخانية وبدأت تمسك الناس وتضعهم في السيارات". وظهر في لقطات بثتها محطات التلفزيون مشاهد عنف بدا فيها رجال شرطة يطوقون امرأة ويضربونها بهراواتهم ومتظاهرون ممدون ارضا بدون حراك. وشاهد مصور لوكالة فرانس برس متظاهرا تغطيه الدماء وجريحين ومتظاهرا وشرطيا يتم نقلهما على نقالات.
الحكومة: "نحن أقوياء"
اعلنت وزارة الداخلية عن مشاركة 900 متظاهر جرح منهم تسعة هم مدني وثمانية من رجال الشرطة. اما منظمة "فياسنا" غير الحكومية فقد تحدثت عن اعتقال 38 شخصا. واكدت نينا شيدلوفسكايا زوجة كوزولين لوكالة فرانس برس ان المعارض اعتقل. وقالت ان "الشرطة اوقفت كوزولين وعددا من افراد اسرته ومتظاهرين آخرين بينما كانوا في طريقهم الى السجن حيث يعتقل رفاقهم". وكانت قوات الامن ضربت كوزولين واعتقلته خلال الحملة الانتخابية بينما كان يحاول الدخول الى تجمع للوكاشنكو. وقد تحالف مع اهم مرشحي المعارضة الكسندر ميلينكيفيتش. واتهم ميلينكيفيتش كوزولين "بالاستفزاز بقيادته الناس باتجاه السجن" مؤكدا انه حاول "ردعه". وقال "نعمل بطريقة سلمية ونحن اقوياء" لكن اللجوء الى وسائل اخرى "يحرمنا من مصداقيتنا في المجتمع". وكان ملينيكيفيتش قاد تظاهرة اولى لم تؤد الى تدخل الشرطة. لكن كوزولين قرر بعد ذلك التوجه مع متظاهرين الى السجن.
ردود فعل دولية مستنكرة
استنكرت الولايات المتحدة ليل السبت الاحد استخدام العنف ضد المتظاهرين في بيلاروسيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك في بيان ان "الولايات المتحدة تستنكر استخدام القوة من قبل سلطات بيلاروسيا ضد متظاهرين مسالمين في مينسك". واضاف "نعبر عن قلقنا العميق بشان من جرحوا او اعتقلوا". ودعا البيان سلطات بيلاروسيا الى "الكف عن استخدام العنف والاعتقالات ضد الذين يمارسون حقهم المشروع في التعبير عن آرائهم السياسية". وكانت الرئاسة النمساوية للاتحاد الاوروبي انتقدت السبت اللجوء الى العنف ضد المتظاهرين في بيلاروسيا وتوقيف احد قادة المعارضة الكسندر كوزولين. وقال بيان للرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بشان تجمع مينسك الذي تعرض للقمع من قبل قوات الامن "ان رئاسة الاتحاد الاوروبي صدمت جراء العنف المستخدم ضد المتظاهرين من قبل سلطات بيلاروسيا". واضاف البيان ان "الرئاسة تعبر عن قلقها الشديد بشان اعتقال متظاهرين اعضاء في المعارضة الديموقراطية وخصوصا المرشح الى الانتخابات الرئاسية الكسندر كوزولين وتطالب بالافراج عنهم فورا".